ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – العُسر

يديعوت– بقلم  ناحوم برنياع– 11/5/2021

لقد فشلت الحكومة الحالية ليس لانها يمينية اكثر مما ينبغي أو  يسارية اكثر مما ينبغي بل لانها فرت من القرارات. اذا كان هذا ما يعده لنا الثنائي بينيت لبيد فسنحصل على حكومة جمود، وليس حكومة تغيير “.

حطمت حماس امس القواعد: سبعة صواريخ اطلقها نحو القدس خلقت وضعا جديدا هو من ناحية اسرائيل لا يطاق. توجد  للنار تداعيات فورية على الواقع في المنطقة، في القدس، في الضفة وربما ايضا في الحدود الشمالية وفي الوسط العربي. للمدى البعيد يضع هذا في علامة استفهام قوة الردع للجيش الاسرائيلي. لا مفر من العمل، بشدة وبقوة.

رغم المشاعر التي يثيرها يوم كهذا، لا مفر من قول الحقيقة: اسرائيل دفعت امس ثمنا باهظا على الخيار الذي اتخذه رئيس وزرائها. فالواقع المعقد في الضفة وفي غزة اجبر نتنياهو على أن يحسم هل سيدفع الى الامام بالتعاون مع السلطة الفلسطينية  أو، كبديل، يضعف السلطة ويعزز قوة حماس. ابو مازن والسلطة تحديا نتنياهو في الساحة الدولية: وفرا تذكيرا دائما بآنية الاحتلال. اما حماس  فخرقت بين الحين والاخر الهدوء في بلدات الغلاف، وجرت اسرائيل مرة كل بضع سنوات الى جولة قتالية ولكنها لم تهدد سياسته. فقرر نتنياهو الا يقرر، وآمن بانه يمكنه ان يفرق ويسد. عمليا، فضل حماس.

ان النار على عاصمة اسرائيل امس تستوجب اعادة احتسار المسار. قبل كل شيء الجمهور ملزم بان يفهم بان السياسة القائمة باءت بفشل ذريع. مثلما حيال ايران، هكذا ايضا بالتصدي للفلسطينيين: في الساحتين تواجه اسرائيل أمرا عسيرا. ليس لها حل: اعمال عسكرية  يمكنها ان تحبط خطوات او تؤخرها، ولكن ليس بوسعها ان تنمي حلولا.

هذا صحيح ايضا بالنسبة لحكومة التغيير، اذا ما قامت. فالتوافق الذي تحقق بين الاحزاب المشاركة في المبادرة للامتناع عن كل حسم في المواضيع موضع الخلاف هو وصفة عابثة. لقد فشلت الحكومة الحالية ليس لانها يمينية اكثر مما ينبغي أو  يسارية اكثر مما ينبغي بل لانها فرت من القرارات. اذا كان هذا ما يعده لنا الثنائي بينيت لبيد فسنحصل على حكومة جمود، وليس حكومة تغيير. حماس ينبغي تحييدها. لا يكفي القصف من الجو، ولا بحك هوامش قطاع غزة، مثلما حصل في الجرف الصامد. هذه الاعمال لا تغير قواعد اللعب كما تفهمها قيادة حماس. يجب الضرب بشدة للذراع العسكري في غزة، المعالجة بقبضة حديدية لبنى حماس التحتية في القدس وفي الضفة وبالتوازي ترميم العلاقات بين اسرائيل والسلطة وبين اسرائيل والاردن. أثمان ستدفع: باستثناء ان نتنياهو يوهم نفسه بانه توجد وجبات بالمجان.

لقد اتخذ الجيش الاسرائيلي في الايام الاخيرة عدة خطوات دفاعية انقذت حياة الناس: تسعة كتائب  مشاة دفعت للمرابطة في الضفة: الحركة على طرق الغلاف في سكة القطار توقفت. القصف في الليل على اهداف لحماس كان  مكثفا. السؤال هو ماذا سيتم لاحقا، اذا كان سيتم على الاطلاق.

ان الاشتعال العنيف في اثناء رمضان لم يكن قدرا من السماء. وقد ساهمت قيادة السلطة بدورها في مناورة الانتخابات البائسة لابو مازن، في انشقاقها، في ضعفها. وساهمت شرطة اسرائيل بدورها، في عدة قرارات مهزوزة، في توقيت سيء. يضاف اليها بن غبير وعصبته، مشعلو النيران من الشيخ جراح؛ وفي القائمة ايضا المروجون للحجيج الى الحرم، النواب المتحمسون وبعض محللي اليمين. القدس جديرة بحراس مسؤولين اكثر، ناضجين اكثر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى