ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  يوسي  يهوشع- فشل مدوٍ للشباك ..!

يديعوت– بقلم  يوسي  يهوشع- 19/11/2021

” مجرم سابق مثل عومري غورن يقترب من وزير الدفاع بهذا القدر هو اخفاق شديد للمخابرات، لضابط امني وزارة الدفاع بل وحتى لوزير الدفاع نفسه “.

البيان الدراماتيكي الذي أصدره جهاز الامن العام “الشباك” امس على رفع لائحة اتهام للاشتباه بجناية تجسس ضد عامل نظافة في بيت وزير الدفاع بني غانتس هو قبل كل شيء اعتراف بفشل مدوٍ للجهاز. صحيح أن رجاله نجحوا في ان يلتقطوا بشكل فوري توجه المتهم لمجموعة القراصنة المتماثلة مع ايران، ما أن تم تماما، ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا في الاحباط المسبق قبل أن  يدخل الى وظيفته في بيت وزير الدفاع. لقد كان للمتهم، عومري  غورن غورخوبسكي، الذي وظف في اعمال البيت لدى غانتس، ماضٍ جنائي غني: فقد راكم خمس ادانات و 14 ملف في الشرطة على مدى اكثر من عقد، ضمن امور اخرى  بسبب حدثي سطو بنك، اقتحام بيوت وسرقة. وحكم لاربع فترات سجن، آخرها لاربع سنوات. 

وشخص كهذا لا يفترض حتى ان يقترب من منطقة حساسة مثل البيت الخاص لوزير الدفاع. كل العاملين في مثل هذا البيت – التي توجد فيه مواد سرية وهاتف أحمر، وتسمح فيه اسرار سياسية وأمنية دفينة- يفترض أن يجتاز فحصا امنيا مسبقا وبعده واحد آخر اعمق، في اطارهما يتحدد فيه مستوى التصنيف للمرشحين قبل تلقي الوظيفة. كما أن غورن كان يفترض أن يجتاز فحصا دوريا لدى الشباك، وهذا لم يتم. لقد اخترقت شبكات الحماية. 

مع هذا الحدث ينبغي التعاطي بخطورة، وكأن الايرانيين تنصتوا عمليا على وزير الدفاع: عامل نظافة في بيت وزير الدفاع هو حلم كل جهة استخبارية في العالم. صحيح أن معظم الذنب العام يقع في هذه اللحظة على الشباك، ولكن ايضا لضابط امن وزارة الدفاع توجد مسؤولية لا بأس بها على فحص الاشخاص الذين في محيط وزير الدفاع – من الحلاقة وحتى عامل الحديقة، وفي هذه الحالة لم يتم شيء.

ينبغي اجراء تمييز واضح بين المنع وبين الاحباط. فالشباك يتباهى بانه التقط التوجه للايرانيين ونجح في احباط حدث أكبر. يمكن الثناء لهم على ذلك. ولكن مهمة الشباك هي ايضا المنع، في هذه الحالة فحص غير معقد في السجل الجنائي كان يمكنه أن يحقق نتائج اخر. لرئيس الشباك روني بار كان اسهل ان ينظف الصفوف  كون الحدث لم يحصل في ورديته. 

فضلا عن الشباك، فان لوزير الدفاع ايضا مسؤولية شخصية في فحص الاشخاص الذين يتجولون لديه في البيت. فمسموح بل وحتى متوقع منه ان يسأل اسئلة عامة حتى لو لم يكن المسؤول عن مواضيع الحماية. ولا بد حين يكون الحديث يدور عن شخص  وظف في بيته حتى قبل تسلمه منصب وزير الدفاع. 

في الفترة الاخيرة صور غورن اغراضا في بيت غانتس وبعث بها الى مجموعة القراصنة ” Black Shadow ” في التلغرام. بين الاغراض التي صورها: طاولة عمل، حواسيب، هاتف، علبة وعليها إشارة مع  جهة انتماء للجيش الاسرائيلي، صندوق وعليه لاصقة وفيها عنوان IP، خزنة مغلقة، آلة طحن أوراق، هدايا عسكرية أعطيت للوزير في منصبه كرئيس للاركان، صور للوزير وأبناء عائلته، فواتير دفعات، ارنونا وغيرها.

على ما يبدو، عندما نفذ التوجه الى مجموعة القراصنة بات غورن على بؤرة استهداف الشباك – ولكن حتى حينها مر يومان الى أن اعتقل. كان يمكن لغورن ان يلحق ضررا هائلا: تحقيق قرب اقصى، اكثر حميمية ممكنة، بين جهة إيرانية مزعومة وبين وزير الدفاع من خلال الربط بحاسوبه الشخصي وبالهاتف الأحمر بل وربما من خلال تصوير او اخذ وثائق. 

حقيقة أن غورن اجتاز فحص الشباك رغم حقيقة أن السجل الجنائي هو معطى أساس وظاهرا سهل الوصول اليه يجب أن تثير العجب: فقد أخذ الجهاز المسؤولية الكاملة عن الحدث ويحقق  فيها، ولكن قصورا كهذا يستوجب أيضا استخلاص استنتاجات شخصية. 

في الشباك قالوا منذ الان انه في ضوء الحالة ينفذون فحصا متجددا لسياقات الفحص الأمني حول أصحاب الوظائف القريبة من الشخصيات المحروسة، وانه استخلصت منذ الان الدروس للتنفيذ. وبموجب ذلك، يتم بلورة أنظمة جديدة وعقيدة عمل تعطي جوابا على مستوى التهديد واحتمال الضرر. واضح أنه  في العملية التي نفذت كان فشل في عمل الفرد الذي كان ينبغي ان يكون التقط حتى قبل ذلك وعدم السماح لشخص كهذا بالعمل في المحيط القريب لوزير الدفاع.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى