ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم ناحوم برنياع – سيداتي سادتي، تحول

يديعوت– بقلم  ناحوم برنياع – 20/1/2021

” لنضع جانبا العناق الذي تلقته اسرائيل من إدارة ترامب – موضوع هامشي بمقياس أمريكي – ولنلقي نظرة الى إرثه. لقد أخرج الى النور نوازع دفينة، عدوانية، هذيانات عنصرية وتنظيمات تآمرية، ارهابية، لليمين المتطرف. خطاباته التحريضية القت بظل ثقيل على الامن الداخلي الامريكي، على استقرار نظامها وعلى مكانتها في العالم “.

في الأيام العادية ينزل الرئيس الامريكي الجديد مع عقيلته من منصة الترسيم ويدخلالى سيارة الكاديلاك السوداء المحصنة التي تنقله الى بيته الجديد. الرحلة بطيئة، على طول جادة بنسلفانيا. والجمهور الذي يملأ ساحة النصب التذكارية والبيوت التي تطل على الجادة لا يتوقف عن الهتاف. البرد شديد، الرئيس يوقف السيارة ويسير شوطا طويلا على الاقدام ليجسد للكاميرات بانه مع قدمين على الارض، محب ومحبوب. وفي البيت الابيض ينتظره هو وعقيلته الرئيس المنصرف وعقيلته. تجري السيدة الاولى المنصرفة جولة للسيدة الاولى الجديدة في غرف المبنى. يجلس  الرجال في حديث خفيف عن شؤون العالم. المنصرف يسدي نصيحة أو اثنتين. الوافد ينصت بكياسة. الشعب بحاجة لرسالة وحدة واحترام متبادل: جنتلمانان يوفران الرسالة.

قليل جدا من كل هذا سيحصل اليوم في واشنطن. دونالد ترامب يسافر الى المطار العسكري أندرويز، على مسافة 20 دقيقة من المدينة، يستعرض  طابور عسكري نظمه لنفسه ويقلع الى مزرعة الغولف الخاصة به في فلوريدا. قراره مقاطعة المراسيم وفرت حرج للعالم. سيرحل مثلما جاء: غرسة غريبة. الثنائي بايدن سيلقى في البيت الابيض وكيل البيت، ليس أكثر. ترامب جلبه معه من الفندق الذي فتحه، في منتصف الطريق من الكابيتول الى البيت الابيض.

لاربع سنوات كان ترامب رئيسا، تحكم دون قيود بالاخبار، بالخطاب، بالوعي، وما تبقى خلفه في المدينة هي ذكريات صادمة وفندق يحمل اسمه. هكذا ينقضي مجد العالم.

جو بايدن، العم جو، السياسي العجوز، المعانق المنتظم، غير الضار على نحو ظاهر، فعل هذا. بعد أربع سنوات من بيت أبيض مجنون، فوضوي، يسعى لان يجلب الى بلاده وللعالم بعضا من الحالة الطبيعية. عندما انتخب براك اوباما رئيسا قبل 12 سنة، سمع ناخبوه أجراس الخلاص. أما بايدن فيكتفي بأقل. منتجو المشروب الغازي سفن أب نشروا ذات مرة مشروبهم تحت شعار “نحن اللاكولا”. بادين هو اللاترامب.

أطلب من القارىء أن يبذل جهدا ويحاول التفريق بين ما يفكر به عن ترامب كمواطن اسرائيلي مع ما يفكر به عن ترامب كمواطن العالم. الكثير من اليهود الامريكيين تصرفوا هكذا في يوم الانتخابات.

أربع سنوات من ترامب كانت استثنائية من ناحية اسرائيل. فبخلاف كل اسلافه، استجاب (تقريبا) لكل ارادات الحكومة في القدس. انسحب من الاتفاق النووي مع ايران، اعترف بالقدس كعاصمة، تبنى بسط القانون على الجولان وطبخ، من خلال صهره جارد اتفاق التطبيع مع الامارات. الاعتراف بالقدس كان عملا صحيحا، اصلاحا لتشويه تاريخي. الاتفاق مع الامارات سرع مسيرة هامة، مباركة، في الشرق الاوسط، وعلى الطريق ايضا منع ضما في الضفة، ضرره الى جانبه. الاعلان في موضوع الجولان لم يجدِ ولم يضر: فليس له معنى.

لقد كان القرار الاشكالي هو الانسحاب من الاتفاق النووي: فقد أزال حواجز منعت النووي الايراني ودفعت الى الامان بايران نحو القنبلة. أضعفت العقوبات الاضافية التي فرضها ايران، ولكن بخلاف التقديرات في اسرائيل لم تدفعها الى الانهيار. خير لا يخرج من هذا.

سيعين بايدن في الايام القريبة القادمة رجل ارتباط بايران. والمفاوضات معها، بواسطة عُمان بدأت منذ الان. وهو يعتزم العودة أولا الى الاتفاق الاصلي وبعدها يشرع في مفاوضات كي يحسنه. في اسرائيل الرسمية  – بما في ذلك في جهاز الامن  يتابعون بقلق.

هو لن يلاحق القضية الفلسطينية، ولكن القضية الفلسطينية ستلاحقه. فقد اراد نتنياهو ان يشرعن في الايام الاخيرة لترامب سلسلة من البؤر الاستيطانية غير القانونية. فمنعه مندلبليت وغانتس. وابتداء من اليوم تتغير القصة. كل خطوة كهذه تصل الى مجلس الامن. ليس مؤكدا أن إدارة بايدن ستوافق على استخدام الفيتو. بايدن هو، بالفعل، مثلما قال ذات مرة، صهيوني في قلبه. ولكن ليس مؤكدا ان صهيونيته تتوافق مع صهيونية حكومة الـ 61 التي يتحدث عنها نتنياهو.

والان لنضع جانبا العناق الذي تلقته اسرائيل من إدارة ترامب – موضوع هامشي بمقياس أمريكي – ولنلقي نظرة الى إرثه. لقد أخرج الى النور نوازع دفينة، عدوانية، هذيانات عنصرية وتنظيمات تآمرية، ارهابية، لليمين المتطرف. خطاباته التحريضية القت بظل ثقيل على الامن الداخلي الامريكي، على استقرار نظامها وعلى مكانتها في العالم. الحقيقة الواقعة كانت احدى الضحايا: اكثر من 30 الف كذبة، هذا هو الاحصاء الرسمي، تفوه بها في اربع سنوات ولايته. انه يترك وراءه امريكا جريحة، مرضوضة، منقسمة، ضعيفة. هذا ليس جيدا لاسرائيل ايضا. ​

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى