ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم عميحاي أتالي – تعلموا من التايوانيين

يديعوت– بقلم  عميحاي أتالي – 30/9/2020

” لما كان الانضباط الذاتي ليس خيارا عمليا، فلا  مفر من التقدير باننا اذا لم نفرض هنا انفاذا دراماتيكيا فان الكارثة الحقيقية لا تزال امامنا “.

ثمة سبيلان للتغلب على الكورونا: تجند مدني هائل  او انفاذ بلا هوادة. في هذه اللحظة لا يوجد هنا أي من هذين السبيلين، ومن شأن هذا أن يكون خطيرا جدا.

نحن نعرف جيدا كيف نتجند لمساعدة المقاتلين الذين ينقصهم العتاد في الجرف الصامد. كل اسرائيلي مع تندر سيجد الثغرات في الطريق نحو غلاف غزة ويلتقط لنفسه الصور في مواقع تجمعالقوات وهو يوزع السجائر للمظليين. لدينا جاهزية عظيمة للعطاء، ولكننا لا نعرف كيف نعمل الا بطريقتين: إما بالفضيحة أو بالاحتفال. إما بعد ثانية سيموت الجميع ولا مفر من اغلاق عام أو هيا الى الفوضى، الكورونا مجرد خدعة وهيا ارقصوا، عرض جماعي لعيدن بن زكان. ولكن هذه المرة يدور الحديث عن معركة طويلة، منهكة وشفافة.  اشهر طويلة من وضع الكمامات داخل السوبرماركت ستمنعنا عن ثانية واحدة من التعرض لمريض ما وفقط هكذا ننجو من العدوى. هذا هو الاكثر غير الاسرائيلي، ولكن في الكورونا مطلوب انضباط متشدد على مدى الزمن.

لقد جرى الحديث طويلا عن النموذج  السويدي، ولكن يجدر بنا أن نكرس بضع كلمات لتايوان ايضا: دولة مع 24 مليون مواطن، منذ نشوب الكورونا سجل فيها 513 مريض و 7 موتى فقط. كيف يفعلون هذا؟ اكثر من اي شيء آخر، التايوانيون هم ببساطة اناس منضبتون. النظام، الانضباط والتضامن – هذه ثلاثة قيم على اساسها يدار الكورونا في تايوان.

النموذج التايواني هو هذيان بعيد إذ في اسرائيل لا ذكر لهذه القيم: فلا يوجد نظام إذ ليس لدى احد الصبر، لا يوجد انضباط إذ ان كل واحد اذكى من ذاك الذي كتب الانظمة.  أما التضامن الاجتماعي  فبالتأكيد غير موجود. ولكن الاكتراث  يوجد بل ويوجد جدا: نحن نتجند لمساعدة شخص معين يعيش ضائقة، حتى لو كنا لا نعرفه، لان القصة لمست قلبنا.  القلب الاسرائيلي الدافيء  سيقلب  العالم كي  ينقذ  متنزه  ضاع في النابال، ولكن  مثل  ذاك الذي مع التندر في  الجرف  الصامد، فان هذا يتم ليس  في اطار القوانين الدارجة. أما التضامن بالمقابل فهو الالتزام المنهاجي بالقوانين من أجل انقاذ الانسان  النظري ، وهذا  ليس  نحن على الاطلاق.  

هذا ليس حقا الزمن للحلم لاعادة تربية الاسرائيليين، فما  بالك ان سحرنا ونجاحنا يقومان بقدر كبير على القدرة في العثور على الثغرات. وعليه، لما كان الانضباط الذاتي ليس خيارا عمليا، فلا  مفر من التقدير باننا اذا لم نفرض  هنا انفاذا دراماتيكيا فان الكارثة الحقيقية لا تزال  امامنا. والانفاذ الدراماتيكي معناه افراد من الشرطة والمراقبين في كل زاوية، فحوصات مفاجئة في  المحلات التجارية، زيارات بيتية لا تتوقف للملزمين بالحجر وللمرضى المؤكدين  وغرامات عالية على كل من يخرق الانظمة. لا يوجد اي سبيل  آخر. واذا لم يتم هذا باقرب  وقت ممكن، فاننا في  الطريق الى التبدد.  

ثقوا بالاسرائيلي الذي تعرض مرتين للغرامة على عدم وضع الكمامة في الا يحصل له هذا في المرة الثالثة. وهذا ليس لانه يعتقد لا سمح الله بان هذا نظام سليم بل ببساطة لانه لا يريد باي شكل ان يتخوزق هكذا كثيرا.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى