ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم ناحوم برنياع – المغرب في ايدينا

يديعوت– بقلم  ناحوم برنياع – 11/12/2020

اعتراف ترامب بضم المغرب للصحراء الغربية قد يذكر مؤيدي ضم الضفة لماذا ليس  نحن ايضا “.

عشرة اسابيع تفصل بين يوم الانتخابات واداء الرئيس الجديد اليمين القانونية. الرئيس القائم يخفض في هذه الفترة مستوى الاهتمام. يحرص على النقل المرتب للحكم مع الادارة التالية، يقلل من المبادرة، يقلل من الظهور. واذا ما اضطر لان يتخذ قرارا هاما- فانه يتوصل اليه بالتنسيق مع الرئيس المنتخب. وهذا ما يسمى في اللغة السياسية الامريكية “اوزة عرجاء”.

اما ترامب فيحطم ايضا هذه التقاليد. قد يكون اوزة، ولكن بالتأكيد ليست عرجاء: انتصار بايدن في الانتخابات دفعه لان ينتقل الى نشاط رئاسي. فهو يرغب في أن يطبع على امريكا وعلى العالم ختما لا ينسى. والاهم من هذا، ان يضعه الالغام في طريق بايدن الى البيت الابيض. ومثل آندي غارسيا في فيلم “ترتيبات اخيرة في دنفر”، فهو ملزم بان يتوقف عن ترتيب كل شيء قبل نزول الستار.

في هذه الاثناء، تخرج اسرائيل كاسبة – وكاسبة بقوة. منذ عشرات السنين واسرائيل تقيم منظومة علاقات شبه سرية مع سلسلة من الدول الاسلامية. نحن العشيقة. نحن المرأة التي يطلبون ودها في الغرف المغلقة ولكنهم يخجلون من الخروج معها الى الشارع. اتفاق اوسلو فتح الباب للخروج من الخزانة. رابين وبيرس بدآ؛ ترامب ونتنياهو يكملان الان الناقص. كل الاحترام.

المغرب هي قصة منفصلة. اسرائيل توجد هناك منذ منتصف القرن الماضي. ليس في مكانة العشيقة، بل في مكانة الزوجة العرفية. فالعلاقات الوثيقة مع الاسرة المالكة ولدت علامات طريق هامة في حياة الدولتين: الهجرة الجماعية، قضية ابن بركة؛ استضافة المحادثات التي شقت الطريق للسلام مع مصر؛ فتح بوابات المغرب على مصراعيها امام السياح والاعمال التجارية من اسرائيل وغيرها وغيرها.

وصلت الى المغرب لاول مرة في ايلول 1994، في طائرة رئيس الوزراء رابين. واستقبل الملك حسن الثاني الاسرائيليين بعناق حار. عرض على القيادة الاسرائيلية ابنه، اليوم الملك محمد السادس. عدت والتقيت الملك حسين عندما سافرت الى هناك بصحبة سياسيين اسرائيليين سليلي اللمغرب ممن قربهم الملك اليه. كان بينهم رافي ادري، شلومو بن عامي، مئير شطريت وآخرين. اليهود المغاربة عملوا كوزراء ومستشارين قريبين في بلاط الملك. مئات الاف الاسرائيليين زاروا المغرب منذئذ: التقوا شعبا وديا، طيب المزاج، مرحب ومضياف.

المغرب هي دولة كبيرة وهامة، كلما كانت العلاقات معها اكثر علنية هكذا يكون اسهل على السعودية وعلى سلسلة من الدول الاسلامية الاخرى رفع مستوى علاقاتها مع اسرائيل. ابو مازن الذي رأى في اعتراف الدول السنية باسرائيل ورقة مساومة في المفاوضات فقد في الاشهر الاخيرة احد ذخائره الاهم. السؤال  هو ماذا سيحصل بعده، الى اين سيتدحرج اليأس الفلسطيني.

ان استمرار التطبيع مع المغرب – فتح مكتب ارتباط علني، رسمي، ورحلات جوية مباشرة – جاء مع الثمن. بالضبط مثل التطبيع مع الامارات، لا تأتي اي بشرى بالمجان. فقد وعد ترامب الملك المغربي بالاعتراف بالمقابل بضم الصحراء الغربية الى المغرب. هذه المرة كانت هذه هي الصفقة.

الصحراء الغربية هي ارض صحراوية قليلة السكان، مساحتها اكبر بعشرة اضعاف من مساحة اسرائيل. منذ أخلت اسبانيا المنطقة يدور صراع الى مستقبلها: المغرب من الشمال وموريتانيا من الجنوب تريدانها كل واحدة لنفسها، والسكان المحليون يريدون أن يقيموا بها دولة خاصة بهم. في هذه الاثناء موريتانيا تتراجع والمنطقة توجد في قسم منها تحت احتلال غربي وفي قسم آخر تحت سيطرة جبهة البوليساريو، منظمة عصابات محلية.

المغرب لم يكتفِ بالحكم العسكري: بل وطن مستوطنين في المنطقة. وحسب معطيات مختلفة فان عدد المستوطنين يساوي او يفوق اليوم عدد السكان الاصليين. المغرب يريد أن يضم؛ المؤسسات الدولية والغالبية الساحقة من الدول ترفض الاعتراف بالضم. ولضيقه، يتطلع ملك المغرب الى البيت الابيض برئاسة ترامب.

فهل هذا يذكر باسرائيل والمناطق؟ هكذا تماما. صحيح أن الصحراء الغربية لا تساوي في اهميتها الضفة الغربية من حيث تاريخ الاديان الثلاثة، الجغرافيا المختلفة والديمغرافيا المختلفة، ولكن الضم هو ضم وترامب هو ترامب. الاعلان عن الاعتراف بالضم جاء في تغريدة كتبها. مشكوك أن يكون للتغريدة اهمية: يحتمل أن تتبدد بنفسها مثل التغريدة التي أعلنت عن اعتراف ترامب بهضبة الجولان.

ولكن اذا كان ترامب في مزاج الضم، فقد تكون هنا فرصة متكررة للسياسيين من اليمين ليعودوا ليذكروا نتنياهو الذي وعد بالضم ولم ينفذ: الصحراء الغربية كسابقة. صحيح انهم وعدوا الامارات الا  يضموا الضفة، ولكن في ايامنا الوعود هي امر سائل. لماذا الصحراء فقط؟ الى الامام بالضم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى