ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم يوفال كارني – يبحثون عن مذنبين

يديعوت– بقلم  يوفال كارني – 23/9/2020

” يمكن انتقاد المتظاهرين في بلفور، ولكن ليسوا هم المذنبين في ازمة الكورونا الكبرى “.

لو نزل رجل من الفضاء في الاراضي المقدسة فلا بد انه سيأخذ الانطباع بان موجة الكورونا على الارض كانت بسبب بضعة فوضويين يساريين يستغلون  الحق الديمقراطي في التظاهر ومواصلة تقاليد الاحتجاج امام منزل رئيس الوزراء في بلفور. وكان لا بد لهذا الفضائي ان يهز  رأسه فيقول لو ان الدولة تمكنت فقط  من منع المظاهرات المعدية في الشوارع المجاورة لبلفور لتحول لون اسرائيل من الاحمر الفاقع الى الاخضر المهديء. ولاختفى الكورونا من حياتنا. طوبى للمؤمنين.

ولكن  هذا ما يحصل في  الواقع السياسي المجنون  الذي  تعيشه دولة اسرائيل. فنحن في ذروة الازمة الاخطر في  تاريخ الدولة – صحيا، اجتماعيا،  اقتصادي – ولكن  كل  التركيز موجه الى عصبة المتظاهرين في بلفور. هذا ليس اقل من تشويه للواقع. اذا كان  وزير الامن الداخلي يكافح الكورونامن خلال فتوى قانونية خارجية ضد المظاهرات (فعل  استفزازي  بحد ذاته)؛  او اذا كان  مستشار نتنياهو  المخلص توباز لوك يضع قبعة على رأسه ويخرق الحجر كي يمسك بلباب متظاهرين ماركين وناكرين للكورونا –  فان نزلاء بلفور يفضلون القتال  ضد المتظاهرين بدلا من القتال ضد الفيروس الحقيقي. وكأن  كل هذه المشكلة وقعت على دولة اسرائيل (والعالم بأسره) بسبب “كرايمينستر” (مجرم  الوزراء) والمظاهرات. غريب بعض الشيء: قبل بضعة اسابيع فقط استخف نتنياهو بالاحتجاج والمظاهرات ضده وقال انهم لا يساوون اكثر من ربع مقعد. فلماذا إذن  ينشغل بهذا القدر بالتشهير في المتظاهرين؟ ان المسؤولية عن الخطاب غير الطبيعي هذا ملقاة ايضا على المتظاهرين أنفسهم. فوجبة عشاء العيد في القدس او المظاهرة  الغبية على شاطيء البحر في تل أبيب (هناك التقيت حقا بفوضويين) تشعل النار  وتخرج الخطاب في موضوع الاحتجاج عن كل  توازن ممكن.  عندما يكون الجميع واثقين بانهم محقون –  سأكون حكيما. اللواء احتياط عميرام لفين (يساري  فخور) اقترح عشية الاغلاق على المتظاهرين أخذ مهلة توقف: “هذا هو الزمن لوقف المظاهرات، لجمع الطاقات والتخطيط لام كل المظاهرات بعد الاغلاق والاعياد”. كما أن النائب عوفر شيلح دعا امس المتظاهرين الى التوقف: “نتوقف حتى نهاية الاغلاق، نواصل  بطرق اخرى”. اما هم فقرروا التظاهر. ورغم كل الانتقاد – حقهم. لا يمكن جعل قصة المظاهرات قصة الكورونا كلها. بمعنى أنه يمكن، اذا كان لاحد ما مصلحة لاستغلال هذا لاغراض سياسية.

لقد علقت دولة اسرائيل في أزمة قيادية خطيرة في موضوع وباء الكورونا. يرى المرء قرارات الحكومة وكابينت الكورونا في الاسابيع الاخيرة – فلا يصدق. في ظل عدم وجود قيادة، أخذ مسؤولية وبالاساس عندما لا توجد طريق – يبحث الناس عن مذنبين. وهؤلاء يكونون تارة المتظاهرين في بلفور، وتارة اخرى رئيسة لجنة الكورونا يفعات شاشا بيتون، ولن تصدقوا – نعم، هذا حقيقي – المستشار القانوني للحكومة مندلبليت مذنب هو ايضا.

يمكن انتقاد المتظاهرين في بلفور، ولكن ليسوا هم المذنبين في ازمة الكورونا الكبرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى