ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم غيورا آيلند – مفاجآت واستراتيجيات

يديعوت– بقلم غيورا آيلند – 7/12/2020

تفاديا لاي مفاجأة استراتيجية على الزعيم المسؤول أن يشجع المشاركة، النقد لارائه وتعيين اناس ذوي رأي يعرفون كيف يتحدوا الفرضيات الاساس لديه، سواء العلنية والسرية على حد سواء “.

اليوم قبل 79 سنة نفذ الهجوم الياباني على بيرل هاربر،  الهجوم الذي حول الحرب في اوروبا الى حرب  عالمية. لقد كان الهجوم الياباني مفاجأة سواء على المستوى العملياتي ام على المستوى الاستراتيجي. على المستوى العملياتي ابدى اليابانيون جسارة واضحة عندما هاجموا ه دفا بعيدا جدا. على المستوى الاستراتيجي فان هذا في واقع الامر هو القرار الياباني لشن حرب جبهوية مع الولايات المتحدة، الامر الذي بدا للادارة الامريكية كعمل غير سوي.

قبل نصف سنة من ذلك هاجمت المانيا بشكل مفاجيء الاتحاد السوفياتي. لم تكن اي مفاجأة عملياتية إذ ان الالمان كانوا يهاجمون على طول كل الجبهة، ولكن كانت المفاجأة الاستراتيجية – مجرد فتح المعركة ضد روسيا كانت حدثا لا يصدق لدرجة أن ستالين كان في صدمة لاربعة ايام.

شنت اسرائيل الحرب في 5 حزيران 1967. فقد دمر سلاح الجو سلام  الجو المصري في غضون ثلاث ساعات. وكانت القيادة المصرية في صدمة تامة، لم تنتعش منها حتى الهزيمة الكاملة. بعد ست سنوات من ذلك رد المصريون والسوريون علينا بالمثل، فقد شنوا حربا منسقة في 6 تشرين الاول 1973، وعندما سقطت القذائف الاولى واصلت القيادة الاستخبارية الاسرائيلية الادعاء بثقة بان الحرب لن تقع.

كيف تحصل مثل هذه المفاجآت الهائلة، وليس فقط في ميدان المعركة؟ جيمز ولفنزون، رئيس البنك الدولي السابق روى لي انه قبل نحو شهر من وقوع العالم في ازمة 2008 استضاف محافظي البنوك القومية لنحو 40 دولة. اي منهم لم يشتبه بانه في غضون شهر ستدخل كل المنظومة المالية العالمية في ازمة بهذا الحجم.

توجد ثلاث اسباب لاخفاقات الزعماء في التشخيص المسبق للكارثة المقتربة. الامر الاول – الفكر او المفهوم. فالزعماء يطورون تقديرا يقوم على اساس  خليط من الايديولوجيا، الايمان والتقدير الزائد لقدراتهم. من اللحظة التي يتبلور فيها مثل هذا الفكر فانه يكون اقوى من اي شيء ويفوق القدرة على التقدير الموضوعي للوضع. الامر الثاني هو الميل المنفلت لدى الناس لتصديق التوقع المتفائل. فقد فضل الزعماء العرب في 1967 التمسك بالتقدير بان اسرائيل خائفة، ولهذا فانها لن تتجرأ على الهجوم. كان هذا تقدير معقول ولكنه بالتأكيد ليس التقدير المحتمل الوحيد. فالتقدير المتفائل من ناحيتهم  تبناه ناص وباقي الزعماء العرب كون النفس البشرية  يغريها الايمان بما تريد ان يحصل. والسبب الثالث هو صعوبة الزعماء في أن يفهموا بان ثقافة الخصوم تختلف عن ثقافتهم. فالامريكيون لم يتصوروا بان تختار اليابان الحرب. كان منطق في هذا التفكير، إذ انه كان واضحا للجميع بان اليابان لن تتمكن من ان تتصدى على مدى الزمن للتفوق التكنولوجي والاقتصادي الامريكي. ونتائج الحرب بالفعل تثبت هذه النظرية، ولكن النظام العسكري في اليابان عمل وفقا لاعتبارات اخرى. ومثلما فضل كل جندي ياباني تقريبا أن يقتل على الا يقع ابدا في الاسر، هكذا ايضا الزعامة اليابانية فضلت اخذ مخاطرة غير معقولة شريطة الا تضطر لان تقدم تنازلات سياسية تعد مهينة من ناحيتها.

وما هو الاستنتاج من هذا التحليل؟ وهل يمكن تقليص خطر المفاجآت الاستراتيجية؟ بالفعل، يمكن عمل ذلك اذا كانت القيادة تشجع التفكير النقدي. فرئيس شعبة الاستخبارات “امان” في 1973 كان يعرف كيف يعطي تفسيرا معللا لماذا لن تكون حرب. استنتاجه كان منطقيا ولكنه لم يكن الاستنتاج المنطقي الوحيد. لشدة الاسف فلا الاشخاص تحته ولا الاشخاص فوقه تجرأوا على عرض استنتاج منطقي آخر. ولهذا فان الزعيم المسؤول يجب أن يشجع المشاركة، النقد لارائه وتعيين اناس ذوي رأي يعرفون كيف يتحدوا الفرضيات الاساس لديه، سواء العلنية والسرية على حد سواء.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى