ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم عميحاي أتالي – ضحايا الفوضى

يديعوت – بقلم  عميحاي أتالي– 3/3/2021

دولة اسرائيل تترك سائبة مناطق عديدة في داخلها لا سيطرة لها عليها فيعربد فيها المحليون وتصبح خطيرة على العيش فيها. حالة المواطن العربي ابراهيم حامد الذي تعرض لمحاولة قتل في مئة شعاريم ليست حالة نادرة.

دولة اسرائيل، كما يتبين، هي منتجة عليا للحكم الذاتي بلا حكم وبلا حاكم. أحياء من المؤمنين بلا أي رب. بعد النقب والجليل، بني براك وشرقي القدس، الرملة واللد تفضلوا باستقبال الابتكار الجديد للعام 2021: الاحياء الحريدية في العاصمة.  

في الايام الاخيرة طافت قصتها الى السطح وجاءت في ملابسات مأساوية: ابراهيم حامد، سائق تسفير من سكان شرقي القدس علق في اطراف حي مئة شعاريم. فقد استدعاه سكان حريديم لنقلهم ولكن تعثر حظه فعلق في احدى المناطق الاكثر جنونا في المدينة. وصل الى  شارع هحوما هشليشيت – المكان الذي يتجمع فيه  جماعة اليعيزر بيرلند عديمي القيود والى جانبهم يتسكع فتيان حريديم عديمي الاطار وجملة اخرى من الزعران من عدة احياء في المنطقة. القاسم المشترك بينهم جميعا هو السأم والكثير جدا من الطاقات غير المتحققة. كل من يمر في الحي ولا يروق لهم كفيل بان يصبح ضحية. قد يكون هذا مجرد علماني، او امرأة بلباس ليس محتشما تماما، كل رجل امن من شأنه ان يتعرض للضرب وبالتأكيد ليس طيبا لك ان تكون عربيا في هذه المنطقة المهزوزة. اساس عملهم هو البحث عن الحركة والفوضى. جلعاد كوهن نشر امس في موقع “واي نت” جملة توثيقات لهذا السأم. في البوريم – عيد المساخر سكروا في الشارع واطلقوا الالعاب النارية على السيارات المارة، وقبل شهرين انضموا دون أن يكونوا مدعويين الى اعمال الشغب لفتيان التلال بعد وفاة اوهافيا سنداك وعندما لا يكون هناك من يعتدون عليه فانهم يضربون الواحد الاخر في الشارع.

99 في المئة من السكان في هذه الاحياء هم ضحايا انفسهم. فهم يريدون ان يعيشوا حياة حريدية، ان يناموا بهدوء في الليل وبالتأكيد لا يريدون ان يتعرض اطفالهم لنماذج بشرية تجعل الحي لا يطاق. صحيح أن هذا  مرض للمجتمع الحريدي الذي لا يعرف كيف يرعى شبيبة الهوامش لديه، ولا يزال، فان السلطات لا تفعل شيئا كي تقتلع هذه النباتات الضارة. لا الخدمات الاجتماعية، لا الشرطة ولا البلدية، احد لا يوجد هناك. والنباتات الضارة بطبيعتها، اذا لم تقتلع، فانها تنمو فقط، تتسع وتتكاثر.

ابراهيم حامد البائس هو مقيم في واد الجوز، حي عربي في شرقي القدس، منذ زمن أصبح هذا الحي اكثر جذبا للسفر فيه مما في مئة شعاريم. وقد وصل الى شارع هحوما هشليشيت وبدأ يتعرض للضرب من كل صوب. خبط المشاغبون السيارة، كسروا المرايا، وعندها دخلوا اليها وبدأوا يبرحوه ضربا. فقد السيطرة، ضغط على دواسة البنزين وهكذا في ملابسات مأساوية لاق حتفه ايتمار بن آبو، ابن 47.

شرطة اسرائيل التي تكاد لا تكون في هذه المناطق، لم تكن هناك ايضا في تلك اللحظة. فر حامد للنجاة بروحه ووصل الى حل الشيخ جراح المجاور. دخل الى محل بملكية عربية ونجح في استدعاء النجدة. حامد خضع للتحقيق في البداية كمشبوه بالتسبب بالموت بخفة عقل الى ان انتبه امس احد ما لحقيقة أنه في واقع الامر هو الضحية.

وهذا مرة اخرى يعود الى النقطة ذاتها، دولة اسرائيل تترك سائبة عن وعي مناطق كاملة في داخلها. اليوم لم يعد آمنا السكن في عراد اذا لم تكن ترغب في أن يقتحم بيتك اناس كل ليلة، من المتعذر السكن في اللد اذا لم تكن معنيا بان تدخل رصاصات طائشة الى شرفتك، وخطير  جدا السفر في اربعة احياء حريدية في القدس اذا كنت تريد العودة الى بيتك بقطعة واحدة.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى