ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم يوسي يهوشع – الافلاس – اسباب التصعيد والسبل لمنعه../

يديعوت – بقلم  يوسي يهوشع – 11/5/2021

من ناحية حماس الحدث الاول لهذه الجولة القتالية كانت ايضا صورة النصر: نار صاروخية نحو القدس. هكذا، بعد يوم آخر من الاضطرابات في عاصمة اسرائيل، في اليوم الذي يفترض به أن يكون يوم عيد المدينة، فقدت اسرائيل قدرتها على الردع.

هذا هو السبب الذي يجعل حماس تريد أن تنهي هذه الجولة في أسرع وقت ممكن، بمساعدة الوسيط المصري. في اسرائيل يعلنون  بان هذا ليس على جدول الاعمال هذه المرة، والرد سيكون قويا – ولكن حتى هذه الاقوال يجب أن تؤخذ  بضمان محدود. ينبغي أن نتذكر بان سياسة الاحتواء المتطرفة التي اتخذتها الحكومة، بتشجيع من الجيش والمخابرات الاسرائيلية، قادتنا الى هذا الوضع الذي انقلبت فيه الموازين: حماس تبدأ بضربة اولى قوية وتطلب التوقف، بالضبط مثلما فعلت اسرائيل في حملات سابقة. والنتيجة: مشاهد محرجة لافراد من الشرطة يخلون المحتفلين في مسيرة الاعلام من القدس، نواب اسرائيل يفرون من القاعة الى الملجأ، بينما بالتوازي وعلى خلفية اصوات الصافرات يحتفل الفلسطينيون الذين يشاغبون في  الشيخ جراح وباب العامود.

من ناحية جهاز الامن  يوجد هنا فشل استخباري مدوٍ على المستوى الاستراتيجي والمستوى التكتيكي. فعلى مدى اسابيع طويلة يدعي كل رؤساء الجيش والمخابرات بان من يسيطر في حماس هو يحيى السنوار، وهو لا يريد تصعيدا ويعتزم مواصلة مسار التسوية مع اسرائيل في  ظل الحفاظ على الحكم في غزة. حتى يوم الاحد تحدثت محافل رفيعة المستوى بان السنوار سيواصل السياسة ذاتها: سيشعل النار في القدس ولكن  ليس في غزة. اما الان فيتبين  أن استخبارات الجيش الاسرائيلي والمخابرات  لم تقرأ على نحو صحيح موازين القوى الداخلية التي تغيرت في داخل قيادة المنظمة، بين السنوار وبين محمد ضيف، رئيس الذراع العسكري. فقد قاد ضيف سياسة صقرية مستقلة نسبيا مفاجئة، وفي الجيش وفي  المخابرات قدروا بان يد السنوار  ستكون العليا – واخطأوا. هذا بث معاد للفشل  السياسي في 2014: عشية الجرف الصامد ايضا قدروا في اسرائيل بان حماس غير معنية بالتصعيد، واخطأوا خطأ جسيما.

على المستوى التكتيكي لم يعد الاستعداد صحيحا. إذ في الجيش لم يقدروا بانه ستطلق النار نحو القدس. وكلمات بسيطة: يوم الاحد قالوا في هيئة الاركان ان حماس ستكتفي بتهييج القدس من بعيد، ويوم  الاثنين اشعلت حماس القدس بالصواريخ. في المادة الاستخبارية كان يفترض أن تكشف خطة استراتيجية كهذه هدفها بدء الحرب، وهذا لم يحصل. الجيش الاسرائيلي اخطأ، حماس اختارت المواجهة – وضيف انتصر على السنوار.

هذا الانتصار لضيف هام جدا، ومن شأنه ان يؤثر على المستقبل. لقد قاد السنوار سياسة براغماتية، اهتم برفاه سكان غزة، ومن ناحية اسرائيل كان عنوانا للمفاوضات، وان لم يكن مباشرا. اما حيال الضيف، الذي يراكم القوة، فهذه باتت قصة اخرى، معقدة وخطيرة للمدى البعيد ستضع في الشك مخططات الهدوء لسكان الجنوب. على اي حال، يتعين على الجيش الاسرائيلي ان يرمم الردع وبسرعة. فعدم الرد على النار التي بدأت في الصباح الى  سديروت والرد الهزيل على اطلاق 36 صاروخا في ليل الجمعة قبل اسبوعين اثبتا بان سياسة الاحتواء لم تعد تنجح: فهي لم تنجح في القدس، كما رأينا، ونحن نسير نحو فقدان الشرطة للسيطرة.      

كشفنا أمس في “واي نت” عمق الخلافات في داخل المنظومة الامنية حول مسار الاعلام. الجيش والمخابرات عارضوا المرور من باب العامود بينما المفتش العام كوبي شبتاي ووزير الامن الداخلي امير اوحنا ايدا، واخيرا بعد النشر – وقبل لحظة من بدء المسيرة – تراجعا. هذا يضاف الى كشف  آخر لنا هنا في “يديعوت احرونوت” عن تحذير رئيس المخابرات نداف ارغمان المفتش العام شبتاي للامتناع عن نصب الحواجز في باب العامود، تلك الحواجز التي أدت الى تهييج المنطقة واخيرا ايضا ازيلت، وبتأخير.

وكل هذه الازمة الامنية تحدث في ذروة أزمة سياسية خطيرة، يشخصها عموم الاعداء هي  ونقاط الضعف التي تخلقها ويستغلونها حتى النهاية. حماس كانت أول من فعل ذلك، وينبغي الامل الا يسير الاخرون خلفه.  وكي لا يحصل هذا، فان هذه الجولة يجب أن تنتهي بشكل آخر، مع انتصار اسرائيلي واضح – حيث أن صورة انتصار محتملة واحدة يمكن أن تكون الوصول الى محمد ضيف، مرة واحدة والى الابد، بعد سلسلة من المحاولات الفاشلة. هذه المرة الجميع ينظر الينا ويتابعون النتيجة. الجيش الاسرائيلي يوجد في جاهزية عالية، في بداية مناورة حربية واسعة النطاق، مع خطط جديدة بادر اليها رئيس الاركان افيف كوخافي. هذا هو الزمن لاخراجها الى حيز التنفيذ – إذ ان الخسارة او التعادل من شأنهما ان يؤديا بنا الى خسارة لاذعة اكثر في الحرب القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى