ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم ميخائيل ميلشتاين – الكورونا في غزة ، تهديدوفرص

يديعوتبقلم  ميخائيل ميلشتاين ، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينيةفي مركز موشيه دايان، جامعة تل أبيب – 9/9/2020

لا يجب اشتراط مجرد المساعدة لقطاع غزة في الجوانب الانسانية بلحجم هذه المساعدة بسلوك حماس في موضوع الضحايا والمفقودين“.

تعصف الاوضاع في قطاع غزة في الاسابيع الاخيرة، وليسبالضرورة بسبب التوتر الامني الذي لاح في المنطقة. ففي غضون وقتقصير تحول القطاع من احد الاماكن الاكثر أمنا ونقاءاًفي العالم بالنسبةللكورونا، الى منطقة يتعاظم الخوف بين سكانها من فقدان السيطرة علىالمرض. وكل ذلك بعد اكتشاف اوائل الحاملين للفيروس في المجتمع  (وخارجمنشآت الاغلاق): كانوا أربعة قبل نحو اسبوعين ويبلغ عددهم اليوم 1.150. واضح للجميع في غزة بان الفحوصات التي تجرى جزئية لان عدد المصابينعمليا اكبر باضعاف مما كشف النقاب عنه وان ليس لحماس قدرة حقيقيةعلى التصدي للتحدي.

ظهر التهديد من تفشي الكورونا في غزة لاول مرة قبل نحو نصفسنة ولكنه تبدد بعد أن نجحت حماس في صد المرض. والان ينفجر منجديد وبقوة اكبر. لا يدور الحديث عنمشكلة الفلسطينيينبل عن تهديدفي آثار استراتيجية على اسرائيل في المستويات المدنية، السياسية والامنية،يلزمها بان تعمل بنشاط كي تتصدى له. والهدف المركزي في هذه اللحظة هومنع مصيبة انسانية، السيناريو الذي يبدو واقعيا اكثر من اي وقت مضىومن المتوقع أن يفاقم حياة السكان الغزيين الذين يعانون على اي حال منضائقة مدنية متواصلة.

ولكن التهديد الذي يدق الباب من الجنوب كفيل بان ينطوي ايضا علىفرصة استراتيجية من ناحية اسرائيل، في شكل  اعادة فتح نافذة الفرصفي موضوع ضحايا الجيش الاسرائيلي والمفقودين الاسرائيليين الذين لدىحماس. فقد فتحت تلك النافذة لفترة قصيرة قبل نحو نصف سنة في اعقابخوف يحيى السنوار من انفجار الكورونا في قطاع غزة، الامر الذي حملهعلى أن يعلن عن استعداد للعمل علىصفقةما مقابل المساعدة المدنية.

تعود نافذة الفرص الان لتفتح من جديد في ضوء الضغط المتزايد فيحماس وفي الشارع الغزي جراء تفشي الكورونا. هذا وقت ينبغي فيهلاسرائيل ان توضح بكل وسيلة ممكنةسواء المحافل الوسيطة ام برسائلعلنيةان الخلاص لقطاع غزة مشروط بتلطيف حدة المواقف المتصلبةلحماس في موضوع الضحايا والمفقودين.

هذه رسالة ينبغي لكبار حماس ان يسمعوها بشكل واضح، ولكن مهمأن يطلع عليها الجمهور الغزي ايضا الامر الذي يفترض خطابا اسرائيليانشطا من خلال قنوات الاتصال والشبكات ا لاجتماعية. ثمة واجب لان يربطفي الوعي الفلسطيني العام بين سلوك حماس في موضوع الاسرىوالمفقودين والواقع الصعب في قطاع غزة، والذي ينطوي على احد المخاوفالعميقة والملموسة للغاية في نظر حماس في شكل اضطراب جماهيري ينشبفي القطاع.

على اسرائيل أن تعمل انطلاقا من تفكير توجهه نزعة انسانية وانتقدم المساعدة لسكان القطاع ولكن عليها أن تظهر هذا التفكير ايضا تجاهعائلات الضحايا والمفقودين. لا ينبغي اشتراط مجرد المساعدة لقطاع غزة بلحجمها. عمق المساعدة، كما ينبغي ان يفهم الجمهور الغزي، سيكون كعمقمرونة حماس، حين يكون التصلب الايديولوجي التقليدي الذي تتمسك بهالحركة معناه هذه المرة المخاطرة الحقيقية بحياة الجمهور.

ان تحدي الكورونا في القطاع كفيل إذن في أن يصبح تعديلا منناحية اسرائيل. يمكن أن يسمح ببلورة تسوية جديدة اكثر الزاما تترافقوالتقدم في موضوع الضحايا والمفقودين، والذي فصل حتى اليوم عن خطابالتفاهمات الواسع مع حماس خوفا من ان تفشله. يثبت الواقع الحالي بانهذه مسألة لا تفشل التفاهمات بل بالذات تعزز رافعة الضغط على الحركةكفيلة كما اسلفنا أن تكون ناجعة أكثر في الظروف الجديدة التي تشكلت فيالقطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى