ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم ناحوم برنياع- الصهيانة بشيكل

يديعوت– بقلم  ناحوم برنياع– 2/11/2020

اذا كان حتى الاصوليون الرافضون للصهيونية قد انضموا اليها على سبيل جني المكاسب. واذا كانت الصهيونية لا تهم الا اعداءها، فلماذا لا تُضم القائمة المشتركة اليها ايضا؟ “.

تبدأ معظم القصص السياسية بالايديولوجيا وتنتهي بالفساد. وفي احيان نادرة تحصل لنا قصة معاكسة، قصة بدايتها بالفساد ونهايتها بالايديولوجيا. ولن يستطيب الاصوليون في بني براك هذه القصة؛ ولا العلمانيين المتزمتين في ميرتس. قصة سيئة مع نهاية جيدة: لا يوجد شيء اكثر بهجة من أن نبدأ به يوما خريفيا.

قبل نحو عشرة ايام اجري الكونغرس الصهيوني الـ 38. اجري ولم ينعقد: فبسبب الكورونا دارت المداولات بالزوم. لم يكن للمداولات صدى ولم  يكن معنى. منذ عشرات السنين لم تعد المؤسسات الصهيونية اكثر من صندوق يسجل. المال يأتي في معظمه من الصندوق القومي، من بيع الاراضي، كل خمس سنوات ينعقد الكونغرس، وتوزع الغنيمة.

وهكذا، ما يفعلونه في الحكومة بحذر، خشية تحقيق الشرطة او الكشف الصحفي، في المؤسسات الصهيونية يفعلونه من قمة خشبة القفز. وظائف للمتفرغين من الدرجة الثالثة، اموال لاهداف حزبية، سفريات، تشريفات. في المؤسسات الصهيونية لا توجد معارضة: كلهم، من شاس وحتى ميرتس يمدون ايديهم الى الصحن. الشخص المتفائل على نحو خاص سيسمي هذا الترتيب عدالة توزيع؛ اما الشخص الاقل تفاؤلا فسيسميه فساد.

ميكي زوهر – قوة، مال، شرف –عثر على فرصة. لماذا التوزيع للجميع، سأل نفسه، اذا كان ممكنا التوزيع لكتلة اليمين فقط. كل المظلومين، الاصلاحيين، المحافظين، احزاب الوسط – اليسار، اجتمعوا في جلسة طواريء وهددوا: نحن سننسحب من الحركة الصهيونية. في الليكود ذعروا واعدوا اتفاقا جديدا، اعطى لكل حزب قطعة من الكعكة. هذه قصة الاطار.

القصة الداخلية مشوقة اكثر بكثير. الى المؤسسة الصهيونية انضم هذه المرة قطاع جديد – القطاع الاصولي. الكتلة التي تمثله تسمى “البلاد المقدسة”، اسم يعبر، مقلوب على مقلوب،  عن حقيقة أن الكتلة تعتمد على دعم الاصوليين من الولايات المتحدة، وليس الاصوليين في اسرائيل. لديهم حس دعابة، اولئك السياسيون الاصوليون.

ظاهرا، هذه هزة ارضية. فكراهية الصهيونية هي جزء جوهري من المذهب الفكري الاصولي،  من الطريق الذي يعرف فيه نفسه، من الصيغة التي تسمح له بان يبني حوله اسوار الغيتو. الصهيونية هي تدنيس لاسم الرب. مسيحانية كاذبة. الحاخامون، عظماء الجيل، يتهمون الصهيونية بكل المصائب التي  وقعت للشعب اليهودي، وعلى رأسها الكارثة. نعم، الكارثة. الصهيونية تسببت بها والصهيونية رفضت الانقاذ.  وهم يربون اجيالا من الاولاد على هذه الاسطورة الزائفة. الحاخامون الليتوانيون حادون في  كراهيتهم للصهيونية بقدر لا يقل عن الادموريين المتطرفين في الدواوين الحسيدية.

الى الكراهية للصهيونية انضم كراهية اخرى، حديثة العهد اكثر – الكراهية للاصلاحيين والمحافظين. فالنواب الاصوليون مستعدون لان يصافحوا العلمانيين الواضحين ولكنهم يرفضون ان يتواجدوا في غرفة واحدة مع حاخام أو حاخامة اصلاحيين.

وها هي ديغل هتوراة، ممثلة الليتوانيين في الحزب الاصولي، تنضم الى الهستدروت الصهيونية. وهي تفعل ذلك بغطاء امريكي، ولكن الايادي ايادٍ اسرائيلية. موشيه جفني، النائب الكبير عن ديغل هتوراة تحفظ ولكن رجاله فعلوا ما يجب. اسحق  فندروس، رفيقه في الكتلة اعطى تأييده، وشموئيل ليتوف، مقربه، مدير عام بلدية بني براك جاء ليمثل الحزب في  الادارة الصهيونية.

في الاتفاق لتوزيع الغنيمة،يوجد توقيع ممثل الاصوليين فوق توقيع الحاخام جلعاد كريف، ممثل الاصلاحيين. ويدعو الاتفاق الى “دفع الصهيونية الى الامام وتعزيز مركزية دولة اسرائيل”، ليس أقل.

عندما دعي اعضاء الادارة الصهيونية  لتقديم اعلان الولاء، اختفى ليتوف، المندوب الاصولي فجأة. للحركة الصهيونية اختفى فجأة المندوب الاصولي. واحد من اعضاء الادارة روى لي بانهم دعوه باسمه بضع مرات ولم ينالوا جوابا.

على نحو مفاجيء، لم يثر الانضمام الاصولي للحركة الصهيونية اهتماما في وسطهم. والجهة الوحيدة التي رفعت صوت صرختها كانت الجناح المقدسي. الناطقة بلسانه، “هبلاس” خرجت بعنوان كبير يتهم القائمة بـ “الاعتراف بالفكرة الصهيونية وبشراكة معيبة مع تيارات كافرة”. “ثغرة رهيبة”، كتبت الصحيفة، “تجاوز  لكل الخطوط الحمر”. الاعلام الاصولي، الذي ينفعل لكل كلمة، لم يتأثر.

الدرس رقم 1: انتخاب القرارات الاصولية اكثر مرونة بكثير مما درج على التفكير. لا حاجة للتأثر بكل صرخة نجدة، بكل تهديد. من الحاخامين المستعدين للارتباط بالصهيونية والجلوس مع الاصوليين مسموح المطالبة بان يستجيبوا لتعليمات الكورونا، حتى عندما يكون هذا اغلاق مدارس التوراة الابتدائية.

الدرس رقم 2: ليس متأخرا مطالبة الصهاينة الجدد بان يصلحوا، ولو قليلا، النصوص التي يغرسونها في تلاميذهم، المزايدات التي يطلقها الحاخامون. فليقرروا ما الذي يريدونه. ان يشربوا من حليب البقرة أم ان يذبحوها.

الدرس رقم 3: الصهيونية تعلى اليوم  فقط على لسان من يكرهها. اما الاخرون فلا تهمهم الا كمصدر مالي.

الدرس رقم 4: أولم يحن الوقت لضم القائمة المشتركة للحركة الصهيونية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى