ترجمات عبرية

يديعوت: بينيت في فخ نتنياهو

 يديعوت 16/6/2022، بقلم: عميحاي أتالي

ساعات نفتالي بينيت السياسية الجميلة كانت دوماً أحداثاً قصيرة وعمليات خاصة. لحظات من الكثير من الأدرينالين والقليل من الأكسجين، هي التي تدخل الحياة إليه. هذا الرجل، الذي اكتسب مجده الأول في “سييرت متكال” وفي شركة استحداث، مجبول من مواد لحظات الحسم وأقصى القدرات.

الطرف الأبعد هو بالطبع الحدث الذي لا يصدق، والذي في إطاره نجح في أن يصبح رئيساً للوزراء، حلم كل سياسي، بينما يترأس حزباً من ستة أعضاء فقط في الكنيست. وقبل ذلك، رأينا مثل هذه المزايا تجد تعبيرها في حياته السياسية: في العام 2016، عندما تنافس نتنياهو مع حكومة 61، لعب بينيت معه لعبة إنزال الأيدي ونجح في فرض توسيع صلاحيات أعضاء الكابينت عليه. أما إقامة اليمين الجديد ففعله في نهاية 2018 في عملية سرية فاجأ فيها كل شركائه، وبعد نصف سنة لم يجتز فيها نسبة الحسم، دفع نتنياهو ليعينه وزيراً للدفاع في الحكومة الانتقالية.

القاسم المشترك في كل هذه الأحداث هو المعركة التي لا تنتهي بين بينيت ونتنياهو. لقد أثبت التاريخ بأن كل هذه المعارك كانت يد بينيت فيها هي العليا. هو مقاتل فرد يجدد نفسه، وينجح في فرض احتياجاته وإراداته على قبطان حاملة الطائرات الكبرى.

أما الآن فيحصل له شيء آخر: بينيت، الذي اعتاد ألاعيب النينجا المفاجئة عالق الآن في موقف ساكن تحت نار تغلي، بات مكبلاً فيما القطار يندفع نحوه. العرب في الائتلاف لا يوفرون البضاعة، شيكلي وسيلمان باتا خلف الخطوط، وأورباخ للتو يتجاوزها.

نفتالي بينيت في هذه الأيام كآلة متعذرة في مصنع اللحوم السياسي التي يتطاير منها في كل لحظة رفاص آخر وبرغي آخر. والكل ينتظر اللحظة التي تتوقف فيها عن إصدار منتجاتها التي تتسبب للجميع بآلام البطن. ائتلاف بينيت عديم المنفعة. وحسب كل المؤشرات التي يصدرها نير أورباح، فإذا لم يولد احتمال لحكومة يمين بديلة قريباً، فحل الكنيست سيقفز من الزاوية.

هذا أمر غير مناسب لبينيت؛ أن يجلس ثابتاً أمام خط النار من مدافع نتنياهو. بينيت قبل سنة، كان يفترض أن يجلس الآن على الخرائط ويعد خطة إنقاذ ترفعه دفعة واحدة إلى أفضل وضعية يمكن تصورها.

بينيت الذي عرفناه، يفترض به الآن أن يقود ويحرك إما حل الكنيست بمبادرته، أو حكومة بديلة إبداعية ما. نعم، في ضوء منظومة العلاقات المعروفة لنا جميعاً في السياسة الراهنة، تبدو السيناريوهات في هذه الكنيست ضعيفة، إلا إذا حللنا جينات بينيت، فإن ما ينبغي أن يشغله في هذه اللحظة هو خطة مفاجئة وغير عادية.

لكن هل يمكن أن نستخلص من جملة أحداث الماضي استنتاجات عن سلوكه الآن؟ غير مؤكد على الإطلاق. بخلاف المرات السابقة التي قام بها بمناورات لامعة، تبدو قدراته على المناورة الآن متدنية، لعدة أسباب: في قتال الكوماندو تكون دوماً دينامياً، وكرسي رئيس الوزراء مكان ساكن جداً من كل الجوانب. إضافة إلى ذلك، رغم ا لمحبة الزائدة للمناورات السياسية، طور بينيت التزاماً حقيقياً تجاه يئير لبيد الذي بسط أمامه سجادة حمراء في الطريق إلى مكتب رئيس الوزراء.

بهذا الواقع الساكن لا يمكن له من هنا إلا الخسارة. فكل لحظة في هذا الائتلاف تسحقه سياسياً، لكنه عالق فيه. ما يدلنا على أن مناورات الكوماندو وألعاب النينجا جيدة كجزء من الطريق لتحقيق الحلم في أن يصبح رئيس وزراء، لكنه سيكون بعد الوصول عالقاً هناك بدون قوة سياسية حقيقية. الآن بينيت مربوط إلى مكتب رئيس الوزراء بحبل سميك، ومحيطه يخلو من أي ساموراي يضرب ضربة سيف لينقذه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى