ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  ناحوم برنياع  – حرية التحريض العكس ، يا بيبي، العكس

يديعوت– بقلم  ناحوم برنياع  – 7/6/2021

” عندما تصاعدت المظاهرات ضد نتنياهو في بلفور قال: الحكم لا يغير بضغط الشارع. كان محقا. الشارع يمكنه أن يقول كلمته، الى هنا او الى هناك، ولكن ويل لدولة  يحكمها الشارع. من اجل هذا توجد كنيست. وها هو، عندما نشأت امكانية لاغلبية في الكنيست تؤيد تغيير الحكم، نتنياهو ينزل الى الشارع “.

أعرفتم؟ رئيس وزرائنا، رغم انشغالاته الكثيرة، يكرس كل اسبوع من وقته الغالي لقراءة موعظة الاسبوع. يدحرج فيها، في الموعظة، يدحرج ويدحرج الى أن يجد تلميحات ذات صلة بالحاضر ودروس مشوقة. “في موعظة الاسبوع القادم سنقرأ عن قصة الجواسيس”، كما بلغ في البوست الذي نشره عشية السبت: “(الجواسيس كانوا) ممثلين للجمهور شهروا بالبلاد واضعفوا روح الشعب فقط من اجل الحرص على وظائفهم الشخصية. اثنان من تلك المجموعة، يهوشع بن نون وكيلف بن – يفونيه، لم يوافقا على أن يكذبا مع روحهما. قالا لشعب اسرائيل: خيرة البلاد جدا جدا”.  من هذا البوست البريء تخرج الرسالة: اعضاء كتلة يمينا الذين سيصوتون مع حكومة التغيير هم جواسيس، خونة. حكمهم الموت، تماما مثل الجواسيس في القصة التوراتية. 

نتنياهو هو فنان الرسائل المزدوجة. سبقه في هذا الموضوع واحد، يسمى مئير كهانا. خطابات التحريض الاكثر قسوة لكهانا كانت مكدسة بالايات التي استمدها من التوراة. عرف انه في دولة اليهود أحد لن  يتجرأ على أن يحاسب سياسيا يقتبس آيات من الاصول. 

وبالنسبة للموعظة المشوقة اياها من الواجب القول: “العكس، يا بيبي، العكس. من يجننون البلاد حرصا على مكانتهم الشخصية هم نتنياهو والوزراء الذين يتحدث بلسانهم. كل واحد يفهم هذا اليوم، بمن فيهم مصوتو الليكود. سياسيان احبطا اقامة حكومة يمين “عل المليء”: سموتريتش، الذي لم يوافق على حكومة بدعم من حزب عربي، ونتنياهو، الذي لم يوافق على اقامة حكومة يمين بدونه. الكلام مردود على صاحبه. 

ان الخوف من فقدان الكرسي هو امر مشروع. لكل انسان يوجد الحق في الكفاح من اجل وظيفته. المشكلة هي ان نتنياهو يرفع هذا الكفاح الى نقطة خطيرة، بما في ذلك للضغوط التي تمارس على اعضاء الائتلاف المستقبلي وكذا في التحريض ضد وسائل الاعلام. مثلما في الاشهر التي سبقت اغتيال رابين، فانه يتجاوز خطوطا حمراء. 

رئيس الشاباك نداف ارغمان نشر يوم السبت بيانا شاذا حذر فيه الشخصيات العامة من الخطاب العنيف الذي “من شأنه ان يصل الى المس بالارواح”. نتنياهو اجابه امس، في جلسة كتلة الليكود. “نحن نشجب كل تحريض وعنف”، قال، وعلى الفور، بلسان  مزدوج يتميز به، اضاف: “المحللين والاستديوهات تجندوا في صالحهم. لا تخافوا من الهجوم عليهم”. 

ماذا يفهم من كل هذه الاقوال شاب مغسول الدماغ من هرتسيليا، خرج غولاني؟ ما هو يريد أن يفهم، ما قرأه في نشرات السبت، ما سمعه في مواعظ الحاخامين. يخيل أن نتنياهو لم ينسَ شيئا ولم يتعلم شيئا من اغتيال رابين. 

المفارقة هي ان الحكومة الجديدة، اذا كانت ستقوم، ستكون اكثر يمينية من الحكومة الحالية. في كل ما يتعلق بالفلسطينيين وبالمستوطنات – بينيت، ساعر، ليبرمان والكين سيعطون النبرة. كما أن لبيد وغانتس بعيدان عن ان يكونا يسارا. وهم سيتركون ميخائيلي وهوروفيتس وحيدين. خذوا مثلا جامعة أرئيل. ساعر أصر على أن تتضمن الخطوط الاساس للحكومة الدعم لهذه المؤسسة الاشكالية، جامعة في أرض محتلة. ميخائيلي اضطرت لان توقع.

ولكن نتنياهو على حاله: الحكومة هي حكومة يسار. وقد نجح في أن يقنع المتظاهرين بان مجرد مشاركة حزبي اليسار في الحكم مثله كمثل الخيانة. اقامة الحكومة الجديدة هي “خدعة الانتخابات الاكبر في تاريخ الديمقراطيات”. ترامب قال هذا من قبل. معظم المشاركين في المظاهرات هم قاصرون، عندما سيصلون الى سن الاقتراع سينتخبون على اي حال بن غبير. وكذا المتدينون، من جماعة بارسليف، يتواجدون هناك، يرقصون كالمخدرين حول العلم. الصخب كبير، ولكن عدد المتظاهرين صغير. الليكوديون الحقيقيون، وكذا الصهاينة المتدينون الحقيقيون، يبقون في هذه الاثناء في البيت. افحص باهتمام هوامش المظاهرات. هناك، في الهوامش، في الظلام، قد يتجول المغتال التالي. 

عندما تصاعدت المظاهرات ضد نتنياهو في بلفور قال: الحكم لا يغير بضغط الشارع. كان محقا. الشارع يمكنه أن يقول كلمته، الى هنا او الى هناك، ولكن ويل لدولة  يحكمها الشارع. من اجل هذا توجد كنيست. وها هو، عندما نشأت امكانية لاغلبية في الكنيست تؤيد تغيير الحكم، نتنياهو ينزل الى الشارع. هو يتحدث عن حرية التعبير ولكنه يقصد حرية التحريض. 

محظور الاستخفاف بهذه اللعبة. عندما يسعى سموتريتش بن غبير لان يشعلا من جديد البلاد من خلال مسيرة الاعلام – فان السنوار يمد لهم اليد  من غزة – يجدر بالشرطة ان تقول لهم تفضلوا، ولكن بالموعد وبالمسار اللذين تقررهما الشرطة. لا مبررا لسكب بحر من الدماء، لليهود وللعرب، فقط كي يقتنع النائب اورباخ بالامتناع عن التصويت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى