ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم ناحوم برنياع – أهنت وكرهت ايضا

يديعوت– بقلم  ناحوم برنياع – 13/11/2020

ترامب قد يستغل الاسابيع المتقبية ليتخذ قرارات تنغص حياة بايدن كالاعتراف بجزء من الضفة او تشديد العقوبات على ايران بل وحتى الوصول الى مواجهة عسكرية معها“.

في الرابع من شباط 2018 جرت في مينيابوليس، منسوتا، المباراة النهائية لكرة القدم الامريكية.  فقد لعب فريق نيوانجلند باتريوت ضد فيلادلفيا ايغلز منافسه الذي لم يحصل على اللقب ابدا. وانتصر فريق فيلادلفيا 33:41.  وكانت مسيرة النصر بعد المباراة احد الاحداث المفرحة التي عرفتها المدينة. وأكبر من هذه الفرحة كانت الفرحة التي تبينت فيصباح السبت عندما قدمت فيلادلفيا الاصوات التي منعت  عن ترامب ولاية ثانية.

توجد هنا قصة. في كل سنة درج البيت الابيض على أن يدعو لاعبي الفريق المنتصر الى البيت الابيض في صورة مشتركة مع الرئيس. رفض ترامب دعوة الايغلز. وكانت الاهانة كبيرة، لا تغتفر. ففيلادلفيا تتنفس وتعيش الرياضة: ومدينتها الرياضية هي مواساتها في الايام الصعبة. وهذه السنة في اثناء مظاهرات الاحتجاج في المدينة، اكثر ترامب من توجيه الاهانات للسكان ولقيادة المدينة. فيلادلفيا هي مدينة مختلطة: يوجد لها تاريخ فاخر، ثقافة غنية وجامعات رائعة والى جانبها فقر مدقع، مخدرات وجريمة. في نظر ترامب فان خطيئتها الكبرى هي ولاءها للحزب الديمقراطي.

سجل السكان امامهم المهانة وردوا بناء على ذلك. قبل أربع سنوات انتصر ترامب في بنسلفانيا، باغلبية صغيرة. كان احد اسباب الانتصار هو عدم الاكتراث النسبي للناخبين السود في فيلادلفيا. اما هذه المرة فقد صوتوا بجموعهم. سياسة، رياضة، وطنية محلية ولون كلها تسير معا.

الدرس واضح: احذر من تهينه؛ اليوم أهنته، وغدا ستتلقى الضربة  منه. يمكن لترامب ان يقول دفاعا عن نفسه بانه لم يميز ضد فيلادلفيا: فقد اهان الجميع.  وهو يواصل ما كان عليه هذه الايام ايضا بوتيرة متسارعة: اتلقى كل يوم نحو 50 رسالة الكترونية، موقعة من ترامب، نائبه، ابنائه، كنته وقيادته الانتخابية. الانتخابات سرقت، سطي عليها، زورت، هكذا يصرخون. الديمقراطيون ووسائل الاعلام اليسارية سرقوها. والنصوص دنيئة، هستيرية، لا توجد ادلة. سأل ترامب “هل يمكنني أن اعتمد عليك؟” وهو لا يتوقع جوابا، بل مال فقط. كل دولار اتبرع به للصندوق الجديد الذي اقامه لتمويل صراعه، سيتضاعف الف مرة.

عند مراجعة نتائج الانتخابات في الولايات  لمترددة يسهل على المرء ان يفهم ترامب. قبل اربع سنوات كان له حظ مجنون: فقط فاز في هذه الولايات المتحدة بفارق بضعة الاف الاصوات. اما هذه المرة فانتقل الحظ الى بايدن. بعد احصاء 99 في المئة فأكثر من الاصوات، بقي فارق اقل من 50 الف في بنسلفانيا، اقل من 13 الف في ايرزونا، 36 الف في نفادا، 20 الف في ويسكنسون. ناخبون أكثر بقليل في الجوانب الريفية من بنسلفانيا وويسكنسون؛ اقل بقليل من الناخبين الهسبانيين في اريزونا والسود في جورجيا – فكان الانتصار له.

يمكنه أن يستأنف النتائج. عندما يكون الفرق صغيرا بهذا القدر يكون الاستئناف خطوة مشروعة. ولكن ترامب لا يستأنف على النتائج بل على قواعد اللعب، على مجرد النظام. كل نتيجة لا تكون انتصاره يجب أن تكون مؤامر ظلامية، جريمة لم يسبق لها مثيل. لماذا؟ هكذا. وفي هذه الاثناء، ينجر وزراؤه وحزبه وراءه. في اسرائيل يعرفون الظاهرة.

عشرة الاسابيع المتبقية حتى دخول بايدن الى البيت الابيض كفيلة بان تكون مشوقة. وهذه تكون عموما فترة هادئة. فالرئيس المنصرف يستضيف الرئيس المنتخب في مكتبه. يعدان بان يتركا وراءهما خصام  الانتخابات وخدمة كل الامريكيين. ويجري الرئيس المنصرف وفريقه سلسلة من الاطلاعات للفريق الجديد. المنصرف يتشاور مع المنتخب او على الاقل يطلعه قبل كل قرار هام. ما يمكن تأجيله، يؤجل، ليس هو الزمن للثورات. زميلي شمعون شيفر وأنا رأينا الرئيس بوش في البيت الابيض في كانون الاول 2008، قبل شهر من نقله المفاتيح لبراك اوباما. هذا المكان الهائج، مركز اعصاب العالم كان هادئا على نحو عجيب، مثل كوخ سياحي في الكورونا.

ولكن ترامب يروي في هذه اللحظة قصة اخرى. فهو يعتزم ان يستخدم كل القوة التي تعطيه اياها الدولة. فوزارة العدل ستحقق في التزويرات في صنادق الاقتراع. والوزراء سيقالون. ووزراء آخرون سيعينون. والعزف الموسيقي على التايتنك سيتواصل. واحد المجالات التي يمكن ان يعمل فيها هو السياسة الخارجية. روب مالي وفيليت غوردون، مسؤولان كبيران في الادارات السابقة نشرا مقالات في “نيويورك تايمز” ادعيا فيه بان ترامب كفيل بان يعترف بضم جزء  من الضفة، يشدد العقوبات على ايران بل وربما يصل الى مواجهة عسكرية معها.  وسيكون الهدف تنغيص  حياة بايدن. مع الزمن يمكنه أن يلغي معظم الخطوات، ولكن سيتعين عليه أن يدفع ثمنا سياسيا. هذا سيناريو متطرف، ولكن لدى ترامب، في مزاجه الحالي، من الصعب أن نعرف. كل انواع الافكار يمكنها أن تطرأ على رأسه في طريقه الى ملعب الغولف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى