ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – كل البدايات صعبة

يديعوت– بقلم  ناحوم برنياع– 14/6/2021

لبيد هو المنتصر الاكبر في هذا الحدث، قال لي احد وزراء  الليكود. فقد اسقط نتنياهو، مؤقتا على الاقل، ادخل بينيت وساعر الى قفص ذهبي ليس فيه مستقبل، انزل مستوى غانتس واصبح الزعيم الذي لا جدال فيه للوسط – اليسار “.

اللحظة التأسيسية، من ناحية مصوتي حكومة التغيير، كانت اللحظة التي جلس فيها نتنياهو على كرسي يئير لبيد الفارغ في الصف الثاني من مقاعد الكنيست، من خلف كراسي وزراء الحكومة. هذا ليس خروجا من بلفور ولكنه كان خروجا صغيرا من بلفور. لبيد جلس بدوره على رأس طاولة الحكومة، على الكرسي الذي اخلاه بيني غانتس. الانقلاب تم.

اعضاء الائتلاف المنصرف فعلوا على افضل ما يمكنهم ليخربوا على اعضاء الائتلاف الوافد يوم عيدهم. كان هذا بشعا، ولكنه شرعي تماما. لقد شهدت الكنيست في سنواتها مداولات عاصفة اكثر وتعابير حادة اكثر. الديمقراطية الاسرائيلية لا تتميز ببادرات جنتلمانية.

الحريديم فعلوا على افضل ما يمكنهم كي يفجروا خطاب التتويج لبينيت. كان من الصعب أن نفهم على ماذا هم غاضبون اكثر، على القوة التي اخذت منهم ام على انجرارهم الاعمى خلف نتنياهو والليكود. ليس فيهم في هذه المرحلة ندم على الحلف الذي عقدوه مع الليكود. ولكن يوجد فيهم ندم على انهم لم ينزولوا نتنياهو عن الشجرة العالية التي تسلقها. كان محظورا عليهم ان يودعوا حل الازمة السياسية في يديه. غضبهم الظاهر موجه الى الداخل، الى الوسط الحريدي. والغضب هو ستار الدخان الذي يسمح لهم بان يدحروا عن جدول الاعمال المسائل القاسية التي تعذب جمهورهم. امام حكومة الشر كل شيء يتقزم، بما في ذلك التحقيق بالمصيبة في ميرون.

الى صراخ الحريديم انضم بعض النواب من الليكود. وتركز الانتباه على من صرخ. اما أنا فركزت على من صمت. وزراء الليكود وكبار رجالات الكتلة في الكنيست فتحوا امس فصلا جديدا في حياتهم  السياسية. التحويل المهني صعب؛ القرارات وحشية. بعضهم سيحاول تثبيت مكانته من خلال المقاطعات والاستعراضات في الهيئة الكاملة. هم لا يعرفون بان الصدى في الكنيست يجعل كل مقاطعة نبرة تخجل الصارخ اكثر مما تخجل الخطيب. يوجد ضجيج؛  لا يوجد احترام. منتسبو الليكود يريدون معارضة كفاحية. ولكنهم يفضلون في النهاية مظهرا من الاحترام. ميكي زوهر وامير اوحنا بدآ يفهمان ذلك. نتنياهو، كرئيس المعارضة، سيرغب في الحفاظ على الاحترام لنفسه، ولكنه سيربت على اكتاف الصارخين. هو سيكون بيضاء الثلج وهم سيكونون الاقزام.

بدأ نتنياهو خطابه بوصف مساهمته للدولة على مدى السنين، انجازاته الحقيقية والوهمية. لا يوجد ما هو شرعي اكثر من ذلك. هاجم بحدة مواقع ضعف حكومة بينيت – لبيد. هذا ايضا شرعي تماما. ولكنه سقط في نقطتين، وسقط بشكل سيء. الاولى الادعاء بان الحكومة الجديدة تفرح العدو الايراني. والثانية ان الاختبار الاعلى لكل حكومة اسرائيلية هو استعداد للصدام مع الادارة الامريكية.

مواجهة نتنياهو العلنية مع ادارة اوباما لم تجلب الا الضرر. فهو لم يمنع الاتفاق النووي؛ الايرانيون اقرب اليوم من القنبلة اكثر من اي وقت مضى، وعلى الطريق فقدنا التأييد من الحزبين لاسرائيل في الكونغرس وفي الرأي العام وخلقنا ازمة زائدة، خطيرة، في العلاقات مع الاردن. يجمل ببينيت الا يتعلم من نتنياهو كيف يدير علاقاته مع البيت الابيض. ليس صدفة ان بايدن امتنع عن دعوة نتنياهو الى واشنطن. دعا الرئيس ريفلين، الذي سيسافر الى هناك في نهاية الشهر، وسيدعو بينيت.

الحموضة – وهي الكلمة التي اعتاد نتنياهو على أن يلقي بها على منتقديه من اليسار ولكنها عادت اليه امس – ضللت خطابه. يتبين ان كل واحد حامض بدوره. سألت النائب احمد الطيبي كيف يجمل الحدث امس. فاكتفى بكلمتين: نزع البلفورية.

تصرف بينيت بأدب المنتصرين، امتدح نتنياهو، الرئيس المنصرف والوافد (ريفلين دعا هرتسوغ للمجيء معه، اما هرتسوغ بحكمة، فاعتذر لانه في اجازة)، الوزراء الجدد. بعد التنصيب مر على نتنياهو وصافح اليد الممتدة ليولي ادلشتاين الذي جلس الى جانبه. نتنياهو مد يدا هزيلة. المصافحة كانت اقصر من مجرد لمسة في العدو لمئة متر في الاولمبيادا. لبيد مر بالمسار اياه دون أن يخلق اتصالا بالعين.

لبيد هو المنتصر الاكبر في هذا الحدث، قال لي احد وزراء  الليكود. فقد اسقط نتنياهو، مؤقتا على الاقل، ادخل بينيت وساعر الى قفص ذهبي ليس فيه مستقبل، انزل مستوى غانتس واصبح الزعيم  الذي لا جدال فيه للوسط – اليسار. اذا صمدت الحكومة فسيكون رئيس وزراء؛ اذا حلت سيقف رأسا برأس امام مرشح الليكود.

يوجد الكثير من المنطق في هذا التحليل. فهو لا يأخذ بالحسبان امكانية أن بينيت وساعر، رغم ضعف الحكومة، ان ينميا مع المنصب وان يجتاز الليكود أزمة يبعد عنه بعضا من مؤيديه.

لبيد لعبها امس ايضا. بدلا من أن يلقي خطابا يقاطع بالصراخ من مقاعد الحكم المنصرف تراجع خطوة واحدة الى الوزراء وترك الاضواء لبينيت. هذا  ليس تواضعا – بل تكتيك. لقد تعلم لبيد كيف يضبط نفسه ويفضل عليه الآخرين. عندما سألوه مؤخرا عن رئيس الوزراء المنصرف اقتبس الجملة الشهيرة لانطونيوس في مسرحية يوليوس قيصر لشكسبير: “لم آتي لامجد قيصر، جئت لدفنه”. بانتظار بينيت ولبيد عمل كثير في منع التخريبات لحكومتهما. عندما تعتمد الحكومة على 61 نائبا فانها تختبر في حلقاتها الضعيفة.  امس ايضا لم تنجح في اقناع كل الـ 61  لتأييدها. وسيكون صعبا عليها الوصول الى قرارات.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى