ترجمات عبرية

 يديعوت – بقلم  ناحوم برنياع – أن تكون شنيتسل في فيينا

يديعوت – بقلم  ناحوم برنياع- 29/11/2021

” بشائر طيبة لن تأتي من محادثات النووي في النمسا. وقف المشروع الايراني هو مصدر ازعاج وعبء في ادارة بايدن ولشدة الاسف في طهران يعرفون هذا. على حكومة اسرائيل ان تستعد لكل سيناريو، وان  تفهم بان ايران ستصل الى قدرة نووية في ورديتها”.

كولين كاهل هو نائب  وزير الدفاع الامريكي للشؤون السياسية. قصة حياته السياسية مشوقة: في ثماني  سنوات رئاسة اوباما تولى بداية منصب نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الاوسط؛ ولاحقا تولى منصب  مستشار الامن القومي لنائب الرئيس بايدن. وكان مشاركا بعمق في المفاوضات على الاتفاق النووي مع ايران  وفي تسويقه للكونغرس. وهذا دفع حملة ترامب لان تستاجر خدمات شركة التجسس الاسرائيلية “بلاك كيوب” لتصفيته السياسية. اتهموه بانه يتلقى اموال الرشوة من ايران وانه يخون زوجته. ولم يكن للادعاءين اساس. في 2013 كتب ورقة  موقف تحت عنوان “اذا فشل كل شيء: التحديات في احتواء ايران مسلحة بالنووي”. توفر الوثيقة اطلالة ناعمة على طريقة تفكير كبار مسؤولي ادارة بايدن عشية المحادثات التي تبدأ في فيينا اليوم. ولعله  من  الاصح  أن نقول  اطلالة  منغصة.

من الافضل منع ايران من  الوصول الى هناك، كتب كاهل. ومع ذلك ينبغي الاخذ بالحسبان ان الامر من شأنه ان يحصل. في هذه الحالة لن يكون مفر من الاحتواء. 

العنصر الاول في خطة الاحتواء هو ردع ايران عن استخدام سلاحها النووي. سيتعين على الولايات المتحدة أن تهدد صراحة بعملية رد اذا ما استخدمت ايران او هددت باستخدام السلاح النووي؛ وسيتعين عليها ان تعزز التزامها لحلفائها في المنطقة وان تبسط فوقهم مظلة امنية، شريطة أن يتعهدوا الا يطوروا قدرات نووية خاصة بانفسهم؛ يتعين عليها أن تقدم لاسرائيل ضمانة نووية وان تتفق مع حكومة اسرائيل على خطوات تعزز مصداقية الرد النووي الاسرائيلي؛ واخيرا اخيرا، ان تحسن قدرة الاستخبارات على العثور وعلى الاحباط للارهاب النووي. 

واضاف الى ذلك قائمة طويلة من الخطوات المتشددة في مجال الدفاع، المنع والتفكيك للسلاح النووي. هذه الخطوات، كما يعترف، ستجبر الادارة على الخروج عن سياستها الخارجية. وهو يقصد اوباما، ولكن اقواله ذات صلة ببايدن ايضا. فبايدن يسعى لان يركز سياسته الخارجية على الصين وعلى روسيا، وعلى حل مشكلة المناخ ووقف الهجرة  غير القانونية من وسط امريكا. أما  منع المشروع النووي فهو عبء، مصدر ازعاج. لشدة الاسف، يعرف الايرانيون هذا.

لا يقدر اي محفل جدي في اسرائيل بان النظام الايراني يعتزم اطلاق قنبلة ذرية نحو الكريا في تل أبيب. هذه ليست القصة. لكن كل حكومة في اسرائيل عليها أن تأخذ بالحسبان ان المسدس النووي الذي سيوضع على الطاولة في المعركة التالية من شأنه ان يطلق النار في المعركة التي تليها. أمريكا يمكنها أن تعدنا بضمانات كثيرة، ولكن في النهاية التهديد المباشر هو علينا فقط. ولهذا فمعلل استثمار المقدرات في الردع، في الدفاع وفي الهجوم ايضا . اذا كان هجوما وقائيا اسرائيليا ممكنا واذا كان الثمن محتملا. كل هذا يبدو بعيدا في هذه اللحظة، غير مهدد، منقطع عن الحياة الحقيقية. عندما يفكر الاسرائيليون عن فيينا – فان انتشار الكورونا هناك يقلقهم اكثر من الانتشار النووي. ولكن عميقا في القلب يعرفون بان الوباء مؤقت. فهو سيجبي ثمنا في الارواح، في الاقتصاد، في السياحة الصادرة والوافدة، وبعد ذلك سيختفي. اما الايرانيون فسيبقون بعده. 

يستأنف الوفد الامريكي المفاوضات باحساس متشائم. والتقدير السائد هو ان الايرانيين غير معنيين في هذه اللحظة باتفاق: هدفهم هو  كسب  الوقت. يحتمل أن يتفضلوا بالوصول الى اتفاق جزئي، يجمد مؤقتا التخصيب وبالمقابل يلغي جزءا كبيرا من العقوبات. في داخل الفريق الامريكي يوجد جدال حول طبيعة مثل هذا الاتفاق. لا توجد حماسة. اما في حكومة اسرائيل فيرفضون مثل هذا الاتفاق رفضا باتا: فهو لن يزيل التهديد ولكنه سيحرر اموالا ايرانية لاهداف عسكرية اخرى. مهما يكن من أمر، فان البشائر الطيبة لن تأتي من هناك – اسرائيل هي الشنيتسل في المطبخ الذي سيفتح اليوم في فيينا. 

يمكن ان نكتب الكثير  عن رهان نتنياهو الذي لم ينجح، عن قراره شن حرب عالمية ضد الاتفاق اياه، ويفقد على الطريق التأييد التاريخي لاسرائيل من الحزبين، ان يفشل في الكونغرس، ويتجاهل كل من فهموا بان الاتفاق هو اهون الشرور وان يصب همه على انتصار ترامب في الانتخابات وانهيار النظام الايراني. كل هذا هو مثابة حليب سكب: لا معنى للبكاء عليه. يوجد اليوم في القدس حكومة اخرى، وايران ستصل الى حافة النووي في ورديتها. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى