ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم سيما كدمون – ذئب ذئب

يديعوت– بقلم  سيما كدمون – 25/12/2020

يؤمن الكين بانه اذا كان احد ما قادر على أن ينزل  نتنياهو عن الـ 61 مقعدا فهو  ساعر. ومن أجل ان يفعل هذا فان الحزب الجديد يحتاج أيضا الى أصوات الوسط – اليسار التي ستبقيه عاليا في الاستطلاعات – كي تأتي اليه عندها مقاعد من اليمين أيضا “.

ما يحصل هذه الايام لنتنياهو لم يسبق أن حصل له في أي مرة سابقة تقريبا: وقد أخذت منه الحصرية في تحديد جدول الاعمال والخطوات  السياسية في الدولة. ومع أن في يده كل أدوات السياسة – من التطعيمات وحتى الاتفاق مع دبي والمغرب – لا ينجح في ان يحقق وتيرة الاحداث والتطورات التي منذ ان عاد الى الحكم في 2009 كانت دوما في يده.

باستثناء مرة واحدة: انتخاب ريفلين رئيسا للدولة. وحتى في تلك المرة فان من فعل هذا بخلاف تام لارادة نتنياهو، كان ساعر. فقد كانت الائتلافات تتكون حتى قبل الانتخابات. وكانت الانتخابات في المواعيد التي اختارها وتحكم بالاحداث تماما وكانت متعته الكبرى في مفاجأة خصومه السياسيين.

اما في الاسابيع الاخيرة فقد انتهى هذا ولم يعد نتنياهو يتوقف عن أن يكون متفاجئا.

بيان ساعر عن انسحابه من الليكود واقامته حزبه الجديد؛ التصويت بالقراءة الاولى على تأجيل الميزانية التي سرقت، بمعنى الكلمة الحرفي تماما من تحت أنفه وادى الى حل الكنيست والحديث الدراماتيكي في نهاية الاسبوع: انسحاب زئيف الكين الذي كان في الـ 12 سنة الاخيرة واحدا من المقربين له. هذا الذي دخل معه الى اللقاءات الاكثر حميمية مع بوتين وارسل مرات لا تحصى لفحص امكانية ائتلاف 61، ضمن امور اخرى مع بينيت، هاوزر وهيندل. رجل سر ورجل تنفيذ بالمستوى الاعلى، الذي يمكن لاي رئيس وزراء ان يتمناه لنفسه فقط. وهذا الرجل، الذي اعتاد نتنياهو على أن يأخذه على محمل الامر المسلم به، استقال من وزارة التعليم العالي والمياه، تلك التي اعطاه اياها نتنياهو بنكران للجميل وبانغلاق حس، بعد أن أخذ منه حقيبة حماية البيئة ليعطيها لجيلا جمليئيل – وانتقل الى حزب ساعر.

يمكن التخمين فقط بما يمر لنتنياهو في الرأس حين يفكر بسياسيين الاكثر تجربة، الاكثر حنكة والاكثر دهاء حين  يجتمعا الان معا – وضده. حين يكون واضحا له ان من يدير بعد الانتخابات  المفاوضات الائتلافية نيابة عن ساعر هو الكين، المفاوض الافضل بين السياسيين.

كمن رأى نتنياهو في لحظات الدرك الاسفل له عاريا من كل تظاهر، استخدمه نتنياهو في لحظات الازمة ومن لم يعرف  فهم من كل تلك الامور الدقيقة وقدراته السياسية – لم يعد الكين قادرا على أن يتحمل الوضع. ليس صعبا تصديقه عندما يكتب بانه لم يعد يستطيع دعوة مواطني اسرائيل للتصويت لنتنياهو ويكون مرتاح الضمير بانه يعمل من أجلهم. وبالتأكيد عندما يتهم رئيس الوزراء بان اعتباراته الشخصية ونزوات”محيطك القريب” تحتل مكانا مركزيا أكثر فأكثر في عملية اتخاذ القرارات.

ما الذي لم نعرفه؟ ما الذي لم نسمعه من قبل؟ ما هي الامور التي يقولها الكين وفاجأتنا؟  الفارق الوحيد هو ان هذه المرة قيل هذا من واحد من الاشخاص الاقرب على نتنياهو. أحد ما يعرف جيدا كل الاحابيل والالاعيب، والتي بعضها كان هو نفسه شريكا لها.

لقد كان هذا قرارا غير بسيط بالنسبة له. ليس بسبب نتنياهو.  فترك بيبي هو  خلاص، هو يقول لاحد ما هذا الاسبوع أن تترك الليكود هذا ليس بسيطا. ولكن عندما ترك ساعر، فهم بانه لن يكون ممكنا تغيير الوضع من الداخل وانه حتى لو خسر الليكود الانتخابات، فان نتنياهو لا يعتزم الرحيل. وانه سيبقى رئيس الليكود ولن يسمح لاي شيء بان يتغير. مثل الفراعنة في مصر الذين اخذوا معهم الى القبر اناسهم، جيادهم، اغراضهم، هذا ما سيفعل نتنياهو. وهو سيربط الليكود حتى النهاية. ولن يحرره.

لقد كان خيار الكين ان يترك السياسة، ان يواصل المشاركة في اللعب، او أن ينضم الى ساعر. فقرر.

لمن يدعي، بقدر كبير من الحق بانه لا يمكن الفهم كيف حصل ان من كان المدافع الأكبر عن نتنياهو اصبح بين ليلة وضحاها اكبر مهاجميه يمكن فقط القول ان الفرق بين الكين ووزراء آخرين في الليكود هو أن في نهاية الامر اتخذ الخطوة، وهذا اكثر بكثير مما فعله آخرون. أولئك الذين يفكرون ويقولون لغير الاقتباس ولغير ذكرهم ما قاله الكين يوم الأربعاء ليلا الى الكاميرا. أولئك الذين يخافون الاعراب عن مواقفهم، ممن يقفون صامتين بلا فعل امام أفعال نتنياهو، امام سلوكه، امام استخدامه لهم في حربه القضائية، وانه بسبب صمتهم وضعفهم وصلنا الى حيث  وصلنا.  

في كل سنوات حكم نتنياهو، والتي كانت مليئة بالهجران والوداع للمقربين، أناسا كانوا مستعدين لن يسفكوا الدماء من أجله والقي بهم في قارعة الطريق لا يذكر نص بهذه الشجاعة، المباشرة، الوضوح والتعليل منذ نص الكين. واضح أنه بعد فترة طويلة من الإحباط والتردد، لفظ من داخله احاسيس دون أن يجري تنزيلات او ان يجمل الأمور. وفي حزب أصبح فيه التزلف واللحس الطريق  الوحيد للحفاظ  على مكانتك – فانه استثنائي ومثير للاعجاب، وهو السبب الذي جعل كل الأمور تنزاح الى الوراء في جدول  الاعمال.

هذه ستكون معركة انتخابات مختلفة عن كل ما رأيناه من قبل. أحزاب ستقوم وأحزاب ستسقط. أناس جدد سينضمون وآخرون سينسحبون. رئيس بلا حزب مثل  عوفر  شيلح  وحزب  بدون  رئيس مثل العمل بدون بيرتس.  المشكلة الكبرى لمؤسسي الأحزاب ستكون محاولة ان يقيموا في 90 يوما من الكورونا والاغلاق  منظومة ميدانية تمس حتى التنظيم المرتب الموجود مثلما لـيوجد مستقبل.

هذا الأسبوع كان هذا شيلح الذي  اعلن في مؤتمر صحفي مغادرته  يوجد مستقبل وإقامة حزب جديد. والامر الأبرز في مؤتمره الصحفي كان من لم يكن هناك. بعد تسع سنوات في السياسة، مع نجاح لا بأس به وتقدير لا بأس به لم ينجح شيلح في أن يقنع أي نائب، أي نشيط مركزي أو مندوب سلطة محلية لان يقوم معه بالخطوة. الوحيد الذي وقف الى جانبه كان روعي كوهن، رئيس مكتب منظمات المستقلين والاعمال التجارية.

ان السذاجة وانعدام التجربة لدى أزرق أبيض، الذي سينشق أو يختفي أغلب الظن، سيحتل الان أناس مثل ساعر والكين، حزب يميني  ميزته هي انه مناهض لبيبي. حتى الان كان يمينا وحده. اذا صوت بينيت – حصلت على بيبي، كان هذا الفهم الذي لم ينجح بينيت حتى في خطابه هذا الأسبوع ان يدحضه. بقدر ما يبدو هذا عبثا، فان ساعر، الأيديولوجي اليميني والكين اليميني، المتدين والمستوطن كفيلان بان يأخذا المقاعد من الوسط أيضا. من رأى تغريدات الاعلام السود وحركة كرايم منستر بعد خطاب الكين يفهم عما نتحدث. هؤلاء الأشخاص يشعرون بان الكين قال واحدة واحدة رسائلهم. ولكن ليس على هذا يعول ساعر. فهو لا يعول على شعبية الكين في تل أبيب او في المظاهرات في بلفور. في الشارع الروسي الذي  ليس  ليبرمان – الكين محبوب ومعروف وكذا في أوساط المستوطنين يعد مصداقا جدا وبين القلائل في قيادة الليكود الذي يسكن في مستوطنة.  رجل بلاد إسرائيل بوضوح، كان رئيس  مكتب الليكود – الهيئة الأيديولوجية في الحركة، ستكون هذه هي الجبهة الاساسية لالكين: ان يجلب مقاعد، وان  كانت قليلة من أوساط الصهيانية المتدينين والروس، بعضهم في الليكود وبعضهم لدى بينيت. يؤمن الكين بانه اذا كان احد ما قادر على أن ينزل نتنياهو عن الـ 61 مقعدا فهو  ساعر. ومن أجل ان يفعل هذا فان الحزب الجديد يحتاج أيضا الى أصوات الوسط – اليسار التي  ستبقيه عاليا في الاستطلاعات – كي تأتي اليه عندها مقاعد من اليمين أيضا.

او بكلمات أخرى: مصوتو الوسط – اليسار سيكونون مرة أخرى حمار المسيح. غير أن هذه المرة المسيح هو ساعر وليس نتنياهو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى