ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  عوفر شيلح – وقود جديدة لمسيرة السخافة

يديعوت– بقلم  عوفر شيلح- 31/10/2021

” تتصرف اسرائيل في الموضوع الايراني بالطريقة السخيفة اياها مثلما في كل المواضيع الامنية: نزعة القوة تحت غطاء الذكاء، غرور “لنا مسموح”  والادمان على العمل التكتيكي و الابتكارات التكنولوجية بينما الوضع الاستراتيجي يتدهور “.

بشّر نبأ في صفحة “هآرتس” الاولى  بان “اسرائيل حددت هدفا جديدا في ايران” – جودة حياة الطبقة العليا “قشدة طهران”، على حد قول مصدر سياسي رفيع الذي أكد (أي سرب بفخر) السياسة الجديدة. ارتبط النبأ بمنشورات عن هجمة سايبر ضربت كل محطات الوقود في ايران، ونسبت لاسرائيل – عن حق أم عن غير حق، لا أدري. الطوابير للوقود، وفق منطق المصدر السياسي الرفيع، ستدفع القشدة للضغط على النظام للتراجع عن البرنامج النووي، ويأتي لصهيون الخلاص. 

لم يحظَ النبأ تقريبا باي صدى جماهيري، إذ ليس عندنا نقاش حقيقي حين يصل هذا الى ايران. ولكن يوجد فيه كل عناصر السخافة الاسرائيلية المتواصلة في الموضوع الايراني، وفي المواضيع الامنية بالعموم: نزعة قوة تحت غطاء الذكاء، غرور “لنا مسموح” والادمان على عملية تكتيكية وابتكارات تكنولوجية، بينما الوضع الاستراتيجي آخذ في التدهور. بهذا المفهوم، فان الحكومة الحالية هي استمرار لعهد نتنياهو، والنتيجة واضحة: ايران هي التي ستقرر اذا ومتى ستعود الى المفاوضات مع الولايات المتحدة، التي تكاد تستجديها للعودة والحديث؛ وايران هي التي ستقرر اذا ومتى ستكون لها قنبلة نووية، والتي هي تهديد وجودي على اسرائيل.  

نبدأ من انعدام الجدوى: لماذا يفترض احد ما بانه سيكون “ضغط من القشدة؟ فالجمهور الاسرائيلي لا يقل دلالا عن النخبة الايرانية. ولكن اذا ما شلت عملية سايبر ذكية من  الايرانيين او من الفلسطينيين آلة القهوة في شمال تل أبيب، سيكون احتجاج ضد سياسة اسرائيل في المناطق؟ مثل هذا النوع من الضغط، الذي يتماثل علنا مع جهة خارجية معادية، يدفع الناس فقط لان يتكاتفوا معا، وبالتأكيد في ايران، الدولة ذات الاحساس التاريخي، العزة الوطنية والنظام الذي عينه مفتوحة ويده ثقيلة. عقوبات ترامب لم تخضع ايران؛ فلماذا يعتقد احد ما بان طوابير الوقود ستفعل هذا؟

نواصل في الغرور: اي دولة اخرى في العالم تسمح لنفسها بسلوك كهذا، بل وتتباهى فيه في التسريبات للصحافة. تلك الدولة التي باسم التهديد الوجودي عليها – وعندنا كل شيء هو تهديد وجودي – تهاجم كل يوم تقريبا كل من تريده في ارجاء الشرق الاوسط. يوجد لهذا حتى اسم لامع، المعركة ما بين الحروب.

أنا مع استخدام القوة عند الحاجة. ولكن بهذه الطريقة هذا لا يحقق شيئا حقا، ويعطي فقط اعداءنا الرخصة ليس فقط لان يردوا بالقوة بل اساسا لان يتقدموا الى انجاز حقيقي. تماما مثلما في “حارس الاسوار” سجلت حماس لنفسها نجاحات هائلة في مستوى السياسة والوعي، ونحن اسقطنا مبان وروينا لانفسنا بان هذا يخلق عندها “خريطة ألم” او تعبير آخر من دائرة الوعي في جهاز الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي.

هكذا ايضا في الموضوع الايراني: نحن نتباهى بهجمات جوية، بالسايبر وبالتصفيات، وفي هذه الاثناء يتموضع الايرانيون في سوريا من خلال مساعدة مدنية وخلق ارتباطات؛ يعقدون اتفاقات مع الصين وروسيا لتلطيف حدة ضرر العقوبات، يقتربون حتى من اعدائهم الالداء في السعودية ويسيرون نحو النووي حين تكون اسرائيل غير ذات الصلة في البحث على الاطلاق.

لا ينبغي أن يكون اي شك: ايران نووية هي بالفعل تهديد غير مسبوق على اسرائيل، سواء لاننا “دولة قنبلة واحدة”، على حد قول الرئيس السابق رافسنجاني، أملان هذا سيغير وجه الشرق الاوسط. ينبغي عمل كل شيء كي لا يحصل هذا. ولكن بعد سنوات من العمل السري والعمل السياسي الحكيم من خلف الكواليس، في السنوات الاخيرة التبجح الاسرائيلي، انعدام التفكير (مثلا في  الضغط على الولايات المتحدة للانسحاب من الاتفاق النووي) والادمان على الابتكارات ذات نزعة القوة تساعد فقط ايران على الاقتراب من القنبلة. 

ولعله يوجد تفسير آخر، هو أيضا بدايته في نتنياهو وتواصله في العهد الحالي. كل شيء على الاطلاق للاستهلاك الداخلي. بيبي امتطى جواد التخويف الايراني على مدى عهد. منذ تسلم نفتالي بينيت مهام منصبه وهو ينثر اقوالا عن ان الجيش في واقع الامر لم يكن جاهزا للهجوم في ايران (وهو، بالطبع، سيعده وسيكون جاهزا للهجوم)، وفي هذا الجانب تأتي التسريبات عن طرق عمل جديدة ولامعة. ومع كل يوم تتواصل فيه هذه السخافة قد تكون ايران تواقة للوقود، ولكنها تواصل التقدم نحو اهدافها. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى