ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  عنياف شيف – ما يخيف

يديعوت– بقلم  عنياف شيف – 18/10/2021

” ما يخيف حقا ليس عنصرية سموتريتش اللفظية بل ما يمكن ان تصبح عليه في المستقبل من تجسيدات عملية خطيرة “.

اللواء جمال حكروش، المسؤول من الشرطة لاحباط الجريمة في الساحة العربية، ادخل الى الزاوية. الصحافي روعي غاتس الذي أعد مسبقا عدة افخاخ ذكية من المنصة المتواضعة في مناسبة ثقافية في بئر السبع، سأله أول امس عن رأيه في الهتاف المعيب من جانب النائب بتسلئيل سموتريتش في الكنيست تجاه النواب من القائمة المشتركة والذي جاء فيه “انتم هنا بالخطـأ لان بن غوريون لم ينهِ المهمة في العام 1948 ولم يلقِ بكم”.  حكروش، المسلم الاول  في منصب لواء في الشرطة، حاول نقل ثقل الوزن من الاقوال الى القائل: “كل قول يقال، يفضل احيانا فحص من الذي قاله… من شخص آخر كنت ساشعر بالاهانة”. 

حكروش، كما هو معقول الافتراض، فهم بانه مع الظهر الى الحائط. فبصفته يرتدي بزة رسمية كان من السيء جدا لو أنه وصف منتخبا من الجمهور بكلمات مثل “عنصري” و “فاشي”، حتى لو كان يؤمن بذلك. وبالمقابل، واضح أن التصريح لم يبقيه لامبال. فهو بنفسه ادعى بانه لو لم يكن هذا هو رئيس حزب الصهيونية الدينية لشعر بالفعل بالاهانة. وبالتالي فان حكروش، الذي قد يكون فوجيء بالسؤال وقد يكون فكر مسبقا بصيغة  تجعلهيسير بلا ويشعر مع، اعاد الكرة الى الساحة الاعلامية: لماذا يعطي منصة، وهذه ليست المرة الاولى، وما شابه. 

علاقات القوى بين حكروش وسموتريتش تفرض على الاول السير على حبل رقيق والاجتهاد الا يقع. ولكن هذا لا ينبغي أن يمنع الاخرين من أن يقولوا لضابط الشرطة الكبير ان تحليله مغلوط وللمدى البعيد خطير ايضا. سموتريتش، مثلما شرح الصحافي، ليس ظاهرة هامشية سياسية وبرنامجه ليس في دائرة هامشية صغيرة. فهو، كما اسلفنا منتخب جمهور مع غير قليل من المقاعد من خلفه (واستطلاعات لا بأس بها على الاطلاق في الحاضر ايضا). وللتمييز عن خصومه، من خلف اقواله يوجد ايديولوجي مصمم وذكي جدا، يرى نفسه من يعرض فكرا ثابتا ومرتبا. 

في احدى تغريداته بعد الخطاب في الكنيست (في الكنيست!) شرح سموتريتش بان ليس له “اي نية للاستسلام لاملاءات السياسة السليمة”. الحقيقة المحزنة هي ان رد حكروش بالذات يمثل  استسلاما. ليس فقط لاملاءات الرسمية (التي هي محتمة)، بل لنظام الاقصاء الذي هو بنفسه فرع من السياسة السليمة. ان يقال “اذن قال” عن سموتريتش يشبه غض نظر اجزاء في اليسار وفي اليمين عن ميول مقلقة لا تستوي مع الواقع وتمس بالافكار المثالية. كما أن طريق الوسط المتمثل في ارسال سموتريتش الى اهداف اليمين وضمه في رزمة واحدة مع قمامة المناهضين للصهيونية من اليسار، هو التصرف وكأن السنة هي 89 والاحتلال لا يزال قابلا للتراجع ولا يوجد احتمال لان يحشر زعيم الليكود بكل قوته كهانيا في المجلس التشريعي. الوسيلة هي مكان حرج للتواجد فيه ولكن النوم في داخله هو فكرة سيئة. 

إذ انه عندما يقول سموتريتش ان “بن غوريون لم ينهِ المهمة” فالقصة هي ليست ما فعله بن غوريون حقا، لم يفعله، او نوى فعله؛ ما ألمح به أحد السياسيين الكبار في الدولة، وزير سابق وعلى ما يبدو وزير مستقبلي أيضا، هو أن “المهمة تنتظر مقاول تنفيذ اكثر نجاعة بكثير. ولما كان المعنى الاخلاقي واضح، يجدر الانتباه لما قاله  اللواء حكروش حقا في النهاية: ” هذا قول اول له؟ لا أول ولا ثانٍ. اليوم ضد العرب، غدا سيكون ضدك”. وما لم يستوعبه حكروش بعد هو بالضبط ما يخيف هنا. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى