ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم نداف ايال – التحدي الاسرائيلي

يديعوت– بقلم  نداف ايال – 20/6/2021

تداخل لاحداث مختلفة اولها صعود  زعيم محافظ ومتطرف في طهران وانسحاب امريكي من المنطقة واستئناف الاتفاق النووي يمثل تحديا بالغ الاهمية لاسرائيل في انتزاع اسناد امريكي فاعل لها يردع طهران “.

تحركت ايران دوما بتوتر حول المفهوم الاساس للثورة: الجمهورية الاسلامية. وهي تقصد الاعلان أنها ديمقراطية واسلامية شيعية بالتوازي. ديمقراطية بالمفهوم الغربي، كما نعرفها، ايران لم تكن ابدا؛ ولكن كان فيها تبادل للحكم بين لاعبين مختلفين شريطة أن يأخذ هؤلاء على أنفسهم أسس النظام الثيوقراطي؟ زعيم اسلامي  يؤمن بان  الشيعة تستوجب حقوق انسان وتعددية؟ نعم. زعيم ليبرالي يريد اقامة ديمقراطية غربية؟ بالتأكيد لا.  

ولان الانتخابات نفسها بشكل عام لم تزور (مع استثناء 2009)، فقد فوجئت المؤسسة المحافظة من فوز الاصلاحي خاتمي في التسعينيات، وفوجئت مرة اخرى مع صعود روحاني. في داخل النظام كان افتراض بانه يجب الحفاظ على مظهر الشرعية، والانتخاب الحقيقي. شطب مرشحين بجمهوعهم، بالطبع، لكن السماح بخلاف ما؛ بدون ذلك، فان كلمة “جمهورية” تشطب من الصيغة الاساس للدولة.

يرمز  انتخاب ابراهيم رئيسي رئيسا لقرار هام أخير، لعله وصية، الزعيم  الروحي خامينئي: هدم المظهر. فقد انتخب رئيسي بعد شطب لا لبس فيه لكل من هو كفيل بان يعد براغماتيا  بمن في ذلك علي لاريجاني الذي كان رئيس المجلس والممثل الشخصي لخامينئي في مجلس الامن القومي.

لقد أراد الزعيم الروحي الذي تضعضعت صحته منذ سنوات عديدة ان يتأكد من صعود رئيسي؛  شخص يعد مقبولا من مراكز القوة المختلفة في النظام، وبالتوازي مسؤول عن التشويهات الوحشية  والاكثر قمعية في ايران.

من كل المنطقة تدفقت التهاني بمناسبة انتخابه، ولكن منظمة “أمنستي” اعلنت على الفور بانها تطالب بتقديمه الى المحاكمة على جرائم ضد الانسانية. فقد ترأس رئيسي لجان الموت التي قتلت الاف السجناء السياسيين بعد الحرب العراقية الايرانية؛ وواصل اعدام قاصرين في رئاسة جهاز القضاء؛ ولا تزال  ضده شخصيا عقوبات امريكية. وهدد باغتيال دونالد ترامب. وهو ليس بالضبط شخصا يؤيد الحلول الوسط.

والاسوأ من ذلك – يبدو انه المرشح المركزي لخلافة خامينئي نفسه، عندما يتوفى هذا. بالنسبة للجمهور الايراني هذا نذر شؤم شديد. لقد كانت ايران ولا تزال دولة فاشلة جدا، فقيرة، قمعية،  كثيرة التشويهات الاقتصادية والتبذير الشديد للمقدرات. خامينئي ورئيسي يعدان بان كل شيء سيستمر.

يأتي صعود رئيسي في نقطة حساسة وخطيرة في المنطقة. فالايرانيون على شفا اتفاق مصيري يعيدهم الى اطار الاتفاق النووي. فالامريكيون يريدون جدا هذا الاتفاق، الذي سيسمح لهم، على حد فهمهم تحريرهم من الشرق الاوسط بعد أن “وعدوا” بان ايران لن تكون نووية. فحرص ادارة اوباما التي انتجت الاتفاق النووي ولكنها ايضا نزلت الى حياة الايرانيين في شؤون الاموال للارهاب وغيرها، حل محله تسيب ترامب الذي التقى بالاتفاق الى سلة القمامة – دون أن يبدله. والان وجد الايرانيون انفسهم في نقطة قوة: العالم يريد العودة الى الاتفاق الذي حطمته امريكا في الوقت الذي راكموا فيه كمية ضخمة من المواد المشعة. وتتطلع حكومة روحاني لانهاء الاتفاق الجديد قبل ايلول، والمعنى هو المغازلات الاقليمية لايران تتعاظم. وتبين امس ان الامريكيين بلغوا في بداية الشهر ولي العهد السعودي، في توقيت بائس تميزوا به بانهم سيعيدون الى الديار بطاريات الباتريوت  وبطاريات صواريخ “فاد” ويقلصون قواتهم الجوية في المنطقة.

التفضيل في الادارة ليس طهران بل تايوان، ليس تقييد النفوذ الايراني بل  صد امبراطورية بيجين. وخلف هذه الاعتبارات الجغرافية السياسية تختبيء اساس ابسط بكثير ترتبط بعدم شعبية النظام السعودي في الجمهور الامريكي، وبخاصة بعد قضية خاشقجي. ويأتي تداخل الاحداث – صعود زعيم محافظ ومتطرف نسبيا في طهران، انسحاب امريكي من المنطقة، استئناف الاتفاق النووي دون تناول لعنصر نزعة العدوان الايرانية – كل هذه لتمثل تحديا هاما جدا لاسرائيل ولحلفائها في السنة القادمة. القسم الاهم فيه هو خلق اسناد امريكي فاعل لاسرائيل، بما في ذلك من خلال توريد سلاح وخطوات اقليمية اخرى بشكل يردع طهران.      

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى