ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم ميراف بطيطو – ضربة المطرقة من نتنياهو

يديعوت– بقلم  ميراف بطيطو – 30/8/2020

لو كانت هذه الدولة شركة خاصة لحلت منذ زمن بعيد ادارتها ولاقيل مديرها العام “.

أحيانا يكون كل ما يحتاجه المرءكي يفهم الواقع السياسي الذي يجري امام ناظري هو ان يربط بالاجمال بين الاحداث التي تقع في نقاط زمنية مختلفة: في هذه الحالة المتمثلة بالغاء جلسة الحكومة للمرة الرابعة، لا يمكن الا نعود ثماني سنوات الى الوراء، الى آب 2012، ونرسم خطا مباشرا بين ذاك الصيف والصيف الحالي.

في حينه، في اواخر ولايته الثانية كرئيس للوزراء، حرص بنيامين نتنياهو على ان يثبت بمسامير حديدية صلاحياته في نظام الحكومة – وثيقة تعرف أنظمة عمل حكومة اسرائيل. ورقة العمل  هذه – الوصايا العشرية لمعالجة المحرك المقدس للديمقراطية الاسرائيلية – مرت من  تحت يدي نتنياهو في ثورة، فاتسعت صلاحيات رئيس الوزراء فيها حتى اقصى الحدود التي يمكن للمنطق المدني السليم ان يستوعبها.  

بدء بالتحكم المطلق بالمواضيع التي ستبحث وحتى الفترة الزمنية التي ستخصص لكل متحدث، منح نتنياهو نفسه منذ ذلك الحين التحكم بجدول الاعمال العام. اضافة الى ذلك، نص على حقه في عقد جلسات الحكومة الاستثنائية والصلاحيات لطلب استعراضات امنية وسياسية خاصة – الخيارين الاضافيين اللذين يمكن أن يتحققا في حالة طرح مواضيع لا يروق له البحث فيها – قبل اربعة اسابيع ضرب نتنياهو بالمطرقة القديمة التي عثر عليها في صندوق الادوات الذي اعده في شبابه. لاول مرة منذ قيام الدولة، الغى جلسة الحكومة الاسبوعية. وهكذا نجح ايضا في أن يسجل نفسه في صفحات التاريخ كموظف يائس بدلا من أن يكون الزعيم المحبوب وان يهز أيضا ثقة الجمهور لقدرة الحكومة على التصدي لاضرار الكورونا. لا حاجة للمرء أن يكون وزير مالية سابق ولا حتى رئيس وزراء في منتصف الولاية الخامسة كي يعترف بانه لو كانت الدولة شركة خاصة لكانت ادارتها حلت منذ زمن بعيد واقيل مديرها العام.  هذا ليس موضوع سياسة، ولا موضوع رئيس وزراء تحت لائحة اتهام. يدور الحديث عن ادارة غير سليمة على نحو ظاهر.  والى العنوان الذي  على الحائط، والذي رأته عيوننا في صيف 2012،  ومن واجبنا اليوم ان نوجه اليه نظرة واعية: ما بدا لكم كشخص يجمع لنفسه المزيد فالمزيد من الصلاحيات السلطوية، يحرم كبار رجالاته عن الاطلاع على وثائق سياسية هامة،  يشل بشكل مبادر اليه القلب النابض للديمقراطية الاسرائيلية، يخنق صوت باقي وزراء الحكومة اليائسين من معالجة ازمات التعليم والصحة، يلقي باليأسالاقتصادي الى الساحة الخلفية ويستغل صلاحياته لان يقصي عن جدول الاعمال الحياة نفسها – هو الرجل الذي  يدير  المجتمع الذي  تعيشون فيه.  

هذا تعويم زاحف لسلطة الفرد، الزعيم  الذي لا يحتاج للوزراء او لقواعد التصرف، يفضل مستشارين يهمسون في اذنه مشورات سرية يعرف الجميع بانه  غير ملزم باي تفسيرات لاحد. نحن غير ملزمين بان نكره  هذا. يكفي أن نصدق  ما تراه عيوننا اليوم، وان نتذكر صيف  2012.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى