ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  شمعون شيفر –  قواعد اللعب

 يديعوت– بقلم  شمعون شيفر – 1/8/2021

” يبدو أنه حان الوقت لمراجعة الفرضيات الاساس في  مفهومنا الامني الذي وضعه بن غوريون  في ان النووي  سيردع اعداءنا “.

  1. سفينة بملكية اسرائيلية تعرضت للهجوم في نهاية الاسبوع قرب عُمان حوامات هجومية قتلت اثنين من رجال الطاقم، روماني وبريطاني، وسائل الاعلام الايرانية اعلنت بان الهجوم نفذ ردا على هجوم اسرائيلي على قاعدة حزب الله في سوريا. 

تخوض اسرائيل وايران مناوشات حظيت منذ الان باسم “المعركة بين المعارك”. ويحذر المحللون من ان الايرانيين يغيرون قواعد اللعب، ويخيل أنه حان الوقت لمراجعة بعض الفرضيات الاساس في مفهوم الامن القومي لاسرائيل في كل ما يتعلق بايران. في حينه، تزودت اسرائيل ظاهرا بسلاح نووي وفقا لرؤيا دافيد بن غوريون الذي اعتقد بان هكذا تضمن الدولة وجودها في المنطقة المعادية لها. اضافة الى ذلك:” اعلنت اسرائيل بانها ستمنع عن كل دولة عربية في المنطقة التزويد بسلاح نووي. اما عمليا، فان دول المنطقة لم ترتدع. وحاليا تنجح اسرائيل في أن تمنع عن ايران امتلاك السلاح النووي ولكن السؤال هو هل سيكون ممكنا ايجاد حل آخر في اطار اتفاقات دولية  تتمتع فيها كل الاطراف بفترة امن معقول. 

ولكل المترددين في هذه المسألة يذكرهم بما قاله البرت آنشتاين: “لا اعرف اي سلاح سيستخدم في الحرب العالمية الثالثة، ولكن في الرابعة سيستخدمون العصي والحجارة”. 

  1. هذا الاسبوع ستحل الذكرى الـ 76 لالقاء القنبلة الذرية على هيروشيما. الصحافي جون هارسي كتب في آب 1946 في “نيو يوركر” مراجعة أولى لالقاء القنبلة التي سميت “طفل صغير”،  وقد عدت الى هذا التقرير باني اشارك القول ان ما ينشر في وسائل الاعلام يشكل المسودة الاولى للتاريخ. “15 دقيقة بالضبط بعد الساعة الثامنة صباحا في  6 آب 1945 في اللحظة التي شق طريق ضوء هائل سماء هيروشيما جلست السيدة توشيكو ساساكي، الموظفة في شركة تجارية على كرسيها والتفتت برأسها نحو الفتاة التي جلست بجوارها”، كتب هارسي الذي يصف بالتفاصيل ماذا كانت تفعل في تلك اللحظات ام ستة يابانيين بقوا على قيد الحياة بعد القاء القنبلة التي قتلت اكثر من مئة الف شخص. “كان الصباح باردا ولطيفا. لم يفهموا شيئا مما حصل.  احد في المدينة لم يسمع صوت قنبلة”. بعد القاء القنابل على هيروشيما ونغازاكي لم يستخدم ابدا سلاح نووي من اي دولة ضد دولة اخرى. 

في كتابه “اسرائيل والقنبلة” كتب آفني كوهن الباحث الاسرائيلي الكبير في  الموضوع، ان سياسة النووي الاسرائيلية استهدفت معالجة خط التماس الذي يربط درس اوشفيتس مع دروس هيروشيما ونغازاكي. ولكن عندنا لا يتحدثون عن هذا. كان جديرا عقد بحث في تداعيات تهديدات استخدام السلاح النووي وتداعيات حيازة مثل هذا النوع من السلاح على البيئة وعلى مئات الاف بني البشر ممن يعيشون هناك – من ديمونا عبر قطاع غزة وحتى السهل الساحلي.

  1. احتجاج الفرنسيين على خلفية الانباء بان الرئيس عمانويل ماكرون كان هدفا للتنصت الخفي، ذكرني بحدث قصير اجريته في حينه مع احد كبار رجالات الامن السابقين. “ألا تخجل بما تفعله اليوم”، سألت  الرجل، الذي تعاون مع شركات تجارية، لاحق هناك منافسين وجمع مواد شخصية عنهم “هذا ما اعرف افعله”، اجاب. ضبط نفسي ولم أقل له ما افكر به عنه. باختصار: الخزي.
  2. النائبة ميري ريغف وصفت الوزير زئيف الكين بلقب “شاويش” – وهي تقصد خادم. وهكذا واصلت تذكيرنا الى اي هوة بلا قاع جرت السياسة عندنا.  
  3. عندما كنا صغارا جدا، نزلنا روني دانييل، غازي باركائي وأنا مع عائلاتنا في اجازة لبضعة ايام في نويبعة. أتذكر كم كان روني متفانيا لابنه عدي الذي كان مصابا بالذبحة الصدرية. كان يمسك بجهاز التنفس ولا  ينزع نظره عنه. لاحقا، توفي عدي باثر الذبحة. في قصيدة “توقف القلب” كتب الشاعر تمير  كرينبرغ: “وحدي في العالم بلا  ابن، بلا صديق وبلا أب، احوم كبقعة في الفضاء والحزن لي حضن”.

لروني ولنا جميعا، كانت وتوجد حياة ايضا، لحظات سعادة وخيبات امل تتجاوز التقارير الصحفية التي نشرناها وتتجاوز ما يخيل لمحيطنا. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث whatsapp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى