ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم عيناب شيف – شعبة الاستخبارات حساب النفس الغائب

يديعوت– بقلم  عيناب شيف – 26/7/2021

” الحقيقة هي ان المركزية المتزايدة للاستخبارات في الامن القومي وبعد ذلك في الاقتصاد تعزز فقط الواجب للايضاح المرة تلو الأخرى تلو الأخرى ما هو المسموح به وما هو المحظور، ما كان صحيحا في حينه ويحتاج الان الى تعديل وما الذي يتطلب الإصلاح السريع قبل الاضطراب التالي “.

عقد الاسبوع الماضي في بئر السبع المؤتمر السنوي لشعبة الاستخبارات. المكان، على اي حال، لم يكن صدفة : فموضوع المؤتمر كان “تسجيل الدخول الى  النقب” (يبدو ان احدا ما اراد حقا الربط بين الانتقال الى النقب والاحساس بالضيافة في فندق)، والمسؤولون الذين القوا خطابات في الحدث – وزير الدفاع، رئيس الاركان،  رئيس شعبة الاستخبارت المنصرف ورئيس بلدية بئر السبع – تحدثوا واثنوا على الخطوة على اعتبار انها تجسيدا لحلم بن غوريون الصهيوني. 

يمكن أن نفهم لماذا لم يحتل المؤتمر عناوين رئيسة كثيرة: فلم تصدر هناك اقوال جديدة عن التهديدات التي تحيط باسرائيل، الرسائل الموجهة الى الخارج لم تجتاز تأكيدا كي تصل الى الاذان الصحيحة. ولم تكشف تفاصيل سرية وعاصفة. خطاب رئيس الاركان، الشخصية التي اثبتت قدراتها الخطابية، تكرس للمديح، الثناء، الشكر، التباهي، المبالغة، المجاملة وقصاعد التمجيد – وهذا هو، انتهت الكلمات لاجل وصف ما حصل هناك. قد يبدوا هذا منطقيا لمعظم القراء، ولكني اعترف (اي، اضافة الى مجرد الاعتراف غير البسيط: بالفعل تكبدت عناء مشاهدة مؤتمر شعبة الاستخبارات) بان هذه كانت مفاجأة سلبية بالضبط للاسباب التي جعلت الموقف يبدو مثيرا للفضول. 

لم تكن الفترة الاخيرة بسيطة على الاستثمارات: فحملة “حارس الاسوار” بدأت بالفشل في توقع قرار يحيى السنوار ونار الصواريخ الى القدس، مما خلق ميزانا جديدا وحساسا حيال حماس. ولاحقا جاءت “حملة التضليل” التي جرى الحديث عنها وولدت انجازات اقل بكثير مما تم تسويقه للجمهور. وعندها انكشفت قضية ضابط الاستخبارات الذي انتحر، وطرحت اسئلة عسيرة عن سلوك الجيش حتى قبل القصور الظاهر في السجن العسكري. في الاسبوع الماضي قبل يوم من حديث الفريق افيفكوخافي عن كم هي الاستخبارات ذكية، مميزة و”تجعل قدراتنا اكثر اخلاقية”، مرة اخرى  رفعت الى ا لعناوين الرئيسة شركة NSO كان هذا تذكيرا أليما لدرجة المكالمة بين الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء عما يمكن أن تفعله افضل العقول التي خرجت من وحدة مثل 8200 بعد أن انتهوا من تحويل “قدراتنا الى اكثر أخلاقية بكثير”. يخيل أن شيئا من هذا لم يشغل بال الحاضرين، وبالتأكيد ليس مثل مسألة هل سيفضل الجنود تسجيل الخروج من الجيش قبل أن يتوجهوا الى تسجيل الدخول الى النقب. دعك من المواضيع التي لم تنل تطرقا مباشرا، غير مباشر أو تلميحا برقة: كوخافي وصف “حارس الاسوار” كنجاح استخباري عظيم وكأن بدايتها لم تكن حرجا استراتيجيا بارزا. ولعل أي من المسؤولين لم يرغب في تخريب  الاحتفال مع بعض النقاط التي ينبغي فيها الاعتراف بالاخطاء كي يثبت بان قدرة التعليم لدى الجيش بعامة وشعبة الاستخبارات بخاصة لا ترتبط فقط بالتحسينات في المجال المسمى “السايبر الهجومي”. 

غير أن القيادة الحقيقية، من النوع الذي يدعي الجيش الإسرائيلي أنه يمثلها، لا تطمس المشاكل ولا تتجاهل العوائق. والحقيقة هي ان المركزية المتزايدة للاستخبارات في الامن القومي وبعد ذلك في الاقتصاد تعزز فقط الواجب للايضاح المرة تلو الأخرى تلو الأخرى ما هو المسموح به وما هو المحظور، ما كان صحيحا في حينه ويحتاج الان الى تعديل وما الذي يتطلب الإصلاح السريع قبل الاضطراب التالي. هذا هو الخط الذي يربط بين الاحداث آنفة الذكر، ولا سيما الإحساس بجعل الاستخبارات النخبة الجديدة التي تتعاطى مع الميول في عمق السيليكون: الكثير من الكفاءة، الغرور ا لذي لا نهاية له، القليل جدا من الانسجام الفكري وتقريبا بلا أي حساب للنفس. واذا كان هذا ما سيبقى هناك في السنوات القادمة، فان خطوة مبهرة مثل الانتقال الى النقب ستتسخ بتلك البصمات التي يمكن ان نجدها في وسط البلاد. 

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى