ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  غيورا آيلند – بين بوتين والاسد ..!

يديعوت – بقلم  غيورا آيلند – 15/12/2021

” السلاح الكيماوي هام لسوريا ولكن ليس للروس – ولهذا فيمكن لاسرائيل أن توجه من خلال ضربه رسالة للعالم بانها يمكن أن تفعل ذلك ضد سلاح غير تقليدي حتى وان كان في ايران “.

بعد الحرب في 1973 قرر الرئيس السوري حافظ الاسد بان سوريا ملزمة بان تحقق “توازن استراتيجي” مع اسرائيل. فكونه نسبت لاسرائيل قدرة نووية، قرر الاسد ان يبني قدرة غير تقليدية اخرى – سلاح كيماوي. وفي التسعينيات من القرن الماضي حققت سوريا مطلبها. كانت لديها كميات هائلة من السلاح  الكيماوي، وليس أقل اهمية – صواريخ سكاد يمكنها أن تحملها. 

معظم هذه الترسانة كانت محمية جيدا في أنفاق تحت أرضية. اضافة الى ذلك، تزود الجيش السوري ايضا بسلاح كيماوي تكتيكي – قذائف كيماوية يمكن اطلاقها بالمدفعية. بتعبير آخر، كان لسوريا قدرة عملياتية عالية في هذا الموضوع الحساس. كان الاسد الاب رجلا حذرا، واسرائيل لم تخشى هجوما كيماويا مبادرا اليه من سوريا عليها، ولكن بالتوازي كان تقدير بانه في سيناريوهات متطرفة من شأن سوريا أن تهدد باستخدام هذا السلاح.

قبل نحو ثماني سنوات اضطرت سوريا لان تنزع سلاحها الكيماوي. كانت هذه نتيجة اتفاق امريكي روسي اضطر بشار الاسد لان يطيعه. وبالمناسبة، كان هذا الانجاز نتيجة تهديد امريكي مصداق للهجوم على سوريا بعد استخدامها للسلاح الكيماوي ضد مواطنيها. التلميح، او الدرس، بالنسبة لايران واضح جدا. 

على افتراض أن اسرائيل بالفعل هاجمت مواقع السلاح الكيماوي في سوريا،  فثمة ستة مفاهيم هامة: الاول،  الاسد غير مستعد لان يتخلى عن هذا السلاح، الذي  اثبت نجاعته المخيفة ضد المواطنين. الثاني،  الاسد، مثل أبيه، غير مستعد لان يتنازل عن رؤيا الوصول الى ذاك التوازن الاستراتيجي (الردع المتبادل) حيال اسرائيل. الثالث، بخلاف التسعينيات، حين سلمت اسرائيل بحكم الامر الواقع بتسلح سوريا بمثل هذا السلاح، هذه المرة تجدها مصممة على منع ذلك، سواء في ضوء شخصية الرئيس السوري ام بسبب الخوف من أن يتسرب مثل هذا السلاح الى ميليشيات متطرفة. الرابع، يوجد لاسرائيل نجاح كبير في الجهود لمنع التموضع الايراني في سوريا. قبل سبع سنوات اعتقد الحكم في ايران بانه حتى 2021 سينجح في أن يثبت في سوريا ميليشيا شيعية مسلحة تشبه في قدرتها حزب الله. هذا لم يحصل.

بسبب الفجوة الكبرى في السنوات الاخيرة بالمصالح بين ايران من جهة وبين سوريا وروسيا من جهة اخرى، نشأ تفاهم بين اسرائيل وبين روسيا، وبموجبه نهاجم نحن اهدافا ايرانية في سوريا ولكننا نجتهد الا نهدد اهدافا استراتيجية للاسد. اما الهجمات الموصوفة هنا فلا تتطابق مع هذه السياسة، ومع أنه يمكن الافتراض بان سوريا عرفت كيف تحتويها، محظور الاستنتاج من ذلك انه يمكنها أن تتجلد اذا ما هاجمنا اهداف حكم اخرى. 

المفهوم الخامس، والاهم يتعلق بموقف روسيا، التي كانت شريكا في الاتفاق الامريكي الروسي بشأن تدمير السلاح الكيماوي السوري. فهل روسيا معنية الان بان يكون لسوريا سلاح كيماوي ام لا؟ بقدر ما هو السلاح الكيماوي هام للاسد لكنه غير ذلك للروس، هكذا يسهل على اسرائيل مواصلة العمل لمنع وجوده في سوريا إذ انه طالما كنا نهاجم اهدافا ايرانية، بما في ذلك السلاح لحزب الله، فان روسيا لا تعارض بل وتسمح لاسرائيل بمجال عمل واسع. السادس، نشر هذا النبأ يشكل رسالة غير مباشرة لكل من يشارك في محادثات النووي مع ايران بانه في ظروف معينة لن تستبعد اسرائيل عملا عسكريا ضد سلاح تقليدي – حتى وان كان في ايران. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى