ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  ناحوم برنياع – ما لا يقتل

يديعوت– بقلم  ناحوم برنياع – 7/7/2021

” التصويت على قانون المواطنة أمس لم يكن ضربة قاتلة للائتلاف. فوزيرة الداخلية يمكنها على اي حال ان ترفض ما يـأتيها من طلبات للمواطنة. والمؤكد هو ان هذه الحكومة لا تعد باي تغيير ايديولوجي”.

هزم الائتلاف صباح أمس: هذه صفعة لا يمكن لاي زينة ان تخفيها. ووجد الفشل تعبيره في النتيجة على لوحة التصويت في الكنيست. ولكن اسبابه ينبغي ان تقلق اعضاء الائتلاف اكثر من الاهانة التي تلقوها. قبل كل شيء كان هناك فشل استخباري. فرؤساء الائتلاف لم يقدروا على نحو صائب سلوك رفيقهم، عميحاي شيكلي. فقد فهموا انه بات جنديهم، ولكنهم لم يفهموا بانه اصبح جندي الطرف الاخر. ولعله هو ايضا لم يفهم. 

الخطأ يسير الى الوراء، الى اللحظة التي قرر فيها بينيت ضم شيكلي الى السباعية الاولية لحزبه. في يمينا لم تكن انتخابات تمهيدية: فقد اختار بينيت المرشحين وفقا لتفكره. واختيار شيكلي، مرشد كلية عديم المصوتين وعديم المؤهلات السياسية كان اختيارا يتناسب ورئيس لجنة تزيين وليس زعيما سياسيا. والتصريح التصالحي الذي اطلقه بينيت بعد الفعلة يذكر هو ايضا بمرشد في بني عكيفا، وليس رئيس وزراء. 

يمكن أن نفهم نائبا يقرر الاصرار على موقفه، مهما كان الثمن: ايلي افيدار من اسرائيل بيتنا، ينتمي الى هذا النوع. ولكن شيكلي صوت أمس ضد قانون يؤيده. زملاؤه في الائتلاف قالوا ان الشاب سكر من الاعجابات التي يتلقاها من مؤيدي نتنياهو في الشبكة الاجتماعية؛ انه ضعيف، لا ينجح في الصمود امام الضغوط التي مارسها عليه نواب من الليكود؛ كل هذه الاقوال تعود الى بينيت وشكيد: فهما اللذان جلبا حصان طروادة الى حزبهما.          

شكيد، لم تقدر على نحو صائب استعداد نتنياهو، الليكود والاصوليين للسير شوطا بعيدا، لعمل كل شيء على ان يحصلوا في المقابل على اهانة للحكومة. في هذه الايام، ايام تحزيم الامتعة في بلفور، نتنياهو بحاجة الى الانتصار على خصم  مثل المدخن المدمن الذي يحتاج الى سيجارة. شيء لن يوقفه – وبالتأكيد ليس التهديد بـ 15 الف فلسطيني سيتقدمون بطلبات للتوطن. عند الحاجة، هذا بيبي مقابل طيبي؛ عند الحاجة، هذا بيبي مع طيبي. هتافات الفرح المشتركة لميري ريغف وزملائها والنواب من القائمة المشتركة قالت كل شيء. 

فكرت منذ البداية انه كان من الصواب السماح بحرية التصويت على القانون. وبدلا من جعله اختبار نجاح للائتلاف – عرضه كأمر اعتيادي وطني، كشيء ما فوق الخلاف السياسي. وكل حزب كان سيصوت وفقا لضميره. 

بالفعل، صفعة رنانة. ليست لطيفة، ليست فتاكة. ما لم يقتلك سيقويك، هكذا يقال للجنود الانفار. هذا صحيح ايضا لائتلاف الاطراف الذي لبينيت ولبيد. 

الضربة ترافقها عدة مواساة. الاولى، قانون المواطنة لا يعني معظم الاسرائيليين. فهو موضوع ساخن في الوسط العربي وشعار مريح للخطابات في اليمين الكهاني، ولكن كل المواطنين، الذين لم يهتموا بقانون المواطنة حتى هذا الاسبوع، لن يرفعوه الى رأس فرحتهم في الاسابيع القادمة. الحكومة يمكنها ان تعيش بدون القانون: شكيد، كوزيرة الداخلية، يمكنها أن ترفض الاف الطلبات التي تصل اليها اذا ما وصلت. 

ثانيا، يفهم الاسرائيليون بان في هذه الحكومة لن تكون تحولات ايديولوجية. هم يريدون حكومة تؤدي مهامها،  لغرض التغيير.  ان تركز الحكومة على ما يمكنها أن تفعله، وليس على ما لا يمكنها ان تفعله. الكورونا هي مثال جيد. لا داعٍ للفزع، رغم العناوين الصاخبة في مستهل النشرات. العالم يعود الى الحياة الطبيعية الى جانب الكورونا، وعلى اسرائيل أن تتصرف مثل الدول الاخرى. هذه فرصة ذهبية لبينيت لابداء الزعامة، المسؤولية، الشجاعة والعقل السليم.

ثالثا، الالتزام بمواصلة وجود الائتلاف لم يتضرر، ليس حقا. حادثة الاصطدام امس لم تكن حادثة سلسلة. وفي تشبيه  من عالم كرة القدم، يد عميحاي شيكلي لم تكن يد الله لمارادونا، ولا حتى قريبا من ذلك. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى