ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم شلومو نكديمون – 43 سنة على زيارة السادات ، تاريخ لن ينسى

يديعوت – بقلم  شلومو نكديمون – 18/11/2020

لحظة خطاب السادات وزيارته الى القدس هي لحظة لا تنسى في تاريخ أي صحافي “.

ثمة لحظة في حياة الصحافي لن تشطب من ذاكرته أبدا. من ناحيته كان هذا هو العاشر من تشرين الثاني 1977. قبل يوم من ذلك القى الرئيس المصري انور السادات خطابا في مجلس الشعب في بلاده واعلن فيه عن استعداده للوصول الى الكنيست في القدس كي يبحث في السلام مع اسرائيل. كانت مطالبه انسحابا اسرائيليا كاملا من شبه جزيرة سيناء واقامة دولة فلسطينية. وقال ما يلي: “أنا مستعد لان اذهب اليهم، الى بيتهم، الى الكنيست نفسها، وان  اتجادل معهم”. وفي الغداة، في الساعة 6:45 صباحا،  هاتفت منزل  رئيس  الوزراء  مناحم بيغن كي اتلقى رد فعله. “لديك قلم في اليد؟”، سألني، وواصل:  “إذن اكتب”، كتبت. “مفهوم ان اسرائيل ترد ردا باتا ولا تحفظ شروط الرئيس السادات. بمعنى: انسحاب الى خطوط الرابع من حزيران 1967 واقامة الدولة التي تسمى فلسطينية”، أملى عليّ بيغن. “معروف ان هذه الشروط تشكل خطرا على مجرد وجود دولة اسرائيل. ولكن السادات يمكنه أن يأتي الى جنيف  (حيث عقدت مؤتمرات دولية بحثت في انهاء الحروب) ويعرض هذا الموقف مثلما نعرضموقفنا. لن يجعل اي طرف موقفه شرطا مسبقا،اي: شرطا مسبقا للمشاركة في مؤتمر السلام”.

وبعد المقدمة جاء الاساس الذي تمنيته. “بالنسبة لاستعداد السادات اللقاء معنا، حتى ولو في  القدس، في الكنيست، اذا لم تكن هذه مزحة فقط – فأنا ارحب بهذا الاستعداد”، قال، “واكرر بياني مع تسلمي منصب رئيس الوزراء باني مستعد لان التقي بالرئيس السادات في كل مكان، بما في ذلك في القاهرة كي نتفاوض على احلال سلام حقيقي في الشرق  الاوسط”.  

مفهوم ان بيانه هذا اتخذ العنوان الرئيس في “يديعوت احرونوت” في 10 تشرين الثاني: “بيغن يستجيب للسادات: أرحب باستعدادك للمجيء الى القدس وأنا مستعد للمجيء الى القاهرة”. بعد أقل من اسبوع من ذلك هبطت طائرة الرئيس المصري في  مطار بن  غوريون. وبعدها دعاني رئيس الوزراء لاكون مستشاره لشؤون الاعلام. وفي اثناء اللقاء في مصر  تلقيت هدية من الرئيس المصري ترجمة عبرية لكتابه “قصة حياتي”بتوقيعه. وقال لي انه قرأ الترجمة الى العربية لكتابي “احتمال متدنٍ” عن حرب 1967 (الذي كتب عنه المحلل المصري  الكبير حسنين هيكل في “الاهرام” وها هو في الهبوط الاول مع وفد رئيس الوزراء في مصر يتوجه اليّ رجل ما ويهمس باذني بالعبرية انه هو الذي ترجم كتابي الى العربية. وليس هذا فقط بل انه تلقى لقب الدكتوراة على كتابه الكاتب العبري ابراهام مافو).

ونالت علاقات بيغن والسادات الزخم، وفي  لقاءاتهما الاخيرة  تحدثا عن شرق  اوسط جديد. بعد اغتيال  السادات في 1981 تحدث بيغن عن علاقاته مع الرئيس المصري لهذه الصحيفة. انعكاس مشوق لمنظومة العلاقات هذه كان في ساعات قبل الجنازة حين زيار بيغن منزل الاسرة، والارملة جيهان وابنهما جمال رويا له كم كان لرب الاسرة ودا لنظيره الاسرائيلي. في كتاب السيرة الذاتية المشوق “ابنة مصر” كتبت عن ذلك الارملة: “الحزن أكبر من ان يحتمل، ولكني سعيدة ان يكون زوجي توفي وهو  يقف على قدميه وليس راكعا”. وروت ايضا بان بيغن  الذي كان متجهما من شدة الصدمة والحزن قال لها “ليس شريكي في خطوة السلام هو الذي فقدته فقط بل  صديقي ايضا”. كما نشرت رسالة المواساة الحارة التي  بعثتها لها عقيلة بيغن عليزا التي لم تتمكن من الوصول الى الجنازة.

السلام  استمر منذئذ حتى وان لم يكن بصخب وخلفاء السادات يحرصون  على حمايته.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى