ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم يوسي شاين – كله مشمول ، فخ القرن

يديعوت– بقلم  يوسي شاين  – 27/5/2020

رجال الرئيس الامريكي يوجدون في معضلة حول نتنياهو والضم،  واليمين الاسرائيلي ايضا بدأ يتذكر ما كبته بانه الخطة تتضمن دولة فلسطينية على نحو 70 في المئة من مناطق الضفة “.

خطة القرن التي بنتها إدارة ترامب بكثافة مثيرة للانطباع، وقبل بها نتنياهو وغانتس بالترحاب، دحرت الى الهوامش في زمن أزمة الكورونا. والان، تعود الى الخطاب الاسرائيلي، الامريكي والشرق الاوسطي – ولكن يحتمل أن تكون تحولت من وعد عظيم الى فخ.

لقد قال نتنياهو هذا الاسبوع في جلسة كتلة الليكود ان الضم، وفقا للخطة، مخطط لتموز. ووزير الخارجية الجديد اشكنازي قال بنفسه عند تسلمه مهام منصبه ان الخطة ذات أهمية تاريخية ولكن في اليوم نفسه تماما رفض مجلس “يشع” للمستوطنين الخطة على اعتبارها خطيرة. في الولايات المتحدة، في هذه الاثناء، تنزف واشنطن بعد نحو مئة الف وفية وحجر قومي متواصل، وترامب هش قبل خمسة اشهر ونصف من الانتخابات بسبب عشرات ملايين العاطلين عن العمل الجدد، وفي البيت الابيض يسألون منذ الان هل ضم نتنياهو خير أم شر للرئيس. جو بايدن، المرشح الديمقراطي الشاحب نسبيا، يعارض الضم بشدة ويدعو اسرائيل “الى التوقف عن التهديد”.

الانتخابات في تشرين الثاني هي على إرث  ترامب، وبقدر اقل على بايدن، وفي الولايات المتحدة الوضع الاقتصادي هو الحاسم دوما. صحيح ان للرئيس القائم تفوق بنيوي في  الطريق الى الانتخابات الثانية، ولكن رئيسا فشل اقتصاديا سيكون من الصعب عليه أن ينتخب مرة اخرى: كارتر خسر لريغان بسبب الاقتصاد، وهكذا ايضا بوش الاب – الذي  انتصر في حرب الخليج – خسر لكلينتون. في اسرائيل على وعي بذلك. نتنياهو، الذي يكافح ضد المحكمة، يخشى من عودة الديمقراطيين الى البيت الابيض وربما ايضا الى الاغلبية في مجلس الشيوخ. وقد جعل نفسه عدو الديمقراطيين، يراه الكثيرون منهم كناشر للكراهية ضد اوباما وحليفا سياسيا لترامب واليمين الامريكي. اما غانتس واشكنازي فيخشيان اقل، ويحتمل أنه يمكنهما أن يبنيا نفسيهما سياسيا  بمعونة ادارة ديمقراطية جديدة معادية لنتنياهو.  

في بلفور وفي “يشع” بنوا على صيغة الولاء لترامب كأساس لتعريف الحلف الاسرائيلي مع الولايات المتحدة  وها هو اليمين الديني القومي – الذي معظم ممثلوه في  المعارضة – يتذكر الان ايضا بان نتنياهو، وحتى ترامب، خطيران على رؤيا الضم. وبالتوازي، فان  سفير  اسرائيل في واشنطن ديرمر – الذي سيحل محله اردان قريبا – يحاول خلق لوبي يمينيا من أجل الضم، وبالاساس ان يقنع من ينبغي له أن يقتنع في الجانب الجمهور بان  الضم سيثير حماسة القاعدة الافنجيلية ويحقق مربحا سياسيا في الانتخابات. وعلى مدى كل هذا الزمن، تتجه العيون في واشنطن وكذا في اسرائيل  ايضا الى باقي دول الشرق الاوسط: ماذا سيحصل اذا عارض  حلفاء ترامب في الاردن، في السعودية وفي دول الخليج الضم بشدة؟ وماذا سيحصل اذا نفذ ابو مازن تهديده لخلق انفجار في حالة اخراج الخطة الى حيز التنفيذ؟

هكذا بحيث انه الى جانب التطلعات توجد ايضا مخاوف كبرى. رجال الرئيس الامريكي يوجدون في معضلة حول نتنياهو والضم، وحتى كاتب الرأي  المحافظ دانييل بايدس، العاطف على نتنياهو وترامب، كتب في “نيويورك تايمز” بان ضرر الضم اكبر من نفعه. في اليمين الاسرائيلي بالتوازي  يبدأون بتذكر ما فضلوا كبته: خطة القرن تتحدث عن اقامة دولة فلسطينية على نحو 70 في  المئة من مناطق الضفة، بينما نحو 30 في المئة من الارض فقط تبقى بالسيادة الاسرائيلية. فجأة يفهمون  بان كله مشمول: اذا كان ضم فعندها ايضا دولة فلسطينية.

هذا الخليط من المصالح والتطلعات يؤدي الى ان مَن مِن شأنه ان يضم بترامب هو بالذات صديقه، نتنياهو. رئيس الوزراء يتحدث عن بسط السيادة كرد على ما وصفه كمحاولة من اليسار لتصفيته من ناحية قضائية من جهة وعلى ما يصفه كرفض فلسطيني من الجهة الاخرى. غير انه بالتوازي، العالم ينقلب رأسا على عقب – وخطوة اسرائيل هذه من شأنها في نهاية المطاف ان تساهم في الهزيمة لاكبر اصدقائها  في البيت الابيض. والساعة تدق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى