ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم ناحوم برنياع  –  أعدنا الثقة

مقابلة مع السفير الامريكي الجديد في اسرائيل توم نايدز

 يديعوت – بقلم ناحوم برنياع  – 14/1/2022

” مقابلة اولى مع السفير الامريكي الجديد في اسرائيل توم نايدز. لست ايديولوجيا، جئت لاعمل. حققنا الثقة ودعمنا لاسرائيل ثابت ومضمون “.

تقع السفارة الامريكية في أرنونا، وهو حي مقدسي مقصي، امام صحراء يهودا. المبنى القديم، في شارع هيركون في تل أبيب يذكر بقاعدة عسكرية، كبيرة، قاتمة، اسمنتية. أما المبنى الجديد فيذكر بفندق نُزل، كوخ سياحي لاناس اغنياء جدا. مبنى السفارة لم يبنى بعد، لكن ترامب تباهى بالقدر الزهيد  الذي كلفه النقل. خلف السور الامني الذي يحيط الساحة، تمتد الاراضي المحازة. هم غائبون – حاضرون. 

توماس ريتشارد نايدز، باختصار توم، هو السفير الجديد، رجل الاتصال بين ادارة بايدن واسرائيل وحكومتها. التقينا أول امس في مكتبه في القدس في مقابلة اولى للاعلام الاسرائيلي. نايدز، 61، ينتمي للدائرة الداخلية القريبة من اذن الرئيس. “وزير الخارجية طوني بلينكن وأنا صديقان قريبان”، يقول. “رون كلاين رئيس الطاقم في البيت الابيض، اعرفه منذ 35 سنة. نائبه، ستيف ريكتي، صديق قريب. جيك ساليبان، مستشار الامن القومي وأنا عملنا معا في وزارة الخارجية. وكذا بيل برانز، رئيس السي.اي.ايه، صديق. هذا ليس تباهيا عابثا. فالحميمية، الانصات، الثقة الشخصية، تقرر مكانة السفير في المحور الذي يربط واشنطن بالقدس. ديفيد فريدمان، السفير السابق كان المحامي الذي انقذ ترامب من الافلاس. اذن  الرئيس كانت صاغية لنصائحه. نايدز هو صديق وشريك طريق لجماعة بايدن. هذا ما يدفع بينيت لان يرى فيه رجلا اساس، محطة مركزية في الطريق الى البيت الابيض. هذه ازمنة جديدة مع ادوات لعب جديدة. نايدز يختلف عن فريدمان مثلما يختلف بايدن عن ترامب.

ولد في دولوت، بلدة تضم نحو 90 الف نسمة في ميني منسوتا البعيدة. جالية يهودية صغيرة مع ثلاثة كنس – ارثوذكسي، محافظ واصلاحي. الارثوذكسي خبا واختفى؛ المحافظ امتزج مع الاصلاحي. أبوه كان رئيس الجباية اليهودية، امه رئيسة نساء هداسا. سبعة ابناء، هو اصغرهم، واخت غير شقيقة اخرى. بوب ديلن الذين هو روبرت تسيمرمان، نشأ في بلدة مجاورة. الابوان كانا صديقين. “انا اصلاحي”، هو يقول. “لم نكن متدينين. تربينا على اليهودية كثقافة وليس كدين. كنا نشعل الشموع في عشية السبت، ونحيي الاحياء. وكل طفل يحتفل بسن البلوغ ولدا أم بنتا”. 

عندما تقدم بكتاب اعتماده للرئيس هرتسوغ، اجتاز لحظة محرجة. “لدي هدية خاصة لك”، قال له هرتسوغ. “دعوت الى هنا المعلمة التي علمتك لسن البلوغ. فقد هاجرت الى اسرائيل”. 

“نهضت السيدة من مكانها”، يروي نايدز. “فكرت ماذا سأفعل اذا ما بدأت تسألني أسئلة بالعبرية. اذا كانت ستطلب مني ان اكرر العبارة. فأنا سأدخل في حالة ذعر، امام كل المدعويين. ولحظي لم تسأل”.

بعد سنة – سنتين من احتفال البلوغ سافر الى اسرائيل، رحلة اولى خلف البحر. وكانت التجربة تأسيسية. “زرت عين هشوفيت، نمت في سيناء لدى البدو، طرت في الثالثة صباحا الى متسادا. الرحلة أنارت عيني. تعلمت كم هامة الحركة الكيبوتسية في تاريخ اسرائيل. فهمت  كم هي اسرائيل خاصة وكم هي هشة. بعد سنين، عندما سكنت في واشنطن كنت أقول لاصدقائي تصوروا كيف كانت ستبدو حياتكم اذا كان جيرانكم في ميريلاند او في فيرجينيا يعتقدون انه ليس لكم حق الوجود”.

من ناحيتي، هو يهودي

في عمر شاب دخل الى النشاط في الحزب الديمقراطي. تراوحت حياته المهنية منذئذ بين الحكم والبنوك، بين واشنطن وول ستريت. تسلق بسرعة السلمين، السياسي والاقتصادي: كان واحدا من نواب هيلاري كلينتون في وزارة الخارجية، ادى وظائف رفيعة في بنوك مورغن، ستانلي وكريدت سويس. زوجته منذ 30 سنة، فيرجينيا موزلي، هي نائبة رئيس الاخبار في شبكة سي.ان.ان، احدى الوظائف البكرى في الشبكة. هي تعمل في واشنطن، هو في القدس. 

كان يفترض بزوجتي ان تأتي في عيد الميلاد، ولكنها اضطرت لان تلغي بسبب الكورونا”، يقول. “وهي ستأتي للزيارة بعد اسبوعين، وبعد ذلك مرة في الشهر. لزوجتي توجد مهنة كبيرة خاصة بها. بعدنا عن بعض اقسى علي مما هو عليها: دوما، في كل رحلاتي في العالم كنت اصر على الا ابتعد عنها اكثر من 3 – 4 ليالٍ. نحن عائلة قريبة جدا”.

ابنه ماكس، طالب قانون، انضم اليه في الشهر الاول من منصبه. “الشمعة الثانية في الحانوكا اشعلتها في المبكى، بينما كان ابني وحاخام المبكى يقفان الى جانبي”، روى. 

كلانا ابتسمنا، ام ماكس ليست يهودية. ليس كل ما هو مسلم به في الجالية اليهودية في امريكا مسلم به في القدس. 

“من ناحيتي هو يهودي، وكذا من ناحيته”، قال السفير. “هو يسمي نفسه يهوديا ومؤمن بان يهودي. الآخرون يمكن أن يجادلوا”.

نايدز يسكن في فندق وولدورف استوريا، في مركز القدس. فريدمان، السفير السابق، باع المنزل الفاخر في شارع غاليه تخيلت في هرتسيليا، امام البحر، لشلدون ادلسون. فقد آمن بتثبيت حقائق سياسية بوسائط عقارية.  اما ايجاد المنزل البديل فأبقاه للتالين بعده. 

اذا كنت ذات مرة كتابا عن ولايتك، قلت له، فانه سيسمى “عديم المنزل في القدس”. فقال: “الامر الاخير الذي ينبغي ان يقلق الاسرائيليين هو ترتيبات سكني. في النهاية سيوجد لي بيت وهو سيكون في القدس. البيت في هرتسيليا كان حلمي، لكنهم باعوه”.

المال سيصل

قلت له انت لست دبلوماسيا. الشرق الاوسط ليس مجال اختصاصك. كان بوسعك ان تطلب لنفسك مناصب أعلى في ادارة بايدن. فلماذا سفير ولماذا اسرائيل؟

“كان لي منصب كبير في بنك استثمارات كبير جدا”، قال. “اعتقدت انني اذا تركته فسأكف عن القيام بعمل مشوق. اسرائيل مختلفة في نظري، اولا كيهودي ولكن ايضا لانه توجد هنا مواضيع حقيقية للعمل عليها. لم آتي كي أعقد حفلات  كوكتيل.

الموضوع المشحون حاليا في العلاقات مع ادارة بايدن هو ايران، قلت. شاركتَ في كل اللقاءات التي اجراها هنا جيك ساليبان، مستشار الامن القومي. 

“هذا صحيح”، قال. “الرئيس بايدن اراد أن يضمن بان في المسألة الهامة جدا هذه لن يكون اي ثغرة ثقة بين اسرائيل والادارة. انتم تعرفون ما نفكر ونفعل، نحن نعرف ما تفكرون وتفعلون. اريد أن أوضح: في نهاية المطاف نحن نريد أن نعمل مع اسرائيل. والاهم، الرئيس اوضح بانه ملتزم الا يصل الايرانيون الى قنبلة، وكل الخيارات ستكون على الطاولة. مستشار الامن  لديك، ايال حُلتا، يتحدث مع جيك ساليبان عدة مرات في الاسبوع. روب مالي، رئيس طاقم المفاوضات، يتحدث. انا اتحدث كل يوم. بعض من الاحاديث تستهدف تهدئة مخاوفكم. لو كنت انا اسرائيليا لكنت قلقا أنا ايضا. أنا احترم هذا من كل قلبي”.

توجد حاليا تهدئة في عناوين الصحافة، قلت، ولكن هوة تفصل بين الحكومتين.

لقد أوضحنا جيدا، علنا وبغير علانية، باننا نريد حلا دبلوماسيا”، قال. “لكن لو لم نصل الى حل دبلوماسي، توجد خيارات اخرى نتحدث عنها. العناوين في الصحافة هدأت لان الثقة تحققت: نحن نصدقكم وانتم تصدقوننا. اذا كنت اسرائيليا فانك تعيش حالة جنون اضطهاد عندما تشك بان احدا يقوم باعمال من خلف ظهرك. الروس هناك. الصينيون هناك. الولايات المتحدة تفهم هذا. 

“انظر، اعتقد أنني اعرف 97 في المئة  مما يحصل. 3 في المئة انا لا اعرفها. الانباء الطيبة هي اننا نبذل جهدا حقيقيا للحفاظ على الحلف بيننا. جلست في كل لقاءات ساليبان هنا. 13 ساعة متواصلة من اللقاءات، من رئيس الوزراء عبر وزير الخارجية حتى وزير الدفاع. كانت شفافية كاملة. احد لم يلعب العابا”.

جميل أنه توجد ثقة، قلت. فهل يوجد توافق؟ 

“سنرى كيف سينتهي هذا”، قال. 

الولايات المتحدة في انسحاب من الشرق الاوسط، قلت. “خرجتم من سوريا ومن افغانستان وانتم تخرجون من العراق. في اي  وضع يبقي هذا اسرائيل، في اي وضع يبقي هذا الامارات، السعودية، الاردن؟

“لست واثقا اني اتفق مع فرضيتك”، قال. “نحن لاعب مركزي في الموضوع الايراني، الموضوع الاهم في المنطقة اليوم. اضافة الى ذلك نحن ندعم بكل القوة اتفاقات ابراهيم وسنعمل على مزيد من العلاقات الاقتصادية لاسرائيل مع الامارات وسنجلب دولا اخرى”.

بعد حملة حارس الاسوار طلبت اسرائيل من الادارة مساعدة خاصة بمبلغ مليار دولار، لتجديد مخزون القبة الحديدية. الادارة أقربت فلماذا يعرقل الكونغرس؟ 

“اسأل السناتور” (الجمهوري) راند بول، اجاب. “يكفي سناتور واحد لتأخير التشريع. ولكن يمكنني أن اعدك بان المال سيأتي. يوجد صفر احتمال الا تحصلوا عليه”.

بين مطعمين

عندما كان في وزارة الخارجية شهد العلاقات المركبة – كلمته – بين نائب الرئيس بايدن ورئيس الوزراء نتنياهو. “حاولت ان اخفض التوتر”، قال. بخلاف سلفه، لن يحاول استخدام ولايته لتحقيق ايديولوجيا شخصية. “عندما يأتي هذا  الى اسرائيل، لا ايديولوجيا لدي”، قال. “كل ما يهمني هو أن تكون اسرائيل دولة قوية، ديمقراطية ويهودية. تأييدي لحل الدولتين، الحل الذي يؤيده الرئيس بايدن بالطبع، التأييد لرفاه الشعب الفلسطيني – كل هذه الامور تنبع من الايمان بان في هذه الطريقة اسرائيل ستقوى. اذا تابعت الزيارات التي تمكنت من القيام بها منذ وصلت سترى اني التقي مع الناس من بني براك حتى الناصرة، من مطعم اوري بوري في عكا حتى المطعم الحريدي الاكثر حلالا في القدس.  

“سأشعر انني نجحت اذا ما أبقينا على كل الفرص مفتوحة لغرض المسيرة. وأنا اقصد، اذا ما اقنعنا الطرفين الا يقوما باعمال احادية الجانب تغلق الفرص. دوري هو الحديث عن الرؤيا، عن اهمية حل الدولتين. ان اضمن ان يؤمن الاسرائيليون وسكان الضفة ايضا بان إدارة بايدن تؤيد فكرة حل الدولتين. والاهم، هو يؤيد بالافعال، وليس فقط بالاقوال. اريد أن اقنع الاسرائيليين بان ادارة بايدن تؤيد اسرائيل دون تحفظ. 

“ادارة بايدن تؤمن بان عليها أن تعنى بالشعب الفلسطيني. هذا هو الفرق بيننا وبين ادارة ترامب. فور قيام الادارة توجه وزير الخارجية بلينكن الى الكونغرس وتلقى المال لمساعدة وكالة الغوث، لمشاريع الماء، للمنح الدراسية، لسكان الضفة وشرقي القدس. هذه مساعدة مباشرة: كما أنت تعرف. القانون يمنعنا من مساعدة السلطة. يمكننا أن نستخدم دفتر شيكاتنا وخطابنا. لم آتي الى هنا بصفة حالم احلام. انا هنا كي افعل شيئا”. 

في الماضي، قلت، كنت نشيطا جدا في ضمان المساعدة للوكالة. في اسرائيل يدعون ان الوكالة تمول فلسطينيين داعمين للارهاب”. 

“من شأني ان ادخل نفسي في مشكلة هنا”، قال. “في نظري هذه ليست قصة عن حكومات – هذه قصة عن الناس. معظم الفلسطينيين ينهضون في الصباح ولا يضيعون وقتهم على السؤال ما الذي تفعله زعامتهم. قل ما يريدونه هو الصحة، الفرصة، الامن. معظم الاسرائيليين لا يختلفون عنهم. هم ايضا لا ينهضون في الصباح ويسألون ماذا حصل اليوم في الكنيست. يريدون خدمات صحة، تعليم، ان تختفي الكورونا. علينا نحن ان نعمل من اجل الشعوب.

“هل هذا يعني اننا غدا سنستأنف المسيرة السلمية؟ لا. بالطبع يهمنا مصير المنطقة ولكننا لا نطور توقعات بان يحصل شيء ما غدا”. 

هل التقيت نتنياهو، سألت.

“بالتأكيد”، قال. “ساعتين ونصف. لاني لست ايديولوجيا. وكذا مع منصور عباس التقيت”. 

هل تأثرت بعباس، سألته. فاجاب: “جدا. هو يذكرني بكثير من السياسيين ممن التقيتهم في حياتي. “جمهوره هو ما يهمه. يريد ان يقدم لناخبيه ما ينقصهم. مشاكلهم صعبة. عشرين دقيقة من حديثنا كرسه للجريمة في الوسط العربي. يحطم قلبه ان ناخبيه يقتلون الواحد الاخر. انا احب هؤلاء الاشخاص”. 

هل زرت مستوطنة في المناطق”، سألت. “لا. لم افعل هذا”، قال. 

هل ستزور، سألت. “ولا باي حال من الاحوال. مثلما طلبت من الفلسطينيين ومن الاسرائيليين الا يفعلوا  شيئا يشعل الوضع، هكذا أنا اتصرف بنفسي. لا اريد أن اغضب الناس. اعرف انني قد اقع في اخطاء، ان اقول امورا تثير الحفيظة. انا لا بد في هذه المقابلة ايضا اقول شيئا ما يغضب احدا ما. لكن ليس عن قصد، ليس أنا”.

أنت لا تتحدث مع السلطة الفلسطينية، قلت. 

“صحيح”، قال. “لا يوجد لي اتصال مباشر بهم. جورج نول يدير الوحدة الفلسطينية. كثير من الناس يعملون في هذا – USAID، الدائرة السياسية، الاعلام، كل الجهاز الذي يعمل في المبنى الذي كان القنصلية في شارع أغرون، يتركز في الضفة. اريد لهم ان يمكنوهم. سألتقي مع كل من يريد أن يلتقي بي ولكن لا مصلحة لي في ان  اسخن الوضع في هذه اللحظة. ربما بعد شهر تسألني فأروي لك اني سافرت الى هناك. في هذه اللحظة لا توجد لي مخططات. ولكن لا توجد حاجة أيضا”.

رسميا، قلت القنصلية مغلقة. ترامب اغلقها. كم جدي هو طلبكم استئناف عملها؟ 

“نحن نريد إعادة فتح القنصلية”، قال. “قلنا هذا لحكومة إسرائيل”،

بينيت ولبيد قالا لكم لا، قلت. هما يعتقدان بان وجود القنصلية يضعف مكانة القدس كعاصمة إسرائيل. 

“القدس هي عاصمة إسرائيل”، قال. “السفير الأمريكي يعمل ويسكن فيها. نحن نأمل في أنه اذا ما استؤنفت المفاوضات المباشرة، فان القرار عن القدس سيتقرر بين الطرفين”. 

نصيحة للاسرائيليين

الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي يبدي موقفا نقديا جدا تجاه إسرائيل، قلت. هل نحن نخسر تأييد الحزب؟ هل نخسر تأييد الشباب اليهودي؟

“صحيح. توجد أصوات معادية لإسرائيل ولكنها قليلة”، قال. “محظور عليكم ان تخطئوا برد فعل زائد. نصيحتي للاسرائيليين ولليهود الذين يعملون من اجل إسرائيل مزدوجة: الأولى، لا تعطوا اهتماما زائدا لحفنة من الناس؛ الثانية، محظور عليكم أن تدفنوا الرأس في الرمال. لاصدقاء ابنائي لا يوجد نفس الحب لإسرائيل ونفس الاهتمام الذي كان لجيلي. علينا ان نعمل بكد اكبر كي نربيهم. ما لست مستعدا له ان اقبل اقوالا تنم عنها رائحة لاسامية”.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى