ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم ناحوم برنياع – وجود مشترك او وجود منفرد

يديعوت– بقلم  ناحوم برنياع – 24/5/2021

” روح شرية تحوم في البلاد. الكل يعرف من اين جاءت، ما هو المصدر ومن هو الذي يقدمها للجمهور. في الماضي اعتقدت ان الحديث يدور عن طفل معقد وعن عصبة تافهين يتخفون في زي صحافيين، فنانين، شخصيات في الشبكة. اما حاليا فقد نموا واصبحوا جهاز تحريض وابتزاز عظيم القوة، لا مفر من وضعهم في مكانهم “.

قصة ثلاثة، احدهم مهندس مياه، الثاني موظف حكومي والثالث رئيس بلدية، تبادلوا فيما بينهم رسائل  الكترونية الاسبوع الماضي.  الرسائل، التي سنقتبس  مقاطع منها هنا، توفر  درسا هاما في التربية الوطنية. اوصي  كل  موظف  حكومي  بان يضعها في  اطار وان  يعلقها على حائط مكتبه، الى جانب صورة الرئيس  ووثيقة  الاستقلال. ولا ضير اذا ما عرضت ايضا على حيطان مكاتب  هيئات الاعلام،  كمثال  وكقدوة.  الرسالة  الاولى وصلت الاسبوع الماضي الى سلطة التنمية والاستيطان  البدوي في  النقب. جاء فيها انه “عقب الاعتداء على دولة اسرائيل ومواطنيها من الداخل ومن الخارج على ايدي العرب والبدو، فلست معنيا بان أكون شريكا في فرز مقدرات اخرى تعود للدولة لهم ولا سيما لبلدية راهط، التي في غرفة جلساتها معلقة صور رئيس البلدية مع المخرب الاكبر المجرم ياسر عرفات وليمحو الرب اسمه. يسرني أن أعمل معكم في تخطيط كل مدينة، على أن تكون موالية للدولة وليست داعمة للارهاب. باحترام، حاييم يعقوبي، مهندس مياه”.

مدير عام سلطة الاستيطان البدوي هو يئير معيان. هو صهيوني ومتدين، يعتبر كيبا محبوكة. عينه اوري ارئيل الذي كان في الماضي رئيس جناح سموتريتش. وفي غضون دقائق بعث معيان برسالة الرد التالية له.

“تلقيت بدهشة  بيانك العنصري، الضار والمحرض… كتبت وعممت عن كل سكان راهط بادعاء كاذب بان هذه مدينة داعمة للارهاب ليست موالية لدولة اسرائيل.

“فلتعلم ان رؤساء وزراء اسرائيل  صافحوا ياسر عرفات، وقعوا معه على اتفاقات والتقوا به مرات عديدة، بحيث أن تعليق صورته ليس فيها اي شائبة وبالتأكيد لا تشهد على دعم الارهاب. سكان مدينة راهط ورئيسها يؤيدون دولة اسرائيل وموالون لقوانينها.

أرد باشمئزاز رسالتك الحقيرة… انت مطالب بان تتراجع بذلك وان تعتذر لكل سكان راهط. لم تعد جديرا بان تعمل لحكومة اسرائيل ولسلطة البدو. سأتوجه للمحاسب العام   وللمستشار القانوني للحكومة (واهتم) بانهاء تشغيلك في  كل الوزارات الحكومية”.

يعقوبي، من سكان مستوطنة شيلو، بعث في الغداة رسالة لرئيس بلدية راهط فايز ابو سهيبان.

“في اعقاب مراسلة داخلية شخصية خرجت الى العناوين الرئيسة تلقيت رسالة ايضاح من السيد يئير معيان، اوقفني فيها عند خطأي في التعميم بحق سكان راهط… أتراجع عن  اقوالي بالعموم وبخاصة عن ربط سكان راهط باعمال الارهاب حيث ان اغلبيتهم الساحقة يحترمون القانون وموالون للدولة. لقد كتبت ذلك في حالة عصف ولا يحاكم المرء في لحظة أساه”.

أعرف المدير العام معيان من مناصب سابقة ومن منصبه الحالي. فهو رجل رسمي، نزيه، شجاع وعملي. رده لم يفاجئني. تفاجأت بالسرعة التي اجرى فيها المهدد التفافية 180 درجة الى الوراء. لا ادري ما الذي افزعه. هل هو اشمئزاز معيان ام التهديد بالعمل على وقف تشغيله في الوزارات الحكومية. المال احيانا هو مبرر فاعل جدا.

درس يوجد هنا، وهذا هو الاساس. في اثناء احداث حارس الاسوار ولد جدال، اشعل إواره سياسيون وصحافيون، معظمهم من الجماعة القومية – الدينية. ما الذي نؤيده نحن، الاغلبية اليهودية. مع الوجود المشترك ام الوجود المنفرد. من دعا الى الوجود المشترك – لجنة العاملين في شركة الاتصالات سلكوم مثلا – نالت السب والشتم والتهديد في جدول مجاري الشبكة الاجتماعية. مجرد اصطلاح الوجود المشترك اصبح كلمة معيبة. شركات تجارية خافت التعبير: فالخوف من المقاطعة شلها. على هذه الخلفية اسعدني أن ارى ان شركة التأمين هرئيل مولت يافطات كبرى دعت الى الهدوء والحياة المشتركة. ليسوا جميعهم جبناء.

وها هو، يوجد موظف  حكومي لا  يخاف: يضع المهدد في مكانه، دون تلميح ودون مواربة، دون  آلاعيب ودون أحابيل. الشتائم في الشبكة لا تردعه، ولا التواءات لسان زملائه، الاقل شجاعة ولا ردود الفعل العصبية في مواقع دينية يمينية، مواقع يفترض أن تكونمواقعه.

قام بعمل ما وقد نجح: المهدد تراجع، اعتذر، انطوى في داخل تعابير التوضيح التي يتخذها المحامون: مراسلات داخلية، لحظة أسى، عصف. شخص راشد ينهض في الصباح، يكتب رسالة رسمية، ملزمة، لوزارة حكومية، يوقعها بختم شركته وفجأة يتبين له أنها عبث.

روح شريرة تحوم في البلاد. الكل يعرف من اين جاءت، ما هو المصدر ومن هو الذي يقدمها للجمهور. في الماضي اعتقدت ان الحديث يدور عن طفل معقد وعن عصبة تافهين يتخفون في زي صحافيين، فنانين، شخصيات في الشبكة. اما حاليا فقد نموا واصبحوا جهاز تحريض وابتزاز عظيم القوة، قد لا تكون هذه جريمة منظمة ولكنها بالتأكيد شر منظم. لا مفر من وضعهم في مكانهم.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى