يديعوت – بقلم ناحوم برنياع- صداقة رائعة

نيديعوت – بقلم ناحوم برنياع- 20/12/2021
“ ما كان جيدا ربما لسنوات الدولة الأولى، حين كانت إسرائيل تكافح في سبيل وجودها وتعتبر نموذجا للطليعية والتضحية، ليس مناسبا اليوم. الشعب اليهودي هام لإسرائيل، إسرائيل هامة له. يجب ان توجد لهذه الصلة بين الجانبين تعابير أخرى غير التأثير السياسي والمال “.
حكاية في كنيس في منهاتن، في نيويورك، تسمى بارك ايست، ليكسنجتون زاوية 67، احد الكنس الاقدم والافخر في المدينة. الاتجاه الديني هو ارثوذكسي حديث – كيبا على الرأس في الكنيس، كيبا في الجارور في ا لمكتب. المصلون اغنياء وواصلون. زوجان بارزان هما الكوشنيريون – جارد كوشنير وزوجته ايفنكا ترامب. ذات مرة، عشية احد الأعياد، اوقفني افراد الشرطة حين حاولت ان اتحدث مع الوافدين. بدوت لهم شرق اوسطي جدا.
الكنيس يعيش في حرب. من جهة الحاخام آرثر شناير، 91، الزعيم المحبوب في الجالية؛ من جهة أخرى الحاخام الكاريزماتي بنيامين غولدشميت، 34، الذي اجتذب الى الجالية جيل جديد من المصلين. قبل عشر سنوات عين شناير مساعدا له، وسعى المساعد الشاب لان يخلفه. في تشرين الأول اقال الحاخام شناير الحاخام غولدشميت. “حرب حاخامين”، هكذا أعلن العنوان الاحتفالي في صحيفة نيويوركية صفراء. اما “التايمز” فخرجت بعنوان كبير خاص بها. الطائفة انشقت: غولدشميت فتح كنيسا منافسا في مبنى مجاور، ومئات من الأعضاء تدفقوا وراءه.
لماذا ينبغي لهذا ان يهمنا، نحن الإسرائيليين؟ لانه الى هذا الشقاق دخلت حكومة اسرائيل. فقد بعث وزير السياحة يوئيل روبوزوف في نهاية تشرين الثاني رسالة رسمية مع شعار الدولة، الى الحاخام شناير. “بشكل عام لا أتدخل في شؤون دينية داخلية في الشتات”، كتب الوزير، “ولكن كرئيس لجنة الاستيعاب في الكنيست في الماضي وكوزير السياحة اليوم اشعر بان الوضع استثنائي ويتطلب تدخلي”. دعا الوزير الحاخام الى الغاء الإقالة. والتعليل: غولدشميت محبوب من اليهود الناطقين بالروسية ممن انضموا الى الكنيس. وكتب يقول ان “التنحية تلقي بالظل على اندماج اليهود الناطقين بالروسية في الجالية اليهودية في نيويورك”.
أحد الموالين للحاخام العجوز نقل لي صورة عن الرسالة. قرأت وعجبت. ما لدولة إسرائيل والخصومة الشخصية بين حاخامين في نيويورك، سألت وزير السياحة. ما لوزير في إسرائيل واندماج مهاجرين من روسيا في طائفة أمريكية. فقال روبوزوف: توجه الي الناس واردت ان اساعد. الحقيقة لم انتبه ان الرسالة كانت مع شعار الوزارة. بأثر رجعي افهم المشكلة. والله، ها أنا قد اكتسبت تجربة أخرى في الحياة.
جواب ذكي. المشكلة هي ان وزير السياحة ليس اول من يحمل اسم الدولة عبثا. عندما يدور الحديث عن يهود في الخارج، ولا سيما عن يهود كثيري التمويل، يتدخل الوزراء في إسرائيل دون تردد في شؤون ليست شؤونهم؛ يتمخترون امام الجاليات اليهودية كمسؤولين؛ بل واحيانا يطلبون الهدايا لانفسهم ولابناء عائلاتهم. ليس لهم حدود.
الوقاحة تجاب بالوقاحة. الأغنياء اليهود يسمحون لانفسهم بالتدخل في السياسة الإسرائيلية الداخلية. تشجيع أفكار سياسية واجتماعية متطرفة في إسرائيل، وافساد هيئات سياسية ووسائل إعلامية باموالهم. هم أيضا لا يعرفون حدودا.
الحكومة الحالية تعرف وفقا بما لا يمكنها أن تفعله: فهي لا يمكنها أن تعالج المسائل التي تقسم الإسرائيليين الى يمين ويسار، ولا الى متدينين وعلمانيين او الى محافظين وليبراليين. يدها قصيرة. ولكن العلاقات بين دولة اليهود واليهود الذين اختاروا الا يعيشوا فيها يمكنها أن تعالج. ما كان جيدا ربما لسنوات الدولة الأولى، حين كانت إسرائيل تكافح في سبيل وجودها وتعتبر نموذجا للطليعية والتضحية، ليس مناسبا اليوم. الشعب اليهودي هام لإسرائيل، إسرائيل هامة له. يجب ان توجد لهذه الصلة بين الجانبين تعابير أخرى غير التأثير السياسي والمال.
الموضوع عاجل لان الشباب، في أمريكا على الأقل، يهربون لنا. إسرائيل لا تهمهم ولا المؤسسة اليهودية بمؤسساتها واقل من هذا جماعة الضغط اليهودية. هذه مسيرة طويلة يعود اصلها الى التغييرات التي تمر بها الطوائف هنا وهناك. الحلف غير المقدس الذي عقدته حكومة إسرائيل مع ترامب ومع الافنجيليين جعل القطيعة شرعية. إسرائيل في حالها وهم في حالهم.
الخطوة الأولى المطلوبة هي إعادة نظر في المؤسسات الصهيونية المزعومة التي اكل الدهر عليها وشرب، وهي توجد فقط بفضل تسوية فاسدة بين الأحزاب: الصندوق القومي، الوكالة ا ليهودية، دائرة الاستيطان، الصندوق التأسيسي، البوندز. الجيش الإسرائيلي، بميزانياته الضخمة، يصر على توزيع هدايا مالية من متبرعين في الخارج. لعل هذا يملأ المتبرعين بالفخار ولكنه يخجل الجيش الإسرائيلي.
الخطوة الثانية هي تعريف الحدود. على كل طرف ان يتعلم كيف يحترم سيادة الطرف الاخر. إسرائيل لا تنتخب حاخامين في أمريكا؛ الحاخامون في أمريكا لا ينتخبون حكومة إسرائيل. التبرعات تعطى فقط لاهداف اجتماعية وثقافية، لا لجمعيات من اليسار ولا لجمعيات من اليمين. هذه يمكنها أن تكون بداية صداقة رائعة.



