ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  عوفر شيلح – الحجم ليس كل شيء

يديعوت– بقلم  عوفر شيلح – رئيس سابق للجنة الفرعية لبناء القوة في لجنة الخارجية والامن ،  واليوم باحث في معهد بحوث الامن القومي في جامعة تل أبيب – 13/7/2021

” لا ينقص الجيش جنود ولا وسائل. ما ينقصه هو مفهوم امن وطني  يقرر اهدافا ومفهوم تفعيل للجيش يقرر كيف تتحقق “.

ايال زمير، نائب رئيس الاركان المنصرف هو من اكثر  جنرالات الجيش الاسرائيلي جدية وتفكر. في  سنواتي في لجنة الخارجية والامن جلست قبالته مرات عديدة، وانبهرت بالمهنية التي ابداها. وبالذات لهذا السبب فان قوله في الاحتفال الذي ودع فيه منصبه هذا الاسبوع يستوجب فحصا نقديا. 

“يوجد الجيش الاسرائيلي على حافة حجم وعدد من القوات في الحد الادنى امام تهديدات اكثر تعقيدا من تلك التي شهدناها في السنوات الاخيرة”، قال زمير، حسب تقرير يوسي يهوشع في “يديعوت احرونوت”. ان نائب رئيس الاركان، المسؤول الاساس عن مبنى القوة في الجيش، يقول لنا ان ليس للجيش ما يكفي من الوسائل والاشخاص لاجل الصمود في سيناريو متعدد الجبهات – حرب في الجنوب وفي الشمال، نار ثقيلة على الجبهة الداخلية، امكانية اشتعال موازٍ في يهودا والسامرة وربما الحاجة الى المساعدة في الحفاظ على الامن الداخلي. 

حلت أمس الذكرى الـ 15 لحرب لبنان الثانية. بعدها اتهم مسؤولون كبار في الجيش تقصير الخدمة في 2005 والمصاعب المالية بالانجازات الهزيلة التي كانت للجيش. كان هذا هراء في حينه، ومحظور التفكير هكذا الان. فطريقة التفعيل والانجازات للجيش الاسرائيلي في المعارك الاخيرة تستوجب بالفعل فحصا مهنيا، على نحو منقطع عن الهذر عن “حماس التي تعلمت الدرس” والتباهي بالضرر المادي الذي لحق بقطاع غزة. ولكن سبب ذلك لم يكن نقص في الوسائل. فغياب المفهوم، التردد في تفعيل القوة البرية واهداف متلعثمة وليس عسكرية  (“حماس ضعيفة وملجومة” او “اعادة الردع”) كانت مقررة اكثر من عدد الجنود والدبابات. 

لا ينقص الجيش الاسرائيلي جنود. فعدد المرشحين لخدمة الامن هو الاكبر من اي وقت مضى، وسيزداد بوتيرة سريعة في السنوات القريبة القادمة، بسبب معدلات الولادة العالية في اسرائيل. الامر يغطي، واكثر بكثير من هذا، على الهبوط في المعدل (وليس في العدد) اولئك الذين يتجندون فعلا، بسبب “توراته معتقده” واسباب اخرى – ظاهرة مقلقة بحد ذاتها، تقوض اساسات جيش الشعب. كل هذا دون ذكر جيش الاحتياط الكبير. للجيش الاسرائيلي لا تنقص الوسائل. ما كان يكفي امام جيوش نظامية كبيرة ليس العائق الكمي في المواجهة مع الاعداء الحاليين – جيوش من رجال العصابات والارهاب، مصممين ومتزمتين ولكنهم محدودين بوسائلهم. فليس لهم اي دبابة او طائرة، لنا توجد اسراب طائرات وفرق مزودة بالمنصات الاكثر تقدما في العالم.  الميزانية العسكرية العامة لحزب الله وحماس لا تصل الى 15 في المئة من ميزانية الجيش الاسرائيلي التي هي بحد ذاتها اقل من نصف ميزانية الامن الاسرائيلية. 

ما الذي ينقص بالتالي للجيش الاسرائيلي ولاسرائيل؟ ينقصهما مفهوم امني وطني تحدد اهدافا، ومفهوم تفعيل للجيش يقرر كيف تتحقق. ينقص التزام بتغييرات ذات مغزى في مبنى القوة وتنفيذ المفاهيم في الزمن الحقيقي. ينقص بحث حقيقي وقرارات شجاعة من القيادة السياسية والعسكرية ما الذي بالضبط نفعله مع الجيش الكبير، الذي يصبح حجمه مشكلة وليس حلا.

قبل سنتين ونصف نشرت مع عومر بارليف، الذي كان في حينه موازٍ لي كرئيسين للجنتين الفرعيتين ذاتي الصلة في لجنة الخارجية والامن واليوم وزير الامن الداخلي، وثيقة عن مستقبل الجيش البري. قررنا فيها بانه “جدير للتفوق النوعي للجيش ان يحرره من الحاجة الى تفوق نوعي كبير في كل وقت”. شريطة أن يبنى ويفعل على نحو صحيح. منذئذ  وحتى اليوم لا توجد للجيش الاسرائيلي خطة متعددة السنين كاملة ومقرة، ليس له ميزانية متعددة السنين، لم يكن في الكابينت السابق او الجديد اي بحث عميق ولم تتخذ اي قرارات حاسمة ملزمة. هذا الواقع الذي يعمل فيه رئيس الاركان ونائبه، ويجب أن يقلقنا اكثر بكثير من كمية الجنود والدبابات. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى