ترجمات عبرية

 يديعوت– بقلم  ميراف بطيطو-  مهمة وطنية

يديعوت– بقلم  ميراف بطيطو- 27/6/2021

” هذه ليست مهمة شخصية لوزير الامن الداخلي او عن قضية داخلية للقائمة الموحدة. هذه مهمة وطنية لرئيس الوزراء نفتالي بينيت ولكل واحد وواحدة من رفاقه الوزراء. فدم النساء، الاطفال والرجال الذي يزهق في هوامش جدول الاعمال العام في اسرائيل هو في رقبة اصحاب القرار “.

المفتاح لهرمية الدماء في الدولة موضوع علنا منذ عقدين على الرف الادنى في مدخل بيت المجتمع الاسرائيلي ولكن في كل يوم يمر ولا يطلبه احد سيواصل المشاغبون القتلة العربدة في الساحة الخلفية. سواء بالمسدس ام بالبندقية، بالحريق ام بالحجر: نهايات الاسبوع اصبحت روتين توتر متواصل فرض على المواطنين الابرياء وليس لهم من يحميهم او يخلصهم. في طرقات البلاد، في الشوارع الرئيسة وفي الازقة الجانبية لامة التكنولوجيا العليا الليبرالية محبة التقدم ومحتلة القمم الامنية يتدحرج عار وكأننا آخر الدول النامية في افريقيا او مجرد قرية في جنوب امريكا. 

الذروة لا تزال امامنا، هكذا تروي المعطيات، ومن يوجد في اسفل السلم سيحتك قريبا جدا مع واحدة او اكثر من الرصاصات الطائشة: من العام 2000 وحتى اليوم قتل قرابة 1.600 عربي في اسرائيل، 80 منهم بسلاح ناري. واذا كان عدد القتلى في المجتمع اليهودي 1.3 على كل 100 الف شخص فان العدد في المجتمع العربي يصل الى نحو 6. او بالاسرائيلية الدارجة: اذا ولدت كعربي في اسرائيل، فان احتمال أن تترك لمصيرك وتجد حتفك قبل الاوان اكبر بنحو خمسة اضعاف مما لو كنت جارك اليوم. هذا ليس “عنفا في المجتمع العربي”: هذه طعنة سكين في قلب المجتمع الاسرائيلي. هذا يبدو الاهمال الذي ترك على مدى السنين من خلال قصة كاذبة عن القومية، هكذا تبدو نتائج اغتراب متواصل عمقه سياسيون مبتسمون جنوا الارباح وبلا ضمير.

حكومة التغيير لا يمكنها أن تسمح لنفسها بان تواصل تلاوة القصة القديمة اياها قبل النوم للجمهور في اسرائيل. فهي ملزمة لنا بقصة جديدة. ومثلما تجرأت على الاعتماد على اصوات العرب، على ان تخلي لهم مكانا حول طاولة الحكومة وان تكسر النظام السياسي الذي خلفته حكومات نتنياهو فانها ملزمة الان بان تواصل كتابة الفصول الاخرى في الحبكة، ان تعرفها بلا خوف، وان تلقي وراءها لغة الموت “نحن” و “هم”، وان تخرج من القاموس الصهيوني اللغة اليومية لجملة مظاهر الكراهية. فالطفل العربي الذي يذهب الى عرس ما والديه لا يعرف ان النار في الهواء هو نتيجة انفلات الحكم، والطفلة التي تسافر في رحلة السبت مع عائلتها وتنهيها يتيمة من ابويها وتثكل اختها لن تستطيع ابدا الاعتماد على الشرطة، والفتى الذي يخرج مع رفاقه لحفلة لا يعود منها لن يعرف كيف العيش في دولة تهتم به. 

هذه ليست مهمة شخصية لوزير الامن الداخلي او عن قضية داخلية للقائمة الموحدة. هذه مهمة وطنية لرئيس الوزراء نفتالي بينيت ولكل واحد وواحدة من رفاقه الوزراء. فدم النساء، الاطفال والرجال الذي يزهق في هوامش جدول الاعمال العام في اسرائيل هو في رقبة اصحاب القرار. هنا ايضا يمكنهم ان يسيروا خلف الديماغوجيا القديمة التي تتحدث عن “الخطة الخماسية في الوسط العربي”، وان يسيروا في الطريق القديم للسياسة العدمية التي تمول مشاك عميقة في بنود الميزانية او أن يغيروا اخيرا الاتجاه وان ينقضوا بشجاعة على الهدف الاول: حملة قطرية واسعة النطاق لتنظيف البلدات العربية من  لوثة الوسائل القتالية. 

حتى لو لم تكن الدولة هناك على مدى السنين، فان لها اليوم التفويض الكامل لان تظهر بكل قوتها، وان تقف الى جانب المواطن العربي وتعيد له ولعائلته الامن الشخصي. اما السطور عن الثقة والتعاون فانها ستكتب عندها من تلقاء ذاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى