ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  عميحاي أتالي- لنقلب كل حجر

يديعوت– بقلم  عميحايأتالي- 10/10/2021

” الفكرة اليهودية الصهيونية هذه التي في اطارها نخاطر بحياة الانسان، وبالتأكيد من اجل جلب اخينا الاسير بينما هو لا يزال على قيد الحياة ولكن ايضا كي نفهم بشكل مؤكد ما حصل لمصيره، حتى لو كان مات، هي قاعدة اساسية للغاية، اذا كنا نريد ان نواصل ادارة المشروع الصهيوني “.

دولة اسرائيل ستفعل كل شيء. عليها ان تفعل كل شيء. كل شيء جريء، ابداعي، عملياتي (ومسؤول بالطبع) لحل لغز رون اراد. المؤسف هو أنه في الفجوة التي بين قضية سقوط رون اراد في الاسهر وبين قضية أسر جلعاد شاليط هو أن الاعمال التي قامت بها اسرائيل كي تحررهما  تبدو مختلفة بشكل جوهري. من عمليات جريئة لاختطاف اوراق مساومة واعمال خفية للعثور على بقايا، انتقلنا الى انبطاحية غير مفهومة امام منظمة  ارهابية وتحرير بالجملة لمئات القتلة ومئات سجناء آمنيين آخرين ايضا.  

في الاسبوع الماضي انطلقت اصوات يفترض بها أن تهز اذان من لا يزالون يتمسكون بالفكرة الصهيونية. جهات تميل لان تمتدح وتمجد الصفقة لتحرير جلعاد شاليط والمقابل الهائل الذي تضمنته، رفعوا صوتا  بالتوقع منا ان نهجر رون اراد. من ناحيتهم يجدر تحرير مئات القتلة مقابل اسير ولكن الا نستخدم باي شكل القوة العملياتية لدولة اسرائيل. الادعاء هو انه يجب ترك رون ولا ينبغي باي حال تعرض رجال الاستخبارات للخطر فقط من اجل الحسم النهائي للغز الذي ارتبط باسم رون. الحياة من ناحيتهم هي فيلم سينمائي. وهي لا تستحق نهاية سعيدة. 

ولكن الموضوع ليس حاجة شعب اسرائيل. فالمحاولات العديدة جدا لحل لغز رون اراد هي الاساس لوجود المشروع الصهيوني. كما توجد غير قليل من الكليشيهات التي يمكن الانجرار وراءها في هذه المسألة: يمكن القول ان مقاتلا من الجيش الاسرائيلي يوجد في الاسر يجب أن يعرف بان دولة اسرائيل ستفعل كل شيء كي تعزز روحه بينما هو في الاسر، ولكن اكثر من هذا كي تحرك مقاتلين للمخاطرة بأنفسهم والقتال من اجلنا في ظل المعرفة بان من شأنهم ان يقعوا في الاسر. على طاولة وزير دفاع واحد على الاقل وضعت امكانية فداء اراد في صفقة بدا ثمنها له عاليا جدا. قرر رابين الا ينفذ الصفقة مع منظمة أمل ولاحقا ضاعت آثار رون. من جهة اخرى في عهد رابين اقرت اعمال لا يمكن تصورها اليوم. العمليات التي تقشعر لها الابدان لاختطاف مصطفى ديراني وعبدالكريم عبيد هي فقط ما هو معروف لنا. 

ان الفكرة اليهودية الصهيونية هذه التي في اطارها نخاطر بحياة الانسان، وبالتأكيد من اجل جلب اخينا الاسير بينما هو لا يزال على قيد الحياة ولكن ايضا كي نفهم بشكل مؤكد ما حصل لمصيره، حتى لو كان مات، هي قاعدة اساسية للغاية، اذا كنا نريد ان نواصل ادارة المشروع الصهيوني. الفكرة الصهيونية تعنى ايضا بالعائلات التي تبعث دون ان تُسأل بابنائها وبناتها لتعرض حياتهم للخطر من اجل الدولة. على هذه العائلات ان تعرف بان لكل قصة نهاية. هذه دائرة الحياة ولاسفنا الموت ايضا التي تطلبها منا الحياة اليهودية والصهيونية. ان تخاطر وان تعرض الاخرين للخطر، وان تعرف بانهم سيفعلون كل شيء من أجلك ومن أجل عائلتك. الناس الذين يتجندون لتلك الوحدات الخاصة ومحافل الاستخبارات يعرفون هذا جيدا وهم يخرجون بوعي كامل لهذه العمليات. 

النقطة هي انه لم يكن لمن يدعون الان لان ندع رون اراد مشكلة مع صفقة لافتدائه، حيا أم ميتا، مئات مئات او الاف المخربين، مثلما ثبت في صفقة شاليط، سرعان ما سيعودون للمس بنا وهكذا ندفع ثمنا بحياة الانسان. هذا ليس لانهم حقا يريدون أن ندع رون، بل ان ما يزعجهم هو حقيقة ان دولة اسرائيل تستخدم قواتها التي هي ابداعية فاعلة وجريئة. صفقة كانت معناها انبطاح امام منظمة ارهابية ما كانت لتحركهم على ما يبدو. وهذا دليل آخر على أنه ليس مؤكدا على الاطلاق بانهم معنيون باستمرار وجود هذا المشروع. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى