ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  غيورا آيلند- اختبار ثقة

يديعوت– بقلم  غيورا آيلند- 27/10/2021

” كثرة انواع التهديد التي تنتهجها ايران تستوجب منا ان نكون جاهزين على الاقل لسيناريوهين من المواجهة العسكرية العلنية مع ايران. الحالة الاولى هي هجوم مباشر على اسرائيل بالصواريخ والمسيرات التي تستخدمها ايران او الميليشيات الخاضعة لامرتها “.

في العقد الاخير غدت ايران بؤرة لنحو 80 في المئة من مشاكل اسرائيل الامنية. فاضافة الى حزب الله الذي يخضع لسيطرة ايرانية، يمكن أن نشخص ما لا يقل عن أربعة تهديدات مباشرة على الاقل: الاول هو محاولة ايرانية لان تؤسس في سوريا قوة عسكرية تشبه حزب الله؛ الثاني هو محاولات ايرانية لمهاجمة اسرائيل بالسايبر؛ والثالث هو قدرة ايران اليوم على مهاجمة اسرائيل بصواريخ جوالة وطائرات مسيرة مسلحة يمكنها أن تصل من سوريا، العراق واليمن؛ والاساسي هو سلاح نووي من شأن ايران أن تنتجه، وفي غضون وقت قصير نسبيا. 

قبل نحو عقد من الزمان بنت اسرائيل قدرة للهجوم على منشآت النووي الايراني.فرئيس الوزراء في حينه بنيامين نتنياهو قدر بان هجوما اسرائيليا هو أمر ممكن، مرغوب فيه وربما ضروري. قدر بانه اذا ما ردت ايران بهجوم على اسرائيل فان الامر سيؤدي الى انضمام امريكي الى المعركة. لاسباب مختلفة امتنعت اسرائيل عن الهجوم.  فالخطة لمهاجمة ايران دخلت الى جمود عميق منذ 2013. كان واضحا انه في اللحظة التي توقع فيها كل الاسرة الدولية على اتفاق مع ايران فان هجوما اسرائيليا يكون غير منطقي على نحو ظاهر.

اليوم وان كانت ايران والولايات المتحدة على حد سواء تعلنان عن النية للعودة الى الاتفاق غير أن الفجوة بينهما تبدو غير قابلة للجسر. فايران تصر على ثلاثة امور: اولا، الا يكون مجرد العودة الى المفاوضات الا بعد بان ترفع العقوبات الامريكية؛ ثانيا، كل ما طوروه وانتجوه في السنوات الاخيرة بما في ذلك الكثير من اليورانيوم المخصب وعلى مستوى عال – يبقى لديهم وغير قابل للمساومة؛ ثالثا، ان تتواصل الساعة التي بدأت في 2015 بالعمل حتى في سنوات تجميد الاتفاق. بمعنى آخر اذا كانت قيود معينة وافقت ايران عليها لعشر سنوات، فانها تنتهي في 2025.

الولايات المتحدة بايدن، رغم نهجها المتصالح غير مستعدة لان تستسلم للمطالب الايرانية المتصلبة. والاحتمال برأيي في الا يكون اتفاق جديد، اكبر من احتمال أن تحل الخلافات. يعيدنا الامر ظاهرا الى العام 2011، ولكن كثرة انواع التهديد التي تنتهجها ايران تستوجب منا ان نكون جاهزين على الاقل لسيناريوهين من المواجهة العسكرية العلنية مع ايران. الحالة الاولى هي هجوم  مباشر على اسرائيل بالصواريخ والمسيرات التي تستخدمها ايران او الميليشيات الخاضعة لامرتها. هجوم كهذا نفذ قبل سنتين ضد شبكة النفط السعودية، مما ادى الى شللها، وان كان لزمن قصير. لاسرائيل توجد قدرات دفاعية افضل مما للسعودية، ولكن هجوما ايرانيا كهذا ضدنا قد يبرر بل ويلزم برد اسرائيلي في ايران.  

السيناريو الثاني هو في موضوع النووي الايراني. اذا لم تستأنف الولايات المتحدة وايران الاتفاق او استأنفتاه ولكن ايران خرقته بشكل فظ فان اسرائيل ستكون ملزمة بان تكون قادرة على ان تهاجم منشآت النووي. هذه القدرة هامة ليس فقط بسبب الحاجة لاستخدامها اذا ما وعندما، بل لسبب آخر  وهام بقدر لا يقل. من المهم ان تؤمن الاسرة الدولية بان التهديد الاسرائيلي مصداق، وهكذا تجتهد اكثر إما لان تحقق اتفاقا يرضي اسرائيل ايضا، او تفهم ان عليها ان تشدد العقوبات او حتى تعد خيارا عسكريا خاصا بها. 

إن احد الاسباب التي تجعل اسرائيل تسمح لنفسها بان تكون متصلبة بهذا القدر تجاه الولايات المتحدة هو الحقيقة الحزينة بان الولايات المتحدة اوباما، ترامب وبايدن لم تثبت بعد بانه يوجد لها ايضا خيار عسكري مصداق. 

وختاما، فان احتمال المواجهة العسكرية المباشرة بين اسرائيل وايران، وحتى “فقط” بين اسرائيل وحزب الله لا يزال متدنيا، ولكن ليس لاسرائيل مفر غير أن تحسن سواء قدراتها الدفاعية ام قدراتها الهجومية في ايران نفسها، بما في ذلك في مجال السايبر. يحتمل أن يكون شل محطات الوقود في ايران امس يظهر ان اسرائيل لا تهمل هذا المجال الحيوي.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى