ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  ناحوم  برنياع – أقل مما ينبغي، متأخر اكثر مما ينبغي 

يديعوت – بقلم  ناحوم  برنياع- 17/1/2022

” الحملة التي ادارها نتنياهو ضد الشرطة والنيابة العامة خلقت واقعا يحرم الطرفين من الاساس الاخلاقي للتوقيع على الصفقة. الاسرائيليون ينقسمون الى قسمين في هذه القضية ومن الافضل لمثل هذا الخلاف ان تحسمه المحكمة وليس صفقة تحاك في الخفاء “.

الصفقات القضائية هي اضطرار قسري. فهي توفر المال للدولة، تخفف من العبء على المحاكم وتقصر عذابات القضاء عن المتهمين. في حالة نتنياهو يوجد مبرر اضافي، ثقيل الوزن، في صالح الصفقة القضائية: الصفقة ستؤدي الى مهلة في الحملة العنيفة للبيبيين ضد سلطات القانون. افيحاي مندلبليت يمكنه أن يسير بارتياح الى كنيسه؛ ليئات بن آري  ستتمكن من ان تطلق سراح حراسها. 

اقل مما ينبغي ومتأخر اكثر مما ينبغي: هاتان هما العلتان الاساسيتان في الصفقة المطروحة على الطاولة. ويوجد ضرر اضافي، عرضي، زائد تماما: الضرر الذي يلحقه هذه الايام أهرون باراك بتراث المحكمة العليا وبنفسه.

عميت حداد وبوعز بن تسور محاميا نتنياهو، بدآ قبل بضعة اشهر فحص امكانية الصفقة القضائية. لم يقولا لزبونهما انه مذنب: هذا ليس ما يقوله المحامون. قالا له ان ايداع مصيره في ايدي القضاة سيكون نوع من الرهان. فلن يكون ممكنا ابدا معرفة كيف سينتهي هذا. ينبغي تقليص المخاطر. 

عندما قال المحامي يعقوب فاينروت الراحل اقوالا مشابهة لنتنياهو رفض السماع. في هذه الاثناء تغير الوضع. أربع مرات حاول اقامة ائتلاف ينقذه من المحاكمة وفشل. الاستطلاعات لا تعده بالخير. احتمال ان يقضي بضع سنوات اخرى في المعارضة، في دور النسغ الذي يبقي على قيد الحياة ائتلاف بينيت لبيد لم يسحره. فأنصت. الفكرة، باستخدام أهرون باراك كرسول لامر الصفقة، كانت لنتنياهو. فقد عرف باراك جيدا، قوته وضعفه. سافر اليه الى بيته الى تل ابيب، ذكره بتعاونهما في الماضي، كيف منع مرتين تشريعا عارضه باراك وتركه يشعر بان كل شيء في يديه. هو يمكنه أن ينقذ جهاز القضاء من الخراب والدولة من المصيبة. “ينبغي انقاذ الدولة” هذا ما قاله باراك لمندلبليت. 

واصل الضغط على مندلبليت هذا الاسبوع ايضا، بعد ان انكشف تدخله. وبزعم مصدر عليم، منذ نشر بن كسبيت يوم الاربعاء الماضي لم تجرى مفاوضات. لمندلبليت توجد جبهة داخلية يحتاج لان يعنى بها. الوحيد الذي توجه وحاول الاقناع كن باراك.

 لماذا متأخر اكثر مما ينبغي؟ لان الحملة التي ادارها نتنياهو ضد الشرطة والنيابة العامة خلقت واقعا  يحرم الطرفين من الاساس الاخلاقي للتوقيع على الصفقة. فالاسرائيليون منقسمون الى قسمين في هذه القضية. ومن الافضل مثلما قال في حينه الرئيس ريفلين أن تحسم المحكمة مثل هذا الخلاف، وليس صفقة تحاك في الخفاء. 

لا توجد سابقة للحملة التي ادارها نتنياهو: لا في قراره  جعل الساحة السياسية كلها رهينة،  ان تهتز بسبب محاكمته من انتخابات الى انتخابات، بلا ميزانية دولة؛ لا توجد سابقة للاتهامات التي وجهها لجهاز انفاذ القانون: ملاحقة سياسية، حياكمة ملفات، انقلاب سلطوي. كان متهمون، بمن فيهم شخصيات عامة، ممن هاجموا النيابة العامة في الماضي. كان هذا حقهم، لكن احدا لم يتهم المؤسسة كلها بمؤامرة جنائية وبالتأكيد ليس من المنصة التي اعطيت لرئيس وزراء، وبالتأكيد ليس من أروقة المحكمة، محوط بوزراء حكومته. 

يدعي مندلبليت بان الحدث في المركزية في القدس سيذكر الى الابد. وهو لن يذكر الى الابد اذا غلف بصفقة قضائية مراعية. لعل هذا معقول من ناحية قضائية: أما من ناحية جماهيرية واخلاقية فان نتنياهو فقد حقه في المراعاة. 

لماذا اقل مما ينبغي؟ هناك اناس يتمنون اللحظة التي يدخل فيها نتنياهو السجن. لست منهم. ولكن الافعال التي يطالب هو بالاعتراف بها ينبغي أن تمنعه من ان يعود الى السياسة. توجد عدة امور اساسية ناقصة في الصفقة المتشكلة الان. ينقصها مطلب اعادة المال والامتيازات التي تلقاها هو وزوجته في اطار ملف 1000. غرامة مئات الاف الشواكل كانت ستبث رسالة صحيحة؛ ينقصها تعهد قاطع من نتنياهو للتغيب عن الساحة العامة في السنوات السبعة التالية، سنوات العار؛ ينقصها النص الذي يتعهد فيه نتنياهو بان يقوله في المحكمة. الموضوعان الاخيران حرجان: العار هو عمليا العقوبة الوحيدة التي ستفرض عليه. توجد لديه طرق للتملص منها. والاعتراف: نتنياهو سيفعل كل ما في وسعه كي لا يعترف بالمخالفات التي سيدان بها. سيبث لمويديه انا بريء. دفعت ضريبة كلامية للنخبة، من أجل الوطن. هذه الاسطورة ستواصل التحريض، التسميم، التهديد. 

لماذا الحق باراك ضررا؟ تدخله لم يغير شروط الصفقة. هذا ما كان على الطاولة كل الوقت. فقد جند لمهمتين: احباط المعارضة في داخل النيابة العامة؛ واساسا، لتلطيف رأي الجمهور في الخارج. الدولة لم ينقذها ولكن  لتراثه تسبب بضرر كبير. 

اذا ما وقعت الصفقة فستنتقل الكرة الى ملعب رئيس الدولة. رئيسا وزراء سابقان، ايهود اولمرت وبنيامين نتنياهو، سيطلبا منه شطب سجلهما الجنائي، وهكذا يشطب العار. اولمرت تحرر قبل خمس سنوات. بقيت له سنتان. مشكوك أن تكون له في هذه اللحظة تطلعات سياسية. اما لنتنياهو بالذات فتوجد. محامو نتنياهو سيقترحون صفقة رزمة: شطب العار للاثنين. فهل سيعرف هرتسوغ كيف يقول لا؟ لست واثقا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى