ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم ناحوم برنياع – في الطريق الى التصفية الحقنة الذهبية

يديعوت– بقلم  ناحوم برنياع – 21/12/2020

الضعف السياسي هو فيروس يضاعف نفسه. ولما كان ضعيفا – سمح نتنياهو لنفسه بان يهينه ويهين رئيسه كل يوم؛ ولما كان اهين – فقد فقدَ المزيد فالمزيد من الناخبين؛ ولما  فقد الناخبين –  تفكك من الداخل“.

حين إنتهى الاحتفال تبين ان الحقنة الذهبية اختفت. فالحقن التي ادخلت الى ذراعي الوزير والمدير العام وجدتا طريقهما الى سلة المهملات، حسب القانون، ولكن الحقنة الذهبية افلتت. وحسب الشائعات، الطبيب، د. باركوفيتش،  اخذها. هل يفكر احد ما بعيدا ليبيعها ذات يوم في الـ إي.بيه؟ هل ستحفظ في أرشيف الدولة، الى جانب وثيقة الاستقلال؟  هل ستعرض في المتحف الذي سيقام ذات مرة في بلفور، الى جانب السيجار، الشمبانيا وجملة تغريدات الابن؟ لطيف من جانب نتنياهو أنه وافق على  ان يطعم امام الكاميرات، ولكن الدراما زائدة. في النهاية سيتبين أن الاعراض الجانبية الوحيدة التي ابقتها الحقنة وراءها هي عبادة شخصية المحَقون.

يوجد سبيلان لاخراج مثل هذه المسرحية. الأول، ان تقف على المنصة كل قيادة الدولة – الرئيس، رئيس الوزراء وبديله، وزير الصحة، وزراء الكورونا. فليعرف الشعب بان الحكومة كلها تقف كرجل واحد من خلف اللقاح؛ الثاني، إبقاء رئيس الوزراء وحده. يدخل وحده الى المنصة، بخطى ثابتة، يصافح الممرضة، يعرض نفسه، يمد لها ذراعه ويأخذ التطعيم، ويقترح على الجميع أن يفعل مثله. فليعرف الشعب بان رئيس الوزراء هو ككل انسان واحد منا. اما نتنياهو فاختار سبيلا  ثالثا. محوط بحاشية كبيرة، مكتظة، مع حراس شخصيين، ومركز على ذاته، إنجازاته الحقيقية والوهمية. الرسالة واضحة: الحقنة، القمقم، التركيبة، هي فقط احجار في هذه القصة. أنا حصانتكم.

كل من له عينان في رأسه يفهم بان هذا هو الواقع: نتنياهو يمكنه ان يكون رئيس وزراء جيد أو سيء، ولكنه غير قادر على أن يتقاسم الحكم مع احد. فلا يوجد غيره. كل من يعتبر في نظره كمهدد لحكمه، يلون على الفور بالوان مخيفة، خيانية، غير شرعية. حصل هذا لروبي ريفلين وحصل لجدعون ساعر  وكل من يحلم برئاسة الوزراء من خارج الليكود. مثل روسي قديم يقول بانه من تحت الأشجار الكبرى لا تنبت الا الفطريات. اما من تحت الأشجار الصغرى فلا ينبت شيء.

وقف بيني غانتس امام هذا الواقع الوحشي ولم يوجه له نظرة. نتائج الانتخابات الأخيرة كان ينبغي لها ان توضح له بان الحصان انتهى. فهو غير قادر على أن يقيم حكومة اقلية مبنية على أصوات العرب وترتبط فقط بمعارضتها لمواصلة حكم نتنياهو؛ ومن جهة أخرى، اذا انضم الى حكومة نتنياهو فانه سيخسر شركاءه، نصف نوابه ومعظم ناخبيه. فوقع على اتفاق لاقتسام الحكم مع من لا يعرف كيف يقتسم، لا يريد أن يقتسم، وحسب الوضع في الميدان لا يحتاج لان يقتسم: الاتفاق مات حتى قبل أن يوقع.

في اليوم الذي كان فيه واثقا بانه يضع إسرائيل قبل كل شيء كفت إسرائيل عن ان تكون قبل كل شيء: أحزاب كبرى يمكنها أن تسمح لنفسها – ليس دوما –  ان تضع المصلحة الوطنية في رأس جدول الاعمال. اما الأحزاب الصغيرة فينبغي أن تكافح في سبيل جدول أعمال ناخبيها. هذا ما تفعله الأحزاب الأصولية بنجاح كبير منذ قيام الدولة. غانتس وحزبه ليسا مبنيين لهذا.

ان الإنجازات التي يتباهى بها غانتس وعن حق، تحققت في الأشهر الأولى: المساعدة التي أعطاها لادارة ترامب في اثناء احباط مخططات الضم؛ منع تهجمات الليكود على الشرطة، النيابة العامة والمحاكم.

ومنذئذ ووضع أزرق أبيض يتدهور فقط. الضعف السياسي هو فيروس يضاعف نفسه. ولما كان ضعيفا – سمح نتنياهو لنفسه بان يهينه ويهين رئيسه كل يوم؛ ولما كان أهين – فقد فقدَ المزيد فالمزيد من الناخبين؛ ولما  فقد الناخبين –  تفكك من الداخل. مستقبل ليس له. المعضلة هي هل يتجه الى الانتخابات ويموت فيها موتا بطوليا أم يحتمل المزيد من الإهانة ويموت ببطء.

هبطت ذات مرة من طائرة كان باب الشحن فيها مفتوحا. ما العمل، سألت المرسل. انت تسير، تسير وتسير الى أن تنتهي الطائرة، قال لي. هذا هو الخيار الذي يوجد كل الوقت امام ناظر غانتس. وبقدر اكبر امام ناظر المحيطين به. فهم يرون الهوة التي تفغر فاهها امام اقدامهم اذا ما قفزوا. وهم يبحثون عن سبيل للقاء على الطائرة.

غانتس محوط باناس طيبين، محترمين، ليس لهم فكرة عن المساومات السياسية. ولضيق حيلته  حمل المفاوضات على كتفي حاييم رامون. حياة رامون السياسية مشوقة: معظم السياسيين باردون،  محسوبون، مضطرون. اما رامون فتصرف بشكل مختلف. له حقوق كبيرة في الدفع الى الامام بقانون التأمين الصحي. حملته ضد جهاز القضاء ليست اكثر بكثير من الانتقام الشخصي. اما الاعمال التجارية فلم يعرف كيف يقوم بها. لم ينقذ هبوعيل تل ابيب: فكيف سينقذ غانتس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى