ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  عوديد شالوم – يمكن أن نثني، دون أن نتحمس

يديعوت– بقلم  عوديد شالوم – 10/11/2021

” بدون مشاركة جهاز القضاء كله، بما في ذلك تغيير التشريع وتشديد العقاب، من شأننا أن نكتشف ان لحملات مثل تلك التي كانت للعميل اوشن لا يوجد اي معنى “.

طريق 222 يقطع النقب عرضا قرب ميادين النار في تساليم. هذه ساعة مساء مبكرة والظلام بات يهبط والطريق مظلم، ولا عواميد إنارة على طوله. منذ زمن غير بعيد اطلقت من عمق المنطقة صلية طويلة من سلاح اوتوماتيكي، رصاصات تشق الظلام. 

في واقع النار اليومية في الوسط العربي، هنا ايضا، في ميادين التدريب لجيش الدفاع الاسرائيلي، ليس واضحا من يطلق النار: الجيش ام المجرمون البدو؟ كل يوم أمس سمعنا قصصا عن كميات السلاح الهائلة التي تدور في الشتات البدوي. في مواقع الاخبار وفي النشرات علم بالحملة اللامعة للعميل الشرطي “اوشن”، والتي أدت الى امساك عشرات الوسائل القتالية. فليكن واضحا بان هذا بالتأكيد نجاح مبهر. فالشرطة تبذل جهودا جبارة ولا تضن بالمقدرات. ملايين الشواكل كلف تفعيل العميل، الذي دفع باوراق نقدية معلمة ووثق الصفقات. 

قبل نحو ثلاثة اشهر كتبت عن حملة مشابهة لوحدة “إتغار” من لاهف 433. هناك استخدم شرطي كعميل وامسك باكثر من عشرين قطعة سلاح. منذئذ امسكت الشرطة مئات عديدة من الوسائل القتالية، الاسلحة الاوتوماتيكية، المسدسات، القنابل اليدوية، الواح المتفجرات والاف الرصاصات. القدم تضغط حتى النهاية على دواسة البنزين، ولكن يخيل أن هذا البحر العكر يفرغ بشوكة. لا يهم كم تمسكون فان النار تستمر والعنف لا يتوقف. 

ليس صدفة أن قال امس رئيس الوزراء بينيت ان مخزون السلاح غير القانوني في اسرائيل هو احد أكبر المخزونات في الشرق الاوسط. الى هذا الانجاز وصلنا “بفضل” اهمال لعشرات السنين. والان كلنا، يهودا وعربا، ندفع ثمن هذا الاهمال. 

 يتم اطلاق النار في معظمه في داخل البلدات العربية في وسط البلاد وفي شمالها وفي المجال البدوي في الجنوب. ولكنه ينتقل احيانا الى بلدات يهودية مجاورة، مثلما شهد سكان عومر. في اللد اطلقت رصاصات نحو افراد من الشرطة في اثناء اضطرابات شهر ايار هذه السنة، وفي كفر كنا في الشمال ايضا اطلقت النار على افراد الشرطة. في جهاز الامن يوجد اليوم فهم بانه في الاضطرابات التالية ستزداد احداث اطلاق النار نحو قوات الامن التي تحاول فرض النظام في الوسط العربي.

يمكن ان نطلع على ما ينتظرنا جميعا من موقع تويتر لمستخدم يدعى موشيه كوزاك. فهو يعترض افلاما ينشرها عرب اسرائيليون في الشبكات الاجتماعية، و بالاساس الى التك توك حيث يظهر فيها استخدام مهني جدا لاسلحة مختلفة. بوجوه مكشوفة، واحيانا يكون هؤلاء قاصرين، يظهر مسلحون يسافرون وهم يحملون بنادق ام 16 في سيارة تسير امامها دورية شرطة. توجد هناك افلام توثق نار عابثة في ساعات الليل نحو اللامكان ونار ردعية نحو البيوت. كل هذه المادة مكشوفة وليس واضحا ما الذي تفعله الشرطة في هذا الشأن. 

حملات مثل تلك التي انكشفت امس ضرورية في هذه الحرب. فهي تبث روحا قتالية واحساس نجاح في اوساط افراد الشرطة وقادتهم وتظهر اساسا انه بالتصميم وبالمثابرة يمكن الوصول الى انجازات. ولكن بقدر ما هي ناجحة وبقدر ما ستكون حملات اخرى كهذه، فان هذا ليس كافيا. ففي هذه المعركة ينبغي لكل الحكومة أن تشارك. وعلى الجيش ان يوثق حماية الحدود وحراسة قواعده. وعلى الشباك ان يقدم دوره من خلال مصادره في الميدان وقدراته التكنولوجية المميزة. الشرطة بحاجة لان تتلقى مزيدا من الميزانيات والقوات كي تتمكن من بسط سيادة الدولة في اجزاء واسعة من هذه البلاد والتي تركت سائبة في أيدي المجرمين. والاهم هو الضلع الذي تستند اليه كل اعمال الشرطة وحرس الحدود في جبهة الحرب هذه الا وهو جهاز القضاء الذي ينبغي له أن ينفض عن نفسه عدم الاكتراث. فاذا ما اطلق سراح مشبوه عثر على سلاح في بيته الى الاقامة الجبرية لدى اقربائه لان هذه هي المرة الاولى التي يمسك فيها سلاح لديه، فخسارة على كل الجهد. بدون مشاركة جهاز القضاء كله، بما في ذلك تغيير التشريع وتشديد العقاب، من شأننا أن نكتشف ان لحملات مثل تلك التي كانت للعميل اوشن لا يوجد اي معنى. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى