ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم ناحوم برنياع- نجاحك نجاحنا

يديعوت– بقلم  ناحوم برنياع– 8/11/2020

” هل الترامبية، الشعبوية القومية المتطرفة، الاحتقار لحقوق الانسان وللمعايير في العلاقات الدولة، ستبقى المنارة التي توجه اسرائيل او بالعكس سنعود الى سياسة اخرى، تلك التي ميزت ادارات امريكية سابقة “.

وصل دونالد ترامب في اثناء رئاسته لعدة قرارات رحب معظم الاسرائيليين بها. فقد اعترف بالقدس كعاصمة اسرائيل، واعلن عن نقل السفارة الامريكية الى القدس؛ اعترف بضم هضبة الجولان؛ شدد العقوبات على ايران وعمل على التطبيع مع الامارات. لهذه الخطوات يوجد معنى: معظمها ان لم تكن كلها ستبقى بعده.

وعليه فلعله من الصعب على الكثير من الاسرائيليين ان يشاهدوا الفرح المتفجر لاكثر من 70 مليون امريكي بعد أن خرجت في قنوات التلفزيون البشرى عن انتصار جو بايدن. كان هناك من خرجوا الى الشوارع وكان هناك من رفعوا نخب الانتصار في بيوتهم وكان من بكوا من شدة الفرح.

لقد شعروا بأنهم حظوا بلحظة تاريخية، بانهم ساهموا مساهمتهم في هذه اللحظة. النصف الليبرالي من امريكا كان شريكا لمثل  هذه اللحظة لاول مرة قبل 12 سنة بالضبط في ليلة انتصار براك اوباما. بفارق واحد: في حينه فرحوا في انتخاب اوباما، الرئيس الاسود الاول. اما امس ففرحوا باسقاط ترامب. من ناحيتهم، ليس بايدن هو الذي انتصر بل ترامب هو الذي هزم.

الكراهية له، المقت، الخوف مما سيفعله اذا ما انتخب مرة اخرى، خرجت عن الجدالات في السياسة او في الفكر. فقد رأى معارضوه فيه الشيطان، الشر. ترقبوا الحسم في الانتخابات وكأنهم يترقبون طرد الشياطين. ايها الجني اخرج، قالوا بانفسهم او لشركائهم في الرأي.

لقد فاقم سلوك ترامب في الايام الاربعة التي انقضت منذ الانتخابات الشحنات الانفعالية تجاهه. فالتقاليد السياسية الامريكية تتضمن طقسا ثابتا، يهاتف فيه المهزوم المنتصر، يمجد حسم الشعب، ويتمنى له النجاح. اما اذا قرر المهزوم التصدي للنتائج في المحاكم فانه يفعل هذا من خلال محاميه، بكياسة، وفقا للقواعد.

في الايام الاربعة منذ الانتخابات، تصرف ترامب كمن يسعى الى احراق النادي. لم تخرج استراتيجية من البيت الابيض – فقط شعور المهانة لولد اخذوا منه لعبته. طلب وقف احصاء الاصوات في بعض من الولايات وفي بعض آخر طلب تسريع احصاء الاصوات. اشتكى في المحاكم من التزوير، دون أن يجلب دليلا واحدا على التزوير. كذبة لاحقت كذبة. وكانت الاكاذيب مكشوفة، منقطعة عن الواقع بحيث انها دفعت شبكات التلفزيون الى وصف الرئيس كذاب عضال وكشخص يعيش في الخيال وفقد الارتباط بالواقع. خطاب النصر الهاذي له قطعوه في منتصفه. هذه ليست مشاهد عادية في السياسة الامريكية. الرئيس هو رئيس حتى آخر يوم لولايته.

يهدد ترامب بجر الامريكيين الى اسابيع من المداولات القضائية. فرصه في النجاح قليلة جدا. وهو لا يتصدى فقط للاعداد في صناديق الاقتراع بل وايضا للزخم الذي من الصعب وقفه. بعد قليل سيكون قصة الامس ، على حدود الشفقة. جو بايدن، ابن 78، سيدخل في 20 كانون الثاني الى البيت الى يعرفه جيدا. وسيكون الدخول سهلا. وهو لا يحتاج الى فترة تداخل. ولكن بانتظاره تحديات صعبة جدا في اليوم التالي. امة منقسمة، وباء معربد، اقتصاد ممشكل. عبء الاثبات منذ الان بات عليه. لن يكون له ترامب ليركله امام ناخبين مستائين. وفي هذه الاثناء، فان نصف امريكا تحتفل ونصفها الثاني، تلك التي صوتت لترامب، مرتبكة. فهل تسلم بهزيمته، وتبحث عن سبيل مشترك ام تواصل المشادة على الارث الامريكي. هل الخوف من الديمغرافيا المتغيرة، من تدخل الحكومة في الاقتصاد وفي حياة المواطن، كراهية الاجانب – كل التيارات التحت أرضية التي رفعها ترامب الى السطح، ستعود  الى تحت الارض ام ستواصل القيام بدور مركزي في الخطاب الامريكي.

بطبيعة الاحوال، يبدي الاسرائيليون اهتماما اكثر بآثار انتصار الديمقراطيين على الشرق الاوسط وعلى سياسة اسرائيل. نتنياهو، بخلاف عشرات رؤساء الدول الاخرى، امتنع امس، حتى كتابة هذه الامور، عن مهاتفة وتهنئة الرئيس المنتخب. يمكن ان نتفهمه. فهو يعرف ترامب ومشاعره. يعرف ايضا الجمهور الاسرائيلي، الذي يكن الامتنان لترامب. بايدن ليس ترامب: فهو لن يشعب بالاهانة من المكالمة الهاتفية التي تأخرت في الوصول. منظومة العلاقات للرئيس المنتخب مع اسرائيل عميقة وطويلة من أن تتعلق بمكالمة هاتفية واحدة.

ينتمي بايدن الى المجموعة الاكثر تأييدا لاسرائيل في الحزب الديمقراطي. وقد قال ذات مرة انه صهيوني. وكان قصده ان الفكرة التي اقامت دولة اسرائيل تعجبه. مثل امريكيين كثيرين، يربطها بالفكرة التي تقبع في اساس الولايات المتحدة.

ولكن ايران ستأتي بسرعة كبيرة الى جدول الاعمال. فهو سيرغب في استئناف الاتصالات مع ايران والوصول الى اتفاق. قد يكون هذا يتعارض مع موقف نتنياهو، ولكن هذا ليس بالضرورة يتعارض مع المصلحة الاسرائيلية. اما الموضوع الفلسطيني فاقل  الحاحا من ناحية الامريكيين ولكنه ملح من ناحية الفلسطينيين. خطة القرن لترامب ماتت في ليلة الانتخابات. حل الدولتين يعود الى طاولة المباحثات، بقوى متدنية.

الانتخابات في امريكا هامة لاسرائيل ليس فقط في هذه السياقات. فقد وضع قيد الاختبار سلسلة من القيم العالمية. هل الترامبية، الشعبوية القومية المتطرفة، الاحتقار لحقوق الانسان وللمعايير في العلاقات الدولة، ستبقى المنارة التي توجه اسرائيل او بالعكس سنعود الى سياسة اخرى، تلك التي ميزت ادارات امريكية سابقة. دارج القول لمن يحظى بهذا المنصب الهام جدا – نجاحك نجاحنا. في هذه الحالة، هذا القول صحيح تماما.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى