ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  عاموس جلعاد – حلف دفاع ، ضرر أكثر من النفع

يديعوت – بقلم  عاموس جلعاد – 3/12/2019

حلف دفاع بين اسرائيل والولايات المتحدة هو فكرة ممتازة سطحيا لمن ليس ضالعا في الامور، اما عمليا فهي فكرة تفوق اضرارها منفعتها. من جهة واضح انه من المجدي ان نكون مرتبطين بحلف دفاع مع الولايات المتحدة – ولكن لاجل ماذا؟ 

توجد دولة اسرائيل في منطقة جد مركبة تستوجب نشاطا مستقلا للجيش الاسرائيلي – ونشاطا لا ينسجم في احيان قريبة مع السياسة العامة للولايات المتحدة على مدى السنين. اما في إطار حلف الدفاع فسيتعين على اسرائيل ان تطلب الاذن وتنسق مسبقا كل نشاط وان تطيع القيود. 

التعاون الاستخباري موجود على اي حال. ومن الافضل ابقاؤه مرنا وعدم تعريفه في اتفاقات بسبب اهميته.

لا يمكن توسيع الحديث عن القيود الامنية، ولكن ليس سرا هو مثلا انه في حرب الخليج طلبت الولايات المتحدة من اسرائيل الامتناع عن مهاجمة صدام حسين الذي أمر باطلاق الصواريخ على اسرائيل. لقد كانت المصلحة الاسرائيلية، والتي كانت موضع خلاف، أن  تقبل بالطلب الامريكي ولكن هذا ليس كذلك دوما. 

لاسرائيل توجد اليوم علاقات أمنية متفرعة ومؤثرة للغاية مع جهاز الامن الامريكي بخاصة ومع الولايات المتحدة بعامة. هذه العلاقات هي عمود فقري مركزي في الامن القومي لاسرائيل. اكثر مما كان في اي وقت مضى. العلاقات هي واسعة وشاملة، في مجالات متنوعة، وهي مضاعفات القوة والقدرة لاسرائيل. 

لهذا السبب بالذات من الافضل التركيز على توسيع العلاقات العملية الطيبة والمتفرعة التي توجد اليوم، وعدم تكبيل أيدينا باحلاف منفعتها موضع شك. 

الامر صحيح ايضا بالنسبة لمسار المواجهة مع ايران والذي توجد فيه اسرائيل. من الافضل ان يكون تفكرنا ينطوي على التشاور مع الولايات المتحدة، على أن يكون القرار النهائي في ايدينا.

كما ينبغي أن نتذكر ميل الرئيس الامريكي الحالي لتقليص التواجد الامريكي، الميل الكفيل بان يكون على تناقض مع حلف الدفاع وهكذا يوجد خطر في أنه كنتيجة للحلف ينشأ توتر زائد بين الطرفين. من الافضل ان تكون الامور من تحت سطح الارض. هكذا مثلا تضطر اسرائيل لان تجري اليوم تنسيقا امنيا مع الروس – الدور الذي ادته الولايات المتحدة في الماضي كقوة عظمى عالمية حيال روسيا. اذا كان حلف دفاع، سيتعين علينا ان نتساوم مع الامريكيين على دورهم. 

ينبغي ان نفحص بعمق طبيعة الصفقة. من الصعب أن نصدق بان توافق الولايات المتحدة على حلف دفاع حقيقي، كون الدول العربية ايضا ستطلب مثل هذه الامر. الرئيس ترامب سيعطينا تعهدا بمنع تهديد وجودي – اذا كان هذا مجرد تصريح عمومي فهو دوما جيد، ولكن حلف الدفاع هو أكثر من ذلك بكثير ويمكن ايضا الفحص فيما اذا كان هذا ممكن التحقيق حقا. 

عندما نجري الحساب من الافضل أن نحافظ على قدرة عمل الدولة في منطقة مركبة مثل الشرق الاوسط اولا وقبل كل شيء حيال ايران وتوجد ايضا تحديات اخرى. الحل الصحيح هو توسيع التعاون الامني المبهر بحد ذاته. 

يبدو أن أساس المبادرة لحلف الدفاع هو في اسرائيل، ويبدو انه ينبع من اعتبارات سياسية داخلية مثل تعزيز الصورة قبيل الانتخابات. ان الاعتبارات السياسية مشروعة ظاهرا ولكنها تأتي دوما على حساب الاعتبار الامني. ان من شأن السياسة التصريحية ان تضر ايضا لانها تستفز الطرف الاخر وتدفعه لان يضعها قيد الاختبار. 

من الحيوي ان يكون كل نقاش في هذا المسار موضوعيا وعميقا والا يجري في تصريحات متسرعة قبل الانتخابات. ثمة حاجة الى دراسة مفصلة، اعداد أوراق موقف، مداولات عميقة واقرار من المستويات الامنية والحكومية المختلفة. هذه المرة لا يبدو هذا جديا، بل مثل الدعاية الانتخابية. 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى