ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  مئير ترجمان وآخرين –  عمق القصور../

يديعوت – بقلم  مئير ترجمان وآخرين – 9/9/2021

السجن نفسه، القسم نفسه، خطة الهروب نفسها (تقريبا)، النفق نفسه، ولكن النتيجة معاكسة تماما: الهروب فيعشية العيد من سجن جلبوع لستة مخربين خطيرين، بعد سبع سنوات فقط من احباط محاولة هروب مشابهة في حجرة مجاورة في اللحظة الاخيرة، يدل على سلسلة اخفاقات لا تذكر مصلحة السجون مثيلا لها. ليس صدفة أن نال الهروب المعيب لقب “يوم غفران مصلحة السجون”. 

“لا حاجة لان يكون المرء عبقريا عظيما كي يفهم بانه كان هنا اخفاق خطير، واسئلة كثيره تلاحقه”، اعترف وزير الامن الداخلي عومر بارليف. في مصلحة السجون لا يزالون يحققون في الحدث ولكن هناك ايضا اعترفوا منذ  الان بقلب جسيم: “الاخفاق خطير جدا ولم يكن في مصلحة السجون اي استخلاص للدروس من محاولة الهروب السابقة. في هذه المرحلة سننتظر قبل استخلاص استنتاجات شخصية من كبار قادة مصلحة السجون ولن نكتفي بحارس الكتيبة حتى نتائج التحقيق”. اذا ما وعندما تتشكل لجنة تحقيق فان هذه هي القصورات الاسياسية التي يتوجب التحقيق فيها:

1: لم يستخلصوا الدروس من 2014

“لم اصدق ما اسمعه”، كرر امس احد مسؤولي السجون سبق أن اعتزل احساسه الشديد مع الهروب عشية العيد. والسبب: في العام 2014، عندما كان يحمل احدى الرتب العليا في الجهاز انكشفت محاولة هروب شبه مماثلة من سجن جلبوع – في حينه كان هذا في غرفة 3 قسم  2 وهذه المرة في الغرفة 5 في المجاورة. وقال: “منذئذ فهمت بان الاساطير عن سجن جلبوع ووصفه بـ “الخزنة” جيدة للعناوين في الصحف. كنا على مسافة خطوة من هروب سجناء في اللحظة الاخيرة نجحنا في احباطه”.

في أعقاب محاولة الهرب التي احبطت، وضعت سلسلة من الانظمة الجديدة. “كتبنا كتابا سميكا في اعقاب محاولة الهروب التي احبطت  بفضل المعلومات المسبقة بما في ذلك الاعمال لسد الثغرة التي انكشفت. وذلك لان السجن مبني على عواميد مما يسمح بمسافة بين التراب وارضية الاسمنت”، روى يقول واضاف: “عندما تكون نقطتي الضعف في الخزنة المزعومة التي بنيت من بلاطات اسمنتية في الارضية وعليها صب الاسمنت بما في ذلك الحيطان، بينما حجرة المراحيض والحمام مرتفعة، يكون ممكنا الزحف عبر الحفرة الناشئة التي تستهدف ضخ المياه العادمة فيها. وكانت الخطة في 2014 هي الزحف عبر الفضاء الذي خلقته العواميد نحو سور السجن وحفر نفق فتحته تكون خارج السور. وهذه المرة حصل بالضبط الامر ذاته”. 

وجد المسؤول صعوبة في هضم حقيقة ان على مدى سبع سنوات لم تسد  تلك الثغرة بين التراب والاسمنت التي فر عبرها المخربون. وقال: “منذئذ وكخطوة اولى بنينا سورا بين الجدار المحيط وسور السجن  في جانب غرفة المراحيض تلك فيما أن الاسمنت ينزل الى العمق كي لا يكون ممكنا حفرا قناة. ليس لدي فكرة لماذا لم يواصلوا اعمال بناء السور مع الاسمنت الى داخل التراب بعمق الى داخل التراب عميقا في الجانب الذي هربوا منه. هذه غرفة قريبة من السور”. وأدت النتائج بالمسؤول الكبير لان يعترف: “هذا وكأن مصلحة السجون لم تتعلم شيئا من الحدث الخطير في 2014 “. 

  1. الطلب المشبوه الذي قُبل

الى جانب خمسة مخربي الجهاد الاسلامي الذين هربوا يضاف ايضا زكريا الزبيدي الذي يعتبر رمز مخيم جنين للاجئين والانتفاضة الثانية.  قبل يومين فقط من  الهروب طلب الزبيدي – الذي هو مسؤول من تنظيم فتح الانتقال الى غرفة رقم 5 مع مخربي التنظيم الخصم. والطلب الغريب ليس فقط قبل بل انه لم يشعل ضوء احمر في أن سجينا من فتح يطلب الانتقال الى غرفة سجناء الجهاد. وهذا ما يحتاج الى تفسير وتحقيق في مصلحة السجن. 

  1. الاخفاف الاستخباري

في مصلحة السجون قدروا بان حفر النفق استغرق زمنا طويلا، ولهذا طرح ايضا السؤال: كيف حصل ان الفوهة لم تكتشف، في التفتيشات العادية في الغرفة مثلا؟ وتساءل متعجبا مصدر في الجهاز “توجد هنا مشكلة كبيرة في الجانب الاستخباري – كيف يحصل وضع يحفر فيه نفق على مدى اسابيع، اشهر او حتى سنين، وهذا لا يصل الى اي مخبر؟”. واضاف “هذا لم يكن عملا سريعا وكان يفترض باحد ما ان يعرف به”. وتضاف الى هذه الحقيقة المقلقة بانه بالنسبة لثلاثة من الهاربين كانت اخطارات استخبارية بان من شأنهم أن يهربوا. 

  1. في اعقاب الزمن الضائع

في الساعة 20:00 جرى العد الاخير الليلي في الغرف. في 1:49 وصلت المكالمة الهاتفية من سائق السيارة العمومية الذي حذر من انه شخص مشبوهين خارج السجن مما اعطى في مصلحة السجون مؤشرا اوليا على هروب المخربين. في 2:14 بُلغ السجن بالهروب. ومع ذلك فقط في 4:00 تبلغ مصلحة السجون عن هروب ستة المخربين. يطرح السؤال: “كيف يحتمل أنه على مدى اكثر من ساعتين انتظرت مصلحة السجون الى أن اعلنت بان سجناء هربوا واستدعت قوات الامن لمساعدتها في مطاردتهم؟

“اذا كانت مرت ساعتان من لحظة البلاغ الشرطي عن الاشتباه بالهروب حتى لحظة تأكد السجناء من ذلك – فهذا زمن غير معقول”، اعترف ذلك قائد سجن جلبوع السابق ايلي غباي. “اسوار السجن يفترض أن تكون مصورة”.

  1. القصور في البرج

حتى لو لم ينجحوا في منع حفر النفق، كان يفترض بابراج الحراسة وكاميرات الامن التي تحيط المجال أن تقدم جوابا آخر وتمنع السجناء من الهروب. في هذه الحالة ايضا كان يفترض بيقظة السجانين ان تحبط الهروب: “تماما فوق الفوهة التي بقطر 60سم فقط والتي هرب عبرها المخربون يوجد قرب اسوار السجن برج حراسة؟ وسواء كانت السجانة في الموقع غافية ام انها ببساطة لم تلحظ السجناء الذين يخرجون من الارض تحت أنفسها فان هذا قصور لا يمكن فهمه. 

“معروف أنه يوجد شريط يرى فيه السجناء وهم يخرجون من الحفرة الواحد تلو الاخر”، يروي مسؤول كبير في مصلحة السجون. هو الاخر لا يفهم: كيف حصل انه رغم عشرات كاميرات الامن في داخل وحول السجن، لم يلاحظ احد في مركز الرقابة ايضا هذا الهروب. 

اضافة الى ذلك، فانه مرة كل نصف ساعة يفترض بسجان ان ينظر الى داخل الغرف. ولو كانوا عملوا حسب الانظمة فكيف لم يلاحظوا النشاط المشبوه في الغرفة وحقيقة أن السجناء لا ينامون في الاسرة. سؤال آخر يجب أن يفحص: المنطقة حول اسوار السجن يفترض أن تكون نظيفة – هل مرت من هناك دورة مؤللة كما هو مطلوب كل فترة زمنية للتأكد من أنه لا توجد آثار؟ 

  1. الظروف السهلة للسجناء

في اعقاب محاولة الهروب في 2014 تقرر أن مرة كل بضعة اشهر يجب فصل وخلط السجناء الامنيين. استنتاجات لجنة “كعطابي” في 2019 أمرت بوقف فرز السجناء في الاقسام حسب الانتماء للمنظمات الارهابية. غير أن مخربي الجهاد بقوا معا، وحقيقة أن ثلاثة منهم كانوا مشاركين ايضا في المحاولة السابقة – ومع ذلك بقوا معا في الغرفة تطرح اسئلة قاسية. “كدرس من المرة السابقة كانت توصية للانتقال الى المغاسل بدلا من حفر الابتلاع. أين فحص الضجيج مرة كل نصف ساعة وكان يفترض اجراء فحص هاديء والنظر الى داخل الغرفة”، كل مسؤول في السجون. ليس واضحا اذا كان هذا العمل قد تم. 

كما ان الظروف السهلة التي يحظى بها السجناء الامنيون سمحت لهم بان يخططوا، ينسقوا وينفذوا الخطوة الذكية التي تطلبت زمنا طويلا واعدادا. “لو كان القرار في كيفية احتجاز السجناء الامنيين في ايدي قادة السجون، لكان الامر مختلفا تماما”، يدعي غباي قائد السجن السابق. “المستوى السياسي بقدر ما يقيد قادة مصلحة السجون”.

  1. مخططات السجن متوفرة في الشبكة

أحد المكتشفات الاكثر إثارة للحفيظة يتعلق بمخططات السجن: يتبين أن مصلحة السجون لا تعرف على الاطلاق بان مخططات بناء السجن كانت متوفرة في موقع الانترنت للشركة التي بنته. ليس واضحا كيف حصل هذا ولماذا لم يطلبوا ازالة المخطط فورا. والاشتباه: هذه كان من شأنها ان تساعد في التخطيط للهروب.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى