ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم عيناب شيف – معادلة بينيت

يديعوت– بقلم  عيناب شيف – 2/8/2021

” نهج المدير العام لبينيت، حتى وان كان منعشا في تواضعه ا لنسبي مقارنة بالوقفة الاستعراضية التي لا تكل لسلفه، ليس بالضرورة الطريق لبث روح الامن لدى الجمهور بل العكس “.

للاسبوع الثاني على التوالي خرج رئيس الوزراء بالبشائر الى الامة يوم الخميس في الثامنة مساء في زمن بث النشرات الاخبارية المركزية. بعد بضعة اسابيع كهذه سيوجد الخليفة لتقاليد مشاهدة  مباريات مكابي تل ابيب في كأس بطولة اوروبا. ربما الى جانب تشديد علاقات العمل مع موشيه كلوجهفت سيستعين نفتالي بينيت حتى بخدمات رافي  بينات كي يبدو الدخول الى الغرفة ايضا كما ينبغي. 

احاطات بينيت، حين كانت هذه المرة الى جانبه محافل اضافية (في الاسبوع الماضي وقف وحده مما شجع تساؤلات في ضوء الحظوة التي تمنح له في مجال منح الحظوات)، كانت ذات صلة: سواء اطلاق الحملة لاعطاء الحقنة الثالثة للسكان في خطر ام الحديث المباشر نسبيا عن الاستراتيجية الراهنة للتصدي للكورونا،  اي الخطوات التي ستلحق حدا ادنى من الضرر بحرية الفرد وبالحياة الطبيعية الاقتصادية. بشكل شخصي وهذا ليس رأي خبير باي حال من الاحوال (ومع ذلك انا لست شايكا ليفي او صحافيين اكتسبوا ثقافتهم الوبائية من غوغل)، يبدو هذا كحسم منطقي وبالتأكيد معقول. وهذه بالتأكيد فيها الكثير من العقل من كثرة التغطية الاعلامية للموضوع والتي يحركها ادمان لن يتحقق الشفاء منه حتى بعد وقت طويل من تخلصنا من الكورونا: التغطية الاعلامية والوقفة التظاهرية.

ومع ذلك بينيت هو رئيس وزراء حديث العهد من خلفه عضوية في الكابينت وولاية قصيرة كوزير للدفاع، ولكن الفجاجة هي جزء لا يتجزأ من عملية الانضاج في منصب لا ثانٍ له. ولكن هنا يضاف عامل آخر وهو ان قاعدة التأييد له ضيقة تقريبا مثل المساحة التي له في ان يخطيء في شؤون الحياة والموت. هذا الوضع، الى جانب ائتلاف يجد صعوبة في اداء مهامه عقب كونه مخلوق عجيب ما كان يخجل فرنكنشتاين، ينتج تخوفا حقيقيا في اوساط الكثيرين من ان يكون العمل كله يدار فقط وحصريا لاجل ادارته. 

بينيت، مثلا لم يرد بعد على اسئلة الصحافيين منذ تسلم مهام منصبهقبل شهر ونصف. الفترة، كالمعتاد في اسرائيل مركبة: الى جانب الكورونا توجد احداث لا تقل دراماتية وربما اكثر، مثل الحرب غير الهادئة حقا حيال ايران والتي تسارعت في نهاية  الاسبوع. اضافة الى ذلك، ورغم أننا لا ننشغل تقريبا بذلك، الضفة تعتمل عقب السأم التام من الحكم المتواصل وغير الديمقراطي لابو مازن بما في ذلك الاعدام الى هذا الحد او ذاك للناقد الصاخب.  اما غزة كالمعتاد، فعلى الاشواك. وانهيار لبنان ليس ايضا شأنا يستهان به.  

وعليه فان نهج المدير العام لدى بينيت حتى لو كان منعشا في تواضعه (النسبي) مقارنة بالوقفة الاستعراضية التي لا تكل لسلفه، ليس بالضرورة الطريق لبث روح الامن في الجمهور وكأن كل شيء على ما يرام والكل يركز على عمله. العكس هو الصحيح:  بينيت، رغم أنه يتمتع بعدة مقاعد مبطنة مريحة في شكل محللين يتمتعون باستئناف العلاقة مع مكتب رئيس الوزراء لا يزال يراوح بين هنا وهناك مثل الشخصيات في  “الماتركس” بهدف التملص من الالغام. وحتى بالنسبة للمبادرة الدراماتيكية من ناحية اساسات النظام كالقانون الذي يمنع عن المتهم بالجنائي  من تشكيل ائتلاف ليس واضحا حقا ما الذي يفكر به.

من اراد ومن نجح في أن يكون رئيس وزراء  مع ستة مقاعد لا يمكنه أن يقضي الولاية باحتكاك نظيف مع العالم وبالصلاة للرب تعالى اسمه (وكذا لله، في هذه الحالة) في أن تمر الميزانية بسلام. كما أن كل انواع الاحابيل الاستفزازية التي تهندسها له محافل التي هي اليوم معه وبعد ساعتين مع خصومه، لن تجديه نفعا. في النهاية، لا بديل للزعامة نفسها. فالدولة ليست شركة استحداث:  لا يمكن ان يكون الرئيس المتصدر للسفينة ولا يفكر الا بايجاد مخرج. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى