ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  عاموس جلعاد – الجيش ينجح، السياسيون  يفشلون

يديعوت – بقلم  عاموس جلعاد – 19/5/2021

” على إسرائيل أن تعرف حماس كعدو وتعمل على القضاء عليها وفي نفس الوقت ان تعزز السلطة الفلسطينية وتسعى الى تسوية سياسية معها “.

يمكن لنا ان نجمل ونثني على القدرات العسكرية المبهرة التي يبديها الجيش الاسرائيلي في حملة “حارس الاسوار” في الدفاع وفي الهجوم. فالتفكير الاستراتيجي العسكري ممتاز وسيجد تعبيره في ردع حماس عن هجمات عسكرية على اسرائيل في المدى المنظور. ولكن في المستوى السياسي – الاستراتيجي واضح ان السياسة تجاه حماس تبوء بالفشل وتستوجب اعادة احتساب للمسار. 

تجدر الاشارة الى أن حماس هي منظمة ارهابية اجرامية توجهها ايديولوجيا دينية هدفها ابادة اسرائيل واقامة خلافة اسلامية بروح الاخوان المسلمين الذين ينتمون اليهم. هذا هو السبب  الذي يجعل الدول العربية تلاحق الاخوان المسلمين حتى الابادة وبنجاح في نطاقها (باستثناء قطر). لحماس رؤيا واستراتيجية واضحتين وهي تسجل في نهاية المواجهة الحالية امتيازات هامة حلمت بها ولم تحققها: وضع القدس في مركز الاهتمام الدولي والفلسطيني، واتخاذ صورة من يحمي الاسلام، المواجهات بين العرب الاسرائيليين واليهود في داخل اسرائيل، تقويض اضافي لمكانة السلطة الفلسطينية وتهيئة التربة للسيطرة على الضفة وهجمات واسعة النطاق بالصواريخ على اسرائيل – رغم الضربات العسكرية (تصفية الانفاق الهجومية، ضرب الطائرات المسيرة، ضرب مهندسي انتاج صواريخ والواسطة التحت ارضية). كل هذا يغذي الاحساس في اوساط قيادة حماس بان طريقهم الاستراتيجي والتاريخي هو الصحيح وانه رغم الضربات العسكرية فان عليهم أن يواصلوا في هذا المسار.

ما الذي يمكن استنتاجه من ذلك؟ دولة اسرائيل ستصل في اقصى الاحوال الى خلق ردع قوي على حماس بحيث تمتنع عن الهجمات ضد اسرائيل لفترة زمنية معينة، طويلة اكثر أو اقل، وفقا لنتائج  الانتهاء للمعركة الحالية. بالمقابل ستواصل حماس عمل كل ما تستطيع كي تحقق رؤياها بكل عناصرها على اساس صورة نجاحها قبل المواجهة الحالية وفي اثنائها. وبالتالي فان المطلوب هو تحديد حماس كعدو يجب التعامل معه كما تتعامل الدول العربية والعمل على القضاء عليه تدريجيا او بسرعة كما وعد رئيس الوزراء قبل 12 سنة. على هذه الخلفية من المهم قياس المواجهات على  ايران وحزب الله – الذين يحاولون توسيع المواجهة الى جبهات الحدود مع لبنان وسوريا. من الحيوي الا يؤدي الفهم بان حماس حققت انجازات الى صورة ضعف في نظر ايران وحزب الله. يمكن القول ان الفرضية التي تقول ان حماس يمكن احتوائها وخصيها لم تعد سارية المفعول. فهل يمكن ان نتوقع تغييرا في  السياسة؟ الجواب هو لا. ولماذا؟ لانه مطلوب تغيير جذري في السياسة تجاه السلطة الفلسطينية، التي بخلاف الدعاية الاسرائيلية تتعاون مع اسرائيل في الصراع ضد الارهاب والعنف. هذا يستوجب تغييرا في النهج ولا يوجد احتمال هذا ان يحصل. اذا اردنا ان نهزم حماس في غزة فسيطرح السؤال من سيحكم هناك بعد انصرافها. عندها سيكون الخيار وحشيا – الجيش الاسرائيلي أم السلطة الفلسطينية؟ هذه لن تأتي دون تسوية سياسية. ولهذا ايضا آثار على جوهر السلام مع الدول العربية. بينما التعاون الامني الخفي عن العيان سيستمر، فان التطبيع سيبتعد.  فالدول العربية ستخاف على استقرارها اذا ما عادت المسألة الفلسطينية  الى مركز جدول الاعمال الاقليمي. 

ما هو المطلوب الان؟ الجيش الاسرائيلي بالتأكيد سيستخلص الدروس بشكل مبهر، ولكن القيادة السياسية مطالبة فورا بالخطوات التالية: على حماس أن تعتبر كعدو يجب هزيمته حسب نموذج الدول العربية. تغيير جذري في النهج تجاه السلطة الفلسطينية بهدف تعزيز قوتها ضد حماس. تجنيد الدعم الدولي وخلق قاسم مشترك مع الولايات المتحدة ودول العالم بجهود التهدئة والتسوية السياسية. فضلا عن ذلك فان على رئيس الوزراء، اذا ما راجع السياسة حقا ان يتناول مسألة كيف اصبحت حماس جهة على هذا القدر من الخطورة، وايران تقدمت في خلق التهديد الدولي لاسرائيل رغم كل المساعي الهائلة والمذهلة التي اتخذها الموساد أساسا.

في السطر الأخير مطلوب استخلاص الدروس وتقويم جديد للوضع على أساس الإخفاقات في المستوى الاستراتيجي لغرض تعزيز مكانة وقدرات إسرائيل للتصدي لجملة التهديدات الواسعة  التي تنتظرنا في الأفق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى