ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم ميراف بطيطو – عندما يتحرك نتنياهو نحو العرب

يديعوت – بقلم  ميراف بطيطو – 20/2/2020

” في الانتخابات السابقة حذر نتنياهو من العرب، أما هذه المرة فهو يغازل اصواتهم “.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحرك بكميات باتجاه العرب. بل انه ذكر رقما صريحا: ثلاثة مقاعد يأمل أن يحصل عليها منهم. فالساحر الذي حذر منهم في الانتخابات السابقة، أدخل اسم “الطيبي” في أحاديثه المتكررة بصفته اسم مرادف عربي خطير على أمن الامة، وأدار في تشرين الثاني حملة ضد امكانية أن يقيم خصمه غانتس حكومة أقلية بدعم القائمة المشتركة فيما وصف الفكرة بـ “الجنون” امتشق هذه المرة من قبعته حمامة سلام ناصعة البياض وأعطى مقابلة شاملة ونادرة لوسيلة اعلام اسرائيلية بالعربية.

رغم الخطوة التهكمية، التي كلها محاولة مكشوفة لتهدئة الخواطر في جمهور الناخبين العرب بعد نشر فكرة تبادل الاراضي والسكان في خطة ترامب يتلقى نتنياهو بسهولة لقب رئيس الوزراء الاول في اسرائيل الذي يعترف بالظلم المتواصل من الدولة تجاه نحو 1.9 مليون من المواطنين العرب الذين يعيشون فيها. في نهاية 2015 صادقت حكومة اسرائيل على الخطة الخماسية رقم 922 والتي من حجم ميزانيتها فقط – 15 مليار شيكل – يمكن التعرف على المساحة الشاسعة للفوارق بين المواطن اليهودي والعربي في كل مجالات الحياة.

هذه خطة تاريخية تظهر وعن حق عظيم في حملة الليكود، ولكن بدلا من الترويج لها في وسائل ترقق قلب المواطنين العرب، اختار رئيس وزراء الجميع بالذات التشهير بالنواب الذين يمثلونهم. “القائمة المشتركة لم يفعلوا شيئا من اجل عرب اسرائيل، مقابل الـ 15 مليار التي نستثمرها”، قال، “وكأن هذا هو ماله وليس مال دافع الضرائب في اسرائيل. وبدلا من ذكر المساهمة الهائلة لاعضاء المشتركة ممن ليس فقط عملوا مع وزارة المالية بل واضطروا ايضا الى الدفع بتنفيذها الى الامام رغم جملة التأخيرات التي وضعت امامهم، فضل رئيس الوزراء التركيز بالذات على فرص احتساء الاصوات منهم. نتنياهو بلا شك ضالع في التفاصيل وبالتالي مشوق أن نرى انه لم يتكبد عناء الذكر بانه من اصل الـ 15 مليار موضع الحديث، خصص في النهاية 9.3 مليار فقط – وهي ايضا لم تستغل بعد بكاملها. غير أن ليست المليارات هي الحل، ويشهد على ذلك 89 قبر جديد للمغدورين من الوسط العربي ممن دفعوا حياتهم ثمنا لعجز السلطات المتواصل. ما قتلهم هو التجاهل المتواصل للحاجة الاساسية للامن في الشوارع، والفوارق في التعليم – معدل تساقط التلاميذ العرب في التعليم فوق الابتدائي هو ضعفه في جهاز التعليم اليهودي.

وبينما يجري نتنياهو اللقاء الصحفي يبدو أن غانتس يركز في الحملة الحالية على ابعاد نفسه عن العرب. فقد تلبث في شجب فكرة تبادل السكان، ويوافق بصمت على المقاطعة غير الرسمية على الطفل العربي في الكنيست بكامل هيئتها. وقد سبق أن اعلن انه لن يجلس معهم بدعوى انهم ليسوا صهاينة. اما مع الاصوليين الذين يدعوهم زعماؤهم الا يخدموا في الجيش، فلا توجد له مشكلة. تماما مثلما في قانون القومية الذي يؤيده هو ورفاقه – الدين هو الذي يقرر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى