ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  ناحوم برنياع-  فخار في حانوت فيلة

يديعوت – بقلم  ناحوم برنياع- 29/10/2021

” مسألة الاعلان عن منظمات حقوق الانسان الستة كمنظمات ارهابية هي اقرب الى السلوك الاخرق منه الى السلوك الناجع في مكافحة ما يسمى بالارهاب، التعبير الذي يجتاز رخصا بحيث يصبح كل شيء مهما كان تافها ارهابا “.

الحكومات تتفكك بشكل عام من الاطراف: اليمين يشد يمينا؛ اليسار يشد يسارا؛ الوسط يتفتت. في العالم يكثرون في السنوات الاخيرة من الاقتباس في هذا الشأن  لبيت من قصيدة الشاعر الايرلندي وليم باتلر يتس: “الامور تتفكك، الوسط لا يصمت”. هذا ما يحصل اليوم لادارة الرئيس بايدن – في واقع الامر، للساحة السياسية الامريكية كلها: الاطراف تتطرف؛ الوسط يضيع. 

حكومة بينيت تتصدى في هذه الايام لتحد معاكس: بيني غانتس، الذي يبدو ظاهرا بانه الرجل الاكثر وسطية في الائتلاف، ينجح في أن يبعث على الجنون اليسار واليمين على حد سواء في هذا الائتلاف. والمقصود هنا قراران لغانتس اتخذهما كوزير للدفاع بصفته صاحب السيادة فيهما: القرار بادخال ست منظمات فلسطينية مدنية في قائمة منظمات الارهاب والقرار ببناء 3.224 وحدة سكن في المستوطنات. في مكتب غانتس لم يفهموا معنى الحدث، لا مع الولايات المتحدة ولا مع اوروبا ولا مع احزاب اليسار في الحكومة. اكثر مما في هذه القصة من اغراض ثمة فيها  سلوك اخرق. فيل في حانوت فخار،  يقول عن غانتس احد المستشارين. 

العكس هو الصحيح، كان بود غانتس ان يجيب، العكس هو الصحيح. انا فخار في حانوت فيلة.

عندما بدأ الاعضاء في حكومة مناحيم بيغن الاولى يقولون علنا ما يفكرون به الواحد عن الاخر، وما يفكرون به عنه – دعا بيغن الظاهرة “افسادات”. افسادات هي كلمة يعرف كل سباك كيف يصلحها. ولكن الافسادات جعلت حكومته نكتة. وكانت النتيجة هبوط في الاستطلاعات. وكان يمكن لبيغن ان يصحو وان يعود الى جمهوره وينتخب من جديد – اما بينيت فليس له مثل هذه الاحتياطات. فهو يسعى لان يقود وزراء حكومته، ولكن الوزراء لا يريدون زعيما بل مربية صف أطفال. 

يوم الاربعاء مساء جلس في مكتبه في الكنيست واستقبل المفدسين من يمينا لحديث تهدئة. أبير كارا، جندي في جيش الاعمال الصغيرة ، تهجم في الشبكة على شيرلي بينتو، التي طالبت بمسلك للمعوقين. فردت عليه بالتهجم. “اعتقد ان من الصحيح ان تكون لنا كتلة من الناس الذين تشتعل فيهم المباديء”، جاء في بيان نشره بينيت بعد ذلك. فهل هو حقا يعتقد بان ما يشتعل فيهم صحيح له؟ اشك في ذلك. 

اليوم يجتمع اعضاء الائتلاف في لمة ود في قاعة الافراح في موديعين. استؤجر ادير ميلر كي يضحكهم؛ خسارة ان بينيت وشكيد لم يتطوعا لان يضحكاهم بدلا منه، مثلما  ابدعا في عمله في اشرطة الانتخابات المشتركة لهما. بعد ذلك سيلمهم بينيت في وجبة غداء ويصلي لان يتذكروا جميعا بان يمتثلوا للتصويت على قانون الميزانية. 

أخطاء بشرية

الاعلان عن المنظمات الفلسطينية الستة كمنظمات ارهاب احدث  هزة حقيقية في الشبكة الدولية التي تحمل علم حقوق الانسان. يدور الحديث عن حركة صغيرة نسبيا ولكنها عظيمة النفوذ، تتحدث بسلم قيم واحد، باخوة ملاحقة واحدة وبعلاقات صداقة عديدة السنين، ترتبط بمنظمات دولية، بحكومات، بوسائل اعلام، تتجاوز الشعوب والحدود. واحدة من المنظمات الستة على الاقل، “الحق” تعد التوأم الفلسطيني للجمعية الاسرائيلية لحقوق المواطن. صديق امريكي اقلقه القرار جدا كتب لي وعاد يكتب، “يجمل بكم ان تأتوا بأدلة، وبسرعة، الضرر رهيب”. “ادلة”، اجبته، “ليست هي المسألة. في الارض الفلسطينية، اينما القيت حجرا، ستجد دليلا. المسألة هي اذا كانت هذه الخطوت  فهيمة”. 

قبل سنتين وشهرين قتلت رينا شنراف، ابنة 17، بعبوة ناسفة زرعت قرب نبع بوبين، امام مستوطنة دولب. أخيها دبير، اصيب بجراح خطيرة. فتح الشباك تحقيقا ادى الى المنفذين، رجال الجبهة الشعبية. وحسب الشباك، بعض منهم كانوا في وظائف في منظمات مدنية: سامر العربيد كان هو الشخص الذي ضغط على زر العبوة. كان مدير حسابات في منظمة اللجان الزراعية. عبدالرازق فريج خطط العملية. وكان يعمل في المنظمة اياها؛ شعوان جبارين، من كبار النشطاء في الجبهة الشعبية، يتولى رئاسة منظمة “الحق”؛ اعتراف ريماوي كان مشاركا في اعداد الشبكة للعملية. كان مسجلا كموظف في بيان – معهد بحوث، هو واحد من الستة. كل المنظمات تمول من المساعدة التي تتلقاها من حكومات وجمعيات في اوروبا. بزعم الشباك، لم يكن فصل. المال الذي اعطي للكفاح في سبيل حقوق الانسان مول رواتب وشبكات ارهاب. وللاوروبيين رفعت فواتير زائدة.  

احد لم يدن في المحكمة: المحاكمة ستبدأ في الاشهر القادمة. في هذه الاثناء، البيروقراطية فعلت فعلها: الشباك نقل المواد التي جمعها الى وزارة العدل، الى وزارة الدفاع والى وزارة الخارجية، وارفقها  بتوصية للاعلان عنها كمنظمات ارهابية.  معالجة هذه المواضيع في وزارة الدفاع هي لسبب  ما من  مهمة  هيئة  القتال الاقتصادي.  بلورت الهيئة مشروع قرار.  وزارة العدل اقرته.  وزارة الخارجية اطلقت بعض السفراء في الدول المانحة. وزير الدفاع وقع. كل واحد ادى  واجبه، على سبيل الروتين: احد لم يفكر  مرتين. 

نشر النبأ قبل اسبوع على الاقل من الموعد.  لماذا؟  موظف ارتكب خطأ.  منظمات حقوق الانسان في العالم قفزت الى السماء. لم يكن هناك من يجيبهم. المنظمات في  البلاد طالبت بالحساب  من احزاب اليسار. تبين أن احدا لم يتكبد عناء اطلاع هيئة الامن القومي في ديوان رئيس الوزراء او رئيس الوزراء نفسه. في  مكتب وزير الدفاع لم يفهموا علامَ الجلبة: يعملون هناك على الاعلان منذ شهر ايار.  هذا موضوع اعتيادي، ليس موضوعا لرئيس الوزراء.

أحد الاصوات البارزة في منظمات الحقوق في اسرائيل ادعى على مسمعي بانه لا يدور الحديث عن القتال ضد الارهاب بل  عن القتال الاقتصادي: كل الفكرة هي التجفيف المالي لمنظمات فلسطينية تدعم الـ BDS. في  الشباك ينفون نفيا باتا: رئيس  الشباك الجديد، رونين بار، التقى هذا الأسبوع مع رئيس ميرتس نيتسان هوروفيتش ورئيسة العمل ميراف ميخائيلي. عرض عليهما مواد تحقيق. لو كانت عرضت عليهما المواد قبل نشوب العاصفة السياسية، لكان اسهل عليهما ان يقتنعا.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هي منظمة إرهابية صغيرة مستقبلها خلفها. واضح انه ينبغي معالجتها. في كل ما يتعلق بمنظمات حقوق الانسان، اللعبة هي بين الكلفة والمنفعة: ما هو الثمن السياسي والإعلامي، وهل لا توجد سبل أخرى. توجد سبل، لكن يخيل أن أحدا لم يتكبد عناصر التفكير فيها. لسنا ملزمين بتفجير برج الاعلام في غزة: يمكن تحييده.  حكم  مشابه  ينطبق  على المنظمات.  

وبالنسبة للارهاب، يفضل الا ندمن على الكلمة. عندما يكون كل شيء هو  إرهاب – إرهاب جنائي وإرهاب اقتصادي وإرهاب بالونات وإرهاب في التك توك – فان الرعب يجتاز رخصا. امسكت كثيرا، لم تمسك بشيء.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى