ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم يوسي يهوشع- فلنتسلح الآن

يديعوت– بقلم  يوسي يهوشع– 27/5/2021

على اسرائيل أن تستعد لسيناريو الحرب في الشمال التي خطرها اكبر بكثير من الحرب في الجنوب. والتسلح بالذخيرة اللازمة للدفاع والهجوم وبناء العائق البري في الشمال “.

سارع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في نهاية حملة “حارس الاسوار” الى التباهي – بقدر كبير من الحق – بقراره اقامة العائق التحت ارضي بعد حملة الجرف الصامد. فقد نزل بالفعل الى الجنوب وفرض حقا على الجيش، الذي عارض الفكرة اساسا لاسباب مالية، لاقامته. نتنياهو، بحكمته في حينه، قرر أيضا بان يكون التمويل على حساب الدولة، وحرص  على اجراء رقابة عاجلة للوقوف عن كثب على وتيرة التقدم. لقد اثبت هذا العائق نفسه في ايام القتال وعمليا أخذ من حماس القدرة الهجومية الهامة التي كانت لها حتى صيف 2014. ولكن هذا لا يكفي. فحتى قبل الخروج الى هذه الحملة كان يفترض بنتنياهو ان يخرج الى حيز التنفيذ تحصين المنازل التي لا تتمتع بتحصين كافٍ، وبالتوازي الخطة متعددة السنين “تنوفا” لرئيس الاركان كوخافي والتأكد من ان خطة المشتريات لبطاريات القبة الحديدية، صواريخ الاعتراض، السلاح واقامة العائق الارضي في الشمال تتحقق – هذا لم يحصل حتى الان، وهذه على مسؤولية نتنياهو.

في الحملة في غزة خرجت حماس والجهاد الاسلامي الى المعركة مع آلاف الصواريخ واطلقتا نحو 4 الاف منها الى اراضي دولة اسرائيل. وهذه تقريبا 10 في المئة من قدرات حزب الله في الجبهة الشمالية التي يستعد لها الجيش الاسرائيلي. اول أمس رأينا زعيم حزب الله، حسن نصرالله، في خطاب اشكالي جدا من ناحيته حظي منذ الان بلقب “خطاب السعال”. نصرالله سعل كثيرا، استصعب التنفس وبدا شاحبا جدا، وبعض من محافل الامن قالوا ان هناك احتمال في أن يكون مصابا بالكورونا. ولكن مع ذلك فانه بالذات الرجل الواعي جدا لاهمية الكاميرا والوعي اختار ان يخطب بل وان يهدد بان المس بالقدس سيجر الى حرب اقليمية.

التقدير الاستخباري هو ان المنظمة مردوعة، منشغلة بالمشاكل الاقتصادية الداخلية ولن تفتح حربا، ولكن في الحملة الاخيرة – مثلما في حملة الجرف الصامد ايضا، تعلمنا انه لا يمكن التعويل بشكل مطلق على تقدير الاستخبارات بالنسبة لنوايا العدو وبالتالي يجب الاستعداد للسيناريو الاخطر. ليس هذا المكان لان نصف بشكل دقيق الفجوات القائمة، ولكن من واجبنا ان نشير الى تلك التي لم تعالج على مدى السنين والتي كانت كلها تحت قيادة رئيس الوزراء اياه الذي عمل دفاعيا على نحو صحيح في الجنوب.

ان الحاجة العملياتية الفورية ليست فقط لملء المخازن بصواريخ الاعتراض للقبة الحديدية وبالسلاح الدقيق للطائرات القتالية وبذلك سد البطن التي نشأت في الحملة بل وايضا زيادتها بشكل واضح. في هيئة الاركان اجريت هذا الاسبوع مداولات في موضوع استخلاص الدروس من الحملة والمعاني الناشئة عن الحرب في جبهتين، وواضح بما فيه الكفاية في ضوء المجريات بان الحاجة العملياتية العاجلة للتسلح كان ينبغي ان تخرج الى حيز التنفيذ منذ زمن بعيد.

بعض من المشتريات كان يمكن أن يتم في البلاد وبعضها الاكبر في الولايات المتحدة. في نهاية العملية يفترض بالجيش ان يكون جاهزا مع خطة دفاع جوي اقليمي دائمة للشمال مثلما توجد للجنوب وكذا ينبغي أن يكون ايضا من خط الشارون وحتى خط الحدود الشمالية.

لقد اثبتت القبة الحديدية نفسها ونسبة الاعتراض العالية – نحو 90 في المئة –يجب تقديرها أكثر بكثير، إذ ان حماس حاولت تحديها برشقات اكبر وباساليب اخرى. والمقاتلون مع منظومة تكنولوجية محسنة اوفوا بهذا بنجاح. في هذا السياق يجدر بالذكر ان الاستثمار بصواريخ الاعتراض هو استثمار اقتصادي حكيم من جانب الدولة: كل صاروخ كهذا منع ضرر سقوط لصاروخ وتعويضات كبيرة من ضريبة الاملاك كان يمكن لها ان تصل الى عشرات كثيرة من مليارات الشواكل. فالتسلح بمبلغ اقل من مليار شيكل لو كان تم، كان سيوفر ضررا مستقبليا وبالطبع يسمح بان يشترى بثمن أدنى بكثير كلما كانت الكمية اكبر.

مشكلة هامة  بقدر لا يقل هي بناء العائق الارضي في الشمال.  فالسياج، كما يراه الجمهور ايضا في الصور عن اعمال الاخلال بالنظام على الحدود، يجب ان يبنى معززا كي يمنع قدر الامكان تسلل قوات برية لحزب الله الى البلدات حيث أنها بخلاف حماس توجد تماما على خط الحدود. ولاقامة هذا العائق ايضا لا توجد ميزانية حتى الان وكلفته في المستوى الاساس تبلغ نحو ملياري شيكل.

للجيش الاسرائيلي دروس اخرى من الحملة تستوجب تسلحا سريعا بالجساسات لسلاح الاستخبارات وبطائرات مسيرة. يمكن التقدير بانه بمبلغ خمس مليارات شيكل – والذي هو مبلغ زهيد لدولة غنية مثل اسرائيل – يمكن اغلاق الثغرات الفورية. هذا امر الساعة. في الجانب الهجومي، للجيش الاسرائيلي الاف الاهداف باتجاه حزب الله، نحو خمسة اضعاف ما كان لها تجاه حماس، وسلاح الجو لن يعمل  بشكل موضعي مثلما في غزة، بل بعدوانية ليس فقط تجاه اهداف المنظمة بل وايضا تجاه دولة لبنان. معقول ان الضربات النارية التي كانت في الجانبين ستتسبب بضرر بعضه، في منطقتنا، يمكن تقليصه مع استعداد اصح منذ الان – سيتبين في النهاية ايضاكرخيص جدا في النفقات الاقتصادية. “حساب 100 الف شيكل لصاروخ الاعتراض للقبة الحديدية هو مغلوط”، يقول مسؤول في هيئة الاركان. “يجب النظر الى الضرر الذي يمنعه”. وشبه هذا بتطعيمات الكورونا التي كلفتها هامشية مقارنة بنجاعتها، ليس فقط للصحة بل وللاقتصاد ايضا. وكذا التطعيم لتحديات الامن لدولة اسرائيل موجود – وهو تنفيذ خطة “تنوفا”.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى