ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم ناحوم برنياع – حركة المنسحبين

يديعوت– بقلم  ناحوم برنياع – 1/2/2021

ليس لنا من نعتمد عليه، يقول الشعار الانتخابي الجديد لشاس. يخيل أن شاس نجح هذه المرة في ان يصيب روح ناخبيه كل الاحزاب “.

توجد نقطة في حياة السياسي يفهم فيها ان الامر انتهى: الهاتف يكف عن الرنين؛ المساعدون والمساعدات في المكتب يغضون النظر؛ السائق يختفي. مشاعر متضاربة تملأه. في اللحظة الاولى ارتياح: حسم الامر؛ في اللحظة الثانية، غضب اللاوسيلة: كيف فعل الانذال هذا بي، فقد كنت استطيع، كنت، الجمهور، الشعب، التاريخ، كلهم كانوا ينتظرونني فقط؛ في اللحظة الثالثة، تفاؤل: ربما مع ذلك يمكن اجتياز شر القضاء، والبقاء على الدولاب، انتظار المعجزة، لا يمكن لك أن تعرف ابدا؛ في اللحظة الرابعة، يتم: ماذا سيتعين عليّ؟ كيف سأنهض في الصباح دون أن يكون لي احد ينتظرني تحت؟

وعندها، مثلما في نموذج العزاء لكوبلر – روس، تأتي اللحظة الخامسة، لحظة التسليم. السياسي يتوجه لصياغة كتاب الاعتزال. الكتاب سيكون سخيا، رسميا، مسؤولا. في المكتب سيقرأون وسيذرفون دمعة في الخفاء. هو سيغادر مثلما جاء وسيرحل مثلما جاء، في ظهر مرفوع.

شمعون بيرس، الذي شهد الكثير من الهزائم في حياته، كان بطلا في هذه المسيرة. وقد وصل الى المرحلة الخامسة جاهزا جدا، مصمما وحيويا جدا، بحيث يخيل أنه هو الذي انتصر.

حتى يوم الخميس في منتصف الليل سترفع كل قوائم المرشحين للكنيست. وكما هو متوقع، ستكون هذه الايام مليئة بالنشاط. سياسيون سيستوعبون؛ سياسيون يسقطون، سياسيون سيذوبون. هذا يحصل دوما قبل الانتخابات، ولكن هذه المرة يحصل هذا للكثيرين ويحصل بسرعة.

آفي نسنكورن انسحب امس. وقد قام بخطوته بطريقة محترمة. كوزير للعدل نجح في حماية جهاز القضاء من تهديد وجودي.  له إرث يمكنه أن يتباهى به. هذا هو الفرق بينه وبين عمير بيرتس، الذي ينهي حياة سياسية طويلة ومثيرة للاهتمام بتشبث محرج، يائس، بالكرسي.

اعتزال نسنكورن يؤكد معضلة بعض من زملائه. وأنا اقصد خولدائي، يعلون وغانتس. خولدائي قال امس لرجاله انه في هذه الاثناء باقٍ. وهو يأمل في أن يتحد مع العمل برئاسة ميراف ميخائيلي، ومن تكون فرصه أكبر يترأس. خولدائي هو رجل واعٍ. وأقدر بانه يفهم بان فرصته انقضت ولم تعد. وهو لن يقلع. كرقم واحد هو لا يضيف مصوتين وكرقم اثنين سيكون بائسا. الخطوة الصحيحة أن يقول جربت، لم انجح، لا بأس. خدمة الجمهور سأواصل تقديمها في البلدية.

يعلون يجمل حياة سياسية غير ناجحة. فهو لم يكن سعيدا في الليكود ولم يكن سعيدا في أزرق أبيض. وانعدام السعادة كان متبادلا. ليس له ناخبون. خسارة على كرامته وعلى ماضيه العسكري. حزب جدعون ساعر قريب لارائه. وهو مدعو لان يجلس في البيت ويصوت له.

غانتس لا يزال يأمل في أن يتولى منصب رئيس الوزراء: ان لم يكن بارادة الناخب، فبأمر المحكمة. هذا لن يحصل؛ هذا لا حاجة لان يحصل. يوجد له في هذه اللحظة دور هام: ان يمنع خطوات تهكمية، فاسدة، من الليكود. بالفعل، هو يستلقي على الجدار. على ما يفعله اليوم قد يستحق اضرام النار في الشعلة، اما تنافسه للكنيست التالية فلا غاية له. رئيس أركان لا يتنافس على منصب حارس الكتيبة، ورئيس وزراء بديل لا يتنافس على منصب وزير السياحة. خيرا كان أم شرا، غانتس قام بدوره.

لليكود لا يوجد برنامج سياسي، ولكنه يعرض في هذه الانتخابات رسالة واضحة ومركزة: نتنياهو، بكل ثمن – نتنياهو والاصوليين. لا معنى لان يعرض حيال هذه الرسالة حطام احزاب. يكفي حزبان في اليمين (ساعر وليبرمان، بينيت يتملص في هذه الاثناء، وسموتريتش يؤيد نتنياهو) وفي اقصى الاحوال اثنان، العمل وميرتس، بين لبيد والقائمة المشتركة. كثرة الاحزاب تبذر الطاقة، تحرق الاصوات وتشوش الرسائل. وهي تخطيء بحق الناخبين.

معقول الافتراض انه كلما اقتربت الانتخابات، سينصب المزيد فالمزيد من الناخبين الى الاحزاب التي ستعتبر مستقرة واكثر تماسكا. في اليمين ستكون حركة ناخبين بين يمينا بينيت وأمل لاسرائيل ساعر. بينيت تحرر  من  سموتريتش واصولييه القوميين. في صيغته الحالية يسعى الحزب لان يكون صيغة انقى واكثر ايديولوجية لليكود. هذه بالضبط الرسالة التي يسعى ساعر لان ينقلها من خلال حزبه.

في الوسط – اليسار الحزب المتماسك، الآمن هو يوجد مستقبل. وقد يبدو هذا مفارقةولكن هذا هو الوضع بعد تفكك أزرق أبيض: عندما يتفجر ويتفكك كل شيء  من حوله، ينجح لبيد في الحفاظ على الاطار. وهو معفي من أن يثبت للناخبين بانه يجتاز نسبة الحسم. ليس هكذا حزبي العمل وميرتس: واجب الاثبات عليهما.

ليس لنا من نعتمد عليه، يقول الشعار الانتخابي الجديد لشاس. يخيل أن شاس نجح هذه المرة في ان يصيب روح ناخبيه كل الاحزاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى