ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم سيفر بلوتسكر – نسوا الفقراء

بقلم سيفر بلوتسكر – يديعوت 13/6/2021

في كل اتفاقات الحكومة لم يندرج هدف تخفيض عدد الاسرائيليين الذين هم تحت خط الفقر “.

دزينة من السنين ترأس بنيامين نتنياهو حكومات اسرائيل، وقريبا سيغادر المنصب. وسيقود الحكومة التالية نفتالي بينيت رئيس كتلة يمينا الصغرى.

لم يفصل نتنياهو عن رئاسة الوزراء بسبب اخفاقاته بل بسبب طبيعته. ففي السنوات الاخيرة اصبح العدو الاكبر لنفسه: التركيز على الذات، جنون الاضطهاد الجماهيري والشخصي، المزايدة، التحريض والمتواصل والغرور بمثابة “أنا وبعدي الطوفان” رصت صفوف معارضيه على طول الطيف السياسي الى أن  عقدوا العزم فنجحوا في اسقاطه. مشكوك أنهم سينجحون في ذلك لو لم يساعدهم نتنياهو في كل خطوة وشبر. كبواته المتواترة اسقطته. سقط على غروره.

في نظر موضوعية، اسرائيل كدولة ازدهرت في سنوات زعامة نتنياهو. يكفي ان ننظر الى المعطيات: رغم الازمات العالمية القاسية، الانتاج المحلي الحقيقي ارتفع بين 2009 و 2021 بخمسين في المئة. الاجر الحقيقي للعامل ارتفع بـ 25 في المئة. عدم المساواة في المداخيل تقلصت حتى نشوب جائحة الكورونا، نشأ نحو مليون مكان عمل جديد، تضاعف التصدير  واقترب احتياطات العملة الصعبة من 200 مليار دولار وتغطي سنتين (!) من الاستيراد الى البلاد. خرج اقتصاد اسرائيل من الجائحة مرضوضا اقل من معظم الدول المتطورة فيما أن ثقة نتنياهو التي لا جدال فيها في العلم جعلتنا الامة الرائدة في التطعيمات.

وتوجد ايضا حقائق ايجابية، في الغالب. وهي تنعكس حتى في الاتفاقات الائتلافية وفي الخطوط الاساس للحكومة الجديدة: الوعد الذي ميز معركة الانتخابات للمعارضة –”سنصلح الفشل الاقتصادي الفظيع لنتنياهو” – تغيب عنها وبدلا منها يظهر التعبير المغسول “تحديات اقتصادية”. تحديات عديدة، هامة، واجبة – وعادية جدا. تلعب دور النجم منذ سنوات في الخطاب العام. ليس بث الثورة.

وعليه، فعجيبة حقيقة انه كيف لحزبين على الاقل ممن يدعيان اليسارية الاقتصادية – العمل وميرتس، لم يطلبا ان تتضمن الاتفاقات الائتلافية مكافحة الفقر. فمدى الفقر في اسرائيل، العالي بين الدول المتطورة، تضاعف تقريبا       عن المتوسط، وهذه فضيحة اقتصادية واجتماعية. اسرائيل تتصدر في الغرب ايضا في الفقر العائلي، في الاطفال وفي الشيوخ.

يوجد في الاتفاقات لاقامة حكومة التغيير هدف كمي – زائد لرفع معدل العاملين في التكنولوجيا العليا، ولا يوجد هدف لتخفيض معدل الفقراء. يوجد التزام بتشكيل لجنة تحقيق رسمية لمصيبة ميرون – ولا يوجد تعهد للجنة رسمية  لمصيبة الفقر. بنود كثيرة جدا مكرسة لتحقيق اهداف مناسبة مختلفة لدرجة أن الكلمة الصغيرة “الفقر” لم يتبقَ لها مكان.

في رحيله عن رئاسة الوزراء يترك نتنياهو إرثا اقتصاديا مركبا. اقتصاد نامٍ قادر على أن يخلق زخمه بنفسه، طبقة وسطى قوية – وكذا عار مليوني اسرائيل تحت خط الفقر.  لشدة خيبة الامل لا يبدو أن الحكومة التالية قلقة من ذلك على نحو خاص.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى