يديعوت: بينما حدد نتنياهو قطر كعدو، يحاول روبيو إعادة ربط الدوحة بصفقة الرهائن

يديعوت 16-9-2025، ايتمار آيخنر: بينما حدد نتنياهو قطر كعدو، يحاول روبيو إعادة ربط الدوحة بصفقة الرهائن
بعد محاولة اغتيال قادة حماس الفاشلة في الدوحة، كان من المهم لوزير الخارجية الأمريكي التأكيد على أن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة لم تتأثر بأي شيء. بهذه الرسالة، يغادر إلى قطر، على أمل أن تتمكن الإمارات من التوصل إلى وقف إطلاق نار. نتنياهو يبذل قصارى جهده من أجل قطر. لا ضرر في أن تكون قضية “قطر جيت” في الخلفية.
يغادر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إسرائيل اليوم الثلاثاء في زيارة غير مقررة إلى العاصمة القطرية الدوحة. تأتي هذه الزيارة بعد يوم من إدانة قادة “القمة العربية الإسلامية الطارئة” إسرائيل بشدة، وفي ضوء محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت قادة حماس في الدوحة، دعوا “جميع دول العالم إلى إعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل”.
كان من المهم جدًا لروبيو أن يؤكد خلال زيارته للقدس أن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة لم تتأثر بأي شيء. تدعم واشنطن إسرائيل، ورغم استيائها من الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، إلا أن ذلك لم يُغير الموقف الأمريكي الأساسي: يجب إطلاق سراح جميع الرهائن الثمانية والأربعين، وتحرير غزة من قبضة حماس.
لم ينتقد روبيو العملية الإسرائيلية في الدوحة. الأمريكيون يريدون إبقاء جميع الخيارات مفتوحة. وحسب المعلومات المتاحة، لم تُبذل أي محاولة خلال اجتماعات روبيو مع نتنياهو لمنع إسرائيل من احتلال غزة. يدرك الأمريكيون أن العملية قد بدأت، لكنهم ما زالوا يعتقدون بإمكانية التوصل إلى صفقة رابحة: ربما يمكن استغلال القطريين للتوصل إلى صفقة رهائن تُفضي إلى وقف إطلاق النار.
توقيت زيارة المسؤول الأمريكي الكبير إلى الدوحة مثير للاهتمام: فهو يصل إلى قطر في اليوم التالي للقمة التي وُجهت فيها التهم والتهديدات لإسرائيل، ولكن من ناحية أخرى، لا أحد يرغب في الخلاف مع الرئيس دونالد ترامب. الرسالة واضحة لا لبس فيها: إسرائيل مسنودة من أمريكا. وقال مصدر مطلع على التفاصيل: “هناك الكثير من الغموض هنا، ويحاولون التلاعب به لتحقيق نتيجة”. كما تحدث روبيو عن التزام قطر بتحقيق النتيجة المرجوة المتمثلة في إطلاق سراح الرهائن.
بعد أن يختتم وزير الخارجية زيارته إلى قطر، سينضم إلى زيارة ترامب إلى بريطانيا. التقييم السائد في المجتمع الدولي هو أنه على الرغم من غضب قطر ومحاولتها تشكيل جبهة دولية واسعة ضد إسرائيل، لا تزال الدوحة ملتزمة بدورها كوسيط، ولا تزال مهتمة بالتفاوض على صفقة مع حماس.
خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع روبيو، كانت رسائل نتنياهو حادة: إسرائيل ملتزمة بإطلاق سراح جميع الرهائن وإخضاع حماس، والعملية في قطر لم تفشل (ما زلنا ننتظر التقارير النهائية)، وعلى أي حال، كانت الرسالة الإسرائيلية واضحة: لا حصانة للإرهابيين في أي مكان. كما انتقد نتنياهو نفاق المجتمع الدولي لعدم انتقاده الولايات المتحدة على أفعالها ضد أفغانستان وباكستان بعد أحداث 11 سبتمبر.
تهرب نتنياهو في رده على سؤال موقع Ynet عما إذا كان قد أبلغ الولايات المتحدة مسبقًا بالهجوم في قطر أم أن الأمريكيين علموا به من أقمارهم الصناعية. على أي حال، برّأ نتنياهو واشنطن، مؤكدًا أن مسؤولية هجوم الدوحة تقع عليه وعلى إسرائيل، وأنه عمل مستقل. كما وجّه نتنياهو تهديدًا ضمنيًا لدول العالم التي تخطط للاعتراف بدولة فلسطينية: “إذا اتخذوا خطوات أحادية ضدنا، فسنرد بخطوات أحادية”.
وأفاد مقر عائلات المخطوفين: “للمرة الثالثة خلال الأيام الأخيرة، التقت عائلات المخطوفين بوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو. وأكدت العائلات له أن اتساع رقعة القتال يُعرّض حياة المخطوفين الأحياء للخطر، وقد يؤدي إلى اختفاء القتلى. وحثّوا إدارة ترامب على التحرك لاستئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن، مع العلم أن وقت المخطوفين والمختطفين ينفد”.
من تصريحات نتنياهو في الأيام الأخيرة، يتضح أن قرارًا إسرائيليًا اتُخذ لشن هجوم شامل على قطر. ربما نابع من “القمة الطارئة” للقادة العرب، أو ربما خلص نتنياهو إلى أن ذلك يصب في مصلحته، لا سيما في ضوء قضية “قطر جيت” التي يُشتبه في أن مستشاريه على اتصال بها مع حكومة الدوحة. هناك محاولة هنا لتصوير قطر كدولة معادية. يتهم نتنياهو كلاً من قطر والصين بفرض حصار سياسي واقتصادي على إسرائيل. ويتعلق الاتهام الموجه للصين بمخاوف إسرائيل من أنها تساعد إيران في إعادة بناء برنامجها النووي، وتزويدها بأنظمة دفاع جوي، ووفقًا لتقارير غير مؤكدة، طائرات مقاتلة. ويهدف توجيه أصابع الاتهام إلى الصين إلى إرسال رسالة إلى ترامب بأنه يعتبر الدولة الآسيوية منافسًا شرسًا.