ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  متان تسوري- الحل : تحول سياسي

يديعوت– بقلم  متان تسوري- 18/5/2021

” كي لا نعود الى نفس النقطة حان الوقت لان تتأزر اسرائيل بما يكفي من الشجاعة وتغير الاتجاه”.

في بلدات غلاف غزة يريدون ان يروا التغيير ويمكن منذ الان التفكير باليوم التالي للحرب. التخوف الاكبر هو ان نعود الى النقطة ذاتها، باستثناء ان تكون حماس اضعف، وحتى هذا بشكل مؤقت. 

هذه ليست النقطة التي يريد سكان الغلاف ان يعودوا اليها. ثمة من كانوا يفضلون ان يروا غزة تقصف اكثر فأكثر وثمة من كانوا يريدون ان تفتح صفحة جديدة لتجربة طريق لم يسبق أن جرب في العشرين سنة الاخيرة. كي يكون هنا هدوء على مدى الزمن، تحتاج اسرائيل لان تنطلق الى معركة سياسية مع قطاع غزة – وبكل القوة.

بالوتيرة ذاتها التي يسقط فيها الجيش الاسرائيلي القذائف على القطاع  هكذا يتعين على اسرائيل ودول اخرى ان تمطر غزة   ببرامج الترميم والتعاون. بينما تضرب يد واحدة الارهاب، على اليد الثانية أن تبني المستقبل. قد لا يكون شعبيا قول هذا، ولكن حربا إثر حرب لن تجلب هدوء مطلقا للجنوب.

كيف يمكن لهذا ان يبدو في نظري انا الرجل البسيط الذي يسكن في بلاد غزة ولا يزال يتذكر اياما طيبة مع الفلسطينيين من خلف الجدار؟ كبداية يجب على اسرائيل أن تجند دولا عربية تكون ضامنة للتفاهمات التي تتحقق بين الطرفين. الخطوة الاولى يجب أن تكون اقامة مجلس لترميم قطاع غزة وللتعاون المدني، الى جانب وحدة تنسيق عمل الحكومة في المناطق. وسيضم في عضويته ضمن امور اخرى ممثلي السلطات المحلية ومستثمرين من بلدات الغلاف. هؤلاء يجلسون في معبري ايرز وكرم سالم ويعقدون الصفقات مع جيرانهم في غزة. ان الردع الافضل يعمل عندما يكون لاحد ما ما يخسره. والخطط الاقتصادية جاهزة منذ الان. وهي لا تنتظر الا الضوء الاخضر.

على مدى كل الطريق ينبغي الافتراض بان الخيار العسكري قائم، وبين الحين والاخر العمل موضعيا ايضا ضد من يشوش السياقات الايجابية الكفيلة بان تتحقق. والمصلحة هي خلق تطبيع اساسي يقوم على المصالح الاقتصادية فقط. لا اكثر من ذلك. انا لا ابحث عن سلام مثالي مع غزة. بل علاقات جيرة معقولة سيكون فيها دوما على اي حال عناصر الشك. هكذا على الاقل سيكون لنا هدوء. هذه ليست مسألة سياسية  بل مسألة ما هو الصواب عمله. زعماؤنا ايضا يعرفون ان هذا هو الطريق، ولكن ليس لديهم ما يكفي من الشجاعة كي يدفعوا الخطوات الى الامام. يمكن دفن الرأس في الرمل ولكن علينا أن نقبل حقيقة أن حماس تسيطر في القطاع: فهي صاحبة السيادة  ومعها ينبغي ان نتعامل. بالقوة ايضا ولكن في نفس الوقت بالحكمة. اما حماس من جهتها فتفهم حجم مسؤوليتها عن 2.3 مليون فلسطيني في غزة. في كل يوم يمر تزداد مسؤوليتها، ويفترض بهذا ان يخدم مصلحتنا.

نتنياهو يعرف هذا جيدا، ولكنه يفضل ان يتباهى بالانجازات العسكرية. هذا هو الاسهل. اين مسؤوليته عن احداث تحول سياسي. يبدو أنها غير قائمة. ونحن في الجنوب  سندفع الثمن، وسنلتقي في الحرب التالية بعد بضع سنوات. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى