ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم ميخائيل ميلشتاين- المعضلة العربية ، العباسية ستبقى

يديعوت– بقلم  ميخائيل ميلشتاين– 31/12/2020

فضلا عن العاصفة السياسية الشديدة التي من المتوقع أن تحتدم اكثر فان خط عباسكفيل بان يرسم الاساسات لتحسين العلاقة  المشحونة بين إسرائيل والمواطنين العرب، والكثير من ذلك سيكون متعلقا بمدى الانفتاحية التي يبديها المجتمع والأحزاب السياسية في الجانب اليهودي“.

يصعب على الكثيرون هضم  الخطوات السياسية الاخيرة للنائب  منصور عباس،  رئيس حزب القائمة العربية الموحدة. ثمة يهود وعرب عباس في نظرهم “لا  يتصرف كما هو متوقع من مواطن عربي”، في أنه يوضح بانه لا يوجد بشكل  تلقائي في جيب معسكر سياسي معين  ويحطم مسلمات الامتناع عن التعاونالوثيق مع السلطة، ولا سيما تلك التي يقودها اليمين.

وعندما تكون صعوبة في الفهم وتكون معارضة عميقة للخطوات المتخذة، يكون التوجه الى رد سهل نسبيا: الهزء بـ “واحد بواحد آخر من اولئك الذين خدعهم نتنياهو”، وتطوير نظريات مؤامرة تقول ان عباس تحركه منظمة الاخوان المسلمين العالمية، وخطواته تتطابق ومصالح قيادة حماس واردوغان.  

يشهد مثل هذا الرد على قيود فهم اليهود للميول العميقة في المجتمع العربي في اسرائيل، وعلى الصعوبة في قراءة ما يجري  بغير النظارات الضيقة للبحث الذي يسمى “نعم أم لا بيبي”. في سياق عباس،  يدور الحديث عن صعوبة في الفهم بان خطواته تعكس بحثا موضوعيا وجديا في طريق السياسة العربية في اسرائيل، تلك التي حظيت من جهة برقم انتخابي قياسي غير مسبوق، ولكنها من الجهة الاخرى تجد صعوبة في أن تطور شراكات حكم في اللعبة السياسية، وبالاساس لا تنجح في حل المشاكل الاساسية للمجتمع العربي. وعلى رأسها الجريمة والعنف. كما أن نهج عباس يمثل تطلعا شديدا لكثير من المواطنين العرب لان يضعوا حل مشاكلهم في المكان الاول، والتأثير على اتخاذ القرارات، الهدف المحدود عقب الاغتراب الاساس لاغلبية السياسيين العرب عن مؤسسات الدولة.

لقد وجد الصوت الاخر لعباس تعبيره ايضا في خطاب عن الجريمة والعنف في المجتمع العربي وفي اطاره يطلب من الجمهور العربي الى جانب القاء الذنب على الشرطة وعلى الدولة بمراجعة داخلية معمقة أيضا.

واضح أن الخطوات التي اتخذها عباس تجري على قاعدة متهالكة جدا. حتى الان كانت قدرته على أن يعرض نجاحات حقيقية في كل ما يتعلق بانتزاع انجازات من الحكومة الحالية محدودة للغاية، وتواصل بث  احساس بان نتنياهو استغل القائمة العربية الموحدة لاغراضه السياسية. ولكن في نظر قسم كبير من المواطنين العرب فان هذه الخطوة تمثل بديلا عن الطريق الحالي الذي فشل فما بالك انه يلوح في استطلاعات الرأي العام التي تجرى مؤخرا انخفاض للقائمة المشتركة الى 11 مقعدا.

ان الخط الذي يرسمه عباس ليس مناورة سياسية تكتيكية وقصيرة المدى، بل تعبير عن ميل اعمق. وهو لا يتعلق كله بنتنياهو. وحتى بعد أن يخلي الأخير مكانه سيبقى النقاش الداخلي في المجتمع العربي عن الحاجة للبحث عن مسار استراتيجي لا يدحر المواطنين العرب تلقائيا الى مكانة المعارضة التي ليست جزءا من اللعب.

هذا تحول اجتماعي وثقافي عميق يجب أن يكون مفهوما للجمهور اليهودي. وفي اطار الحركة العميقة التحت أرضية في صورة السياسة الإسرائيلية وفي التعريفات الأساسية لليمين واليسار في الدولة يحل تغيير أيضا في مسائل الهوية والاهداف في  أوساط الجمهور العربي.

فضلا عن العاصفة السياسية الشديدة التي من المتوقع أن تحتدم اكثر فان خط عباس كفيل بان يرسم الاساسات لتحسين العلاقة المشحونة بين إسرائيل والمواطنين العرب، والكثير من ذلك سيكون متعلقا بمدى الانفتاحية التي يبديها المجتمع والأحزاب السياسية في الجانب اليهودي. بديل ذلك هو انعزالية الجمهور العربي في ضوء يأسه من اللعبة السياسية، وهو سيناريو ذو إمكانية استراتيجية سلبية كامنة من ناحية الدولة ومن ناحية المواطنين العرب على حد سواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى